المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

زهرة الحياه ووحدة الكون

زهرة الحياه ووحدة الكون
زهرة الحياه ووحدة الكون
زهرة الحياه ووحدة الكون :-
زهرة الحياة ..... أحد الرموز التى تكررت فى الحضارات القديمة و منها الحضارة المصرية و أقدم شكل لزهرة الحياة على الأرض هو زهرة الحياة الموجودة فى الأوزيريون (معبد أوزيريس) بأبيدوس .
و زهرة الحياة من أعمق الرموز الروحانية فى الحضارة المصرية القديمة و تحوى الكثير من المعانى الباطنية التى تلقى الضوء على فهم قدماء المصريين للكون و الاله .
جاء فى متون هرمس (تحوت) عن الاله الواحد :-
==== ( الاله هو الوحدة و كل شئ جزء من الكائن الواحد الأعلى , مثل الواحد الذى يبقى واحدا سواء ضرب فى نفسه أو انقسم عليها , فالاله يبقى وحدة واحدة لا تتكاثر و لا تنقسم و هو خالق لذاته و خفى عنا دوما و لكنه أيضا العالم الذى يحيط بنا و ليس له اسم معين لأن كل الأسماء تصفه ....... الاله هو العقل الأعلى ) =======
و قد عبرت زهرة الحياه عن هذه المعنى بشكل هندسى بديع , فزهرة الحياه هى عبارة عن دوائر متداخلة مع بعضها داخل دائرة كبرى تحوى جميع الدوائر .... هذا التداخل و الاتصال و الاحتواء هو مفهوم المصرى القديم للكون و للموجودات و علاقتها بالخالق .
وحدة الكون أو " The Oneness" هى مغزى زهرة الحياه . الاله هو الوحدة و كل شئ جزء من الكائن الواحد الأعلى . هذا هو مفهوم الوحدانية عند قدماء المصريين .
و لكن لا ننسى أيضا أن الدوائر الصغرى فى زهرة الحياة متشابكة و متداخلة مع بعضها , و هذا معناه اتصال كل مخلوقات الكون ببعضها , فلا يمكن أن نفهم وحدة الكون اذا لم نعى الاتصال بالكائنات الأخرى سواء الكائنات المتجسدة على الأرض أو كائنات العوالم الأخرى و ما وراء الطبيعة و منهم النترو (الكائنات الالهية) .
جاء فى متون هرمس عن الكائنات الالهية ( النترو ) :-
===== و النتر (رع) هو الذى يرسل الطاقة الى الأرض ..... فى حين أن الاله هو النور الخفى الذى لا يرى بعين الجسد , فان رع هو النور الظاهر الذى يشع من مركز عالمنا الشمسى ======
و اذا كان الاله خفى و ليس له اسم كما جاء فى متون هرمس , فكيف للانسان أن يعرفه ؟
فهم المصرى القديم أن الاله مع أنه خفى , الا أنه أيضا ظاهر من خلال القوانين التى يحقق بها ارادته . فالاله واحد فى مشيئته و لكنه يحقق هذه المشيئة من خلال وجوه متعددة , كل وجه منها هو وجه الاله , مثل الماسة يكون لها وجوه متعددة تعكس أشعتها و لكنها برغم الأوجه الكثيرة الا أنها هى نفس الماسة .
بحث المصرى القديم فى قوانين الكون ليعرف وجوه الاله الخفى و أياديه التى يعمل بها لتنفيذ ارادته , فكان أول وجوه الخالق هو "رع" , و هو أول خطوات التجلى .
و رع هو الطاقة الحيوية (طاقة الحياه) التى بها تحيا كل الموجودات و هو أول أوجه الاله
التى ظهرت للوجود , و بها نشأ الخلق و ما زال الكون كله يحيا على مدد متواصل لا ينفذ من تلك الطاقة . و عندما قدس المصرى القديم رع , فليس معنى ذلك أنه عبد اله آخر غير الاله الواحد .... لا مجال هنا للتعددية , لأن رع لا يعمل بارداة منفصلة و انما هو يعمل بارادة الاله الواحد .
و كذلك كان "خنوم" هو المصور أى هو الخالق عندما يصور الكائنات الحية , و بتاح هو الفتاح الذى بدأ الحياه على الأرض , و تحوت هو "العليم".
كانت هذه هى "النترو" (و مفردها نتر) و التى ترجمها علماء الآثار على أنها آلهة , و هى ليست آلهة , انما هى كائنات الهية انبثقت عن الخالق عند بداية الخلق لتقوم بعملية نشأة الكون و تطوره و هى أقرب الى قوانين الطبيعة . و النترو لا تعمل بارداة منفصلة عن الاله الواحد , بل هى أيادى الاله لتنفيذ ارادته , بعكس الانسان الذى يملك ارادة منفصلة .
و كما ترتبط الأوجه العديدة للاله الواحد فى ماسة واحدة , كذلك المخلوقات , اذ ترتبط كل المخلوقات ببعض و ترتبط بالخالق فى نفس الوقت . و يحدث هذا الترابط عن طريق شبكة الطاقة الحيوية التى يرسل الخالق عن طريقها طاقة الحياه للمخلوقات . و هذه الشبكة هى ما يعرف بالشقرات (و شقرة هى كلمة هندية تعنى العجلة الدوارة) , و كل المخلوقات لها نظام شقرات يقوم على 7 شقرات رئيسية , فالانسان له 7 شقرات و للأرض 7 شقرات و للكون 7 شقرات , و عن طريق نظام الشقرات يستقبل المخلوق الطاقة من الاله و يتصل به و فى نفس الوقت يتصل بغيره من المخلوقات .
فقد انسان العصر الحديث الوعى بوحدة الكون و بالصلة التى تربطه بغيره من المخلوقات و بالخالق بسبب هيمنة ال Ego (الشخصانية) و أيضا بسبب انسداد جزء كبير من مسارات الطاقة الحيوية لدى معظم الناس نتيجة التلوث و شبكات المحمول و الكهرباء . و هذا الخلل فى منظومة الطاقة الحيوية هو المسئول عن الأمراض الجسمانية و النفسية التى يعانى منها الانسان الآن , و عن فقدان القدرات الروحانية التى كان يملكها انسان الحضارات القديمة و التى كانت تمكنه من الاتصال بغيره من الكائنات و ممارسة الارتحال النجمى و الطرح الروحى و المعراج السماوى , و هى تجارب روحانية يقوم فيها الانسان بالارتحال الى عالم ما وراء الطبيعة و يلتقى كائنات أخرى . و يرى الكاتب Jeremy Neadler أن نصوص الأهرام حوت وصفا لتلك الظواهر الروحانية التى كان يمارسها انسان الحضارات القديمة كجزء من تجربته على الأرض استعدادا للحياه الأبدية فى العالم الآخر .

و أول ما يفعله اليوجيون و الصوفيون لاستعادة الصلة بالخالق و الكون هو اصلاح منظومة الطاقة الحيوية ....... و هذا الاصلاح يكون بممارسة التمرينات الروحانية من عزلة و تأمل و نظام غذائى محفز للطاقة (الطعام النباتى) , و مساعدة الآخرين بدون مقابل .
و بامكان كل البشر استعادة قدراته الروحانية و العمل على ايقاظ الوعى الكونى بداخلهم مثل اليوجيين و الصوفيين .....
الأمر ليس مستحيلا لأن الصلة موجودة بالفعل حتى و ان ضعف شعور الانسان المعاصر بها و كل ما يفعله سالك الطريق (طريق علم الباطن) هو ايقاظ ما كان كامنا لديه من قدرات أودعها الاله فيه منذ بداية الخلق .
مدرسة بيت الحياة المصري

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"