ما الذى كان يحتويه التابوت الموجود بغرفة الملك ؟

ما الذى كان يحتويه التابوت الموجود بغرفة الملك ؟
ما الذى كان يحتويه التابوت الموجود بغرفة الملك ؟
ما الذى كان يحتويه التابوت الموجود بغرفة الملك ؟ 

ان طرح فرضية دفن الملك خوفو فى غرفة الملك يتعارض مع الديانه
المصرية القديمه التى تقول بأن ( الجسد للأرض , و الروح للسماء) .
و الأقرب الى عقيدة قدماء المصريين هو أن مكان دفن الملك خوفو كان
تحت سطح الأرض , و ليس فى غرفة الملك (على ارتفاع 140 قدم) .
و أنسب الأماكن للدفن هى غرفة الكهف (Grotto) , أو أسفلها .
و اذا ما افترضنا صحة هذه النظرية , فعلى الفور سيبرز لنا هذ السؤال :
اذا كان الملك خوفو قد دفن بغرفة الكهف , فما هى وظيفة التابوت الجرانيتى الموجود داخل غرفة الملك , و ما الذى كان يحويه ؟
تشير الأدلة الأركيولوجية الى وجود غطاء للتابوت الجرانيتى , و الى أن
هذ الغطاء كان مغلقا فوق التابوت باحكام , قبل أن يقوم اللصوص بكسر
جزء منه و نزعه من مكانه , لكى يسرقوا "ما بداخل التابوت" .
و لكن ما الذى كان بداخل التابوت ؟
لا يعطينا هرم خوفو أى اجابة لهذا السؤال , و يظل صامتا , فهو لا
يحتوى على أى نقوش أو نصوص نستطيع منها معرفة السر .
ان الباحث عن الاجابة لن يجدها فى هرم خوفو , و انما سيجدها فى مكان آخر , و هو "متون الأهرام" , ففيها حل لغز التابوت الجرانيتى
بغرفة الملك .
و متون الأهرام هى مجموعة من النصوص سجلت على الجدران الداخلية لأهرامات ملوك الأسرة الخامسه و السادسه
(حوالى 2350 الى 2100 قبل الميلاد) , و هى أقدم الكتب السماوية .
و برغم أن هرم خوفو قد بنى قبل بداية تسجيل متون الأهرام بحوالى
قرنين من الزمان , الا أن العقيدة المصرية لم تتغير كثيرا فى هذه الفترة , بل ظلت الأفكار الدينية كما هى , و خصوصا ما يتعلق بعلم نشأة الكون
و تطوره .
يسئ معظم علماء الآثار فهم متون الأهرام و يصفونها بأنها نصوص بدائية
و تعاويذ سحرية , و لكن فى رأيى أن متون الأهرام هى نصوص تصف
نشأة الكون و تحكى قصة الخلق , و لا يمكن فهمها الا اذا أدركنا أن
الديانة المصرية القديمة كانت هى "ديانة النشأة" , أى نشأة الكون .
كانت متون الأهرام هى نصوص تتعلق بطقوس اعادة تكرار قصة الخلق
و هى طقوس مقدسه الهدف منها تجديد طاقة الكون , و خلقه من
جديد .
هذا التجديد و الخلق المستمر للكون هو الذى يمنع قوى الفوضى
و الظلام من التغلب عليه و اعادته مرة أخرى الى مياه الأزل و الى حالته الأولى قبل الخلق .
و حسب علم نشأة الكون المصرى فان الكون لم يخلق من عدم , و انما خلق من بقايا كون قديم كان موجودا , ثم سقط فى مياه الأزل ,
و تعرضت مكوناته الى التحلل و التفكك و هى حالة تشبه الى حد كبير ما يتعرض له جسم الانسان عند الموت , اذ يبدا فى التعفن و التحلل
و العودة الى عناصره الأولية .
و عند وفاة الملك , كان جثمانه يتحول الى صورة من الأرض قبل خلقها حين كانت متحللة و مفككة العناصر . و كان تحنيط جثمان الملك هو بمثابة اعادة احياء الأرض من جديد , لكى يخلق منها كون جديد .
و الأرض المقصوده فى متون الأهرام هى الأرض الأزلية , أى الى كانت
موجودة فى الزمن الأول و شاركت فى أحداث النشأة الأولى .
كان هذا الاحياء لجسد الأرض (الأزلية) يتزامن مع انفصال روح الاله عن جسد الأرض و صعوده الى السماء , و هو الحدث الكونى الأعظم الذى مهد الطريق بعد ذلك لخلق الشمس و القمر و النجوم .
لذلك فان النصوص التى تصف التحولات التى تحدث لروح الملك بعد الموت لا يمكن قراءتها و فهمها الا فى اطار قصة الخلق . فهى فى الحقيقة نصوص تصف اعادة تكرار أحداث كونية هامة وقعت عند النشأة الأولى .
و فى القلب من القصة يقف أحد المبادئ الكونية الهامة و هى (الجسد للأرض و الروح للسماء) , لكى يلخص لنا القصة كلها و يحل لغز الهرم .
فالهرم بنى ليكون رمزا هيروغليفيا مقدسا يلخص قصة الخلق كلها فى شكل واحد وهو شكل حجر ال "بن – بن" (Ben-Ben) .
ان قصة الخلق كما جاءت فى متون الأهرام هى التى تقدم لنا حل
اللغز الكبير ( ما الذى كان يحويه التابوت الجرانيتى بغرفة الملك ؟) .
------------------------------------------------------------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford