تمائم هليوبوليس :-
ان أول درس يتعلمه الساحر المبتدئ من أساتذته فى علم السحر أن كل
مشكلة تواجه الانسان فى هذا العالم المادى يوجد لها مقابل (سبب) فى العالم الروحى/الالهى .
فكل شئ تحدث أسبابه أولا فى عالم الروح , ثم تنعكس على الأرض
(كما فوق , كما تحت) .
لذلك كان على الساحر أن يتعلم تاريخ الكائنات الالهية و كيف نشأت
و ترتيب ظهورها للوجود (genealogy) , و علم اللاهوت , و علم نشأة
الكون و كل الأساطير التى تحكى قصة الخلق .
ففى هذه العلوم سيجد الساحر الحل لكل المشاكل .
و من طقوس السحر أن يقوم الساحر بتدريب وعيه على التمركز باتزان
تام بين الجهات الأصلية الأربعة (الشمال و الجنوب و الشرق
و الغرب) و بذلك يصبح الساحر بمثابة نموذج أو صورة مصغرة
للكون و يصبح بامكانه استقطاب القوى الخفية الغير مرئية و توجيهها
حسب ارادته .
و من الاختبارات الهامة التى يجب أن يمر بها الساحر اختبار
الأنا (ego) , حيث يقوم أساتذته فى أحد الطقوس بتجريده من
الأنا , و هى النظرة الشخصانية للوجود . و بتجريد الساحر من
الأنا (الشخصانية) يصبح بامكان الكون أن يسرى من خلاله
و قد كان اساتذة السحر يستخدمون أحيانا تركيبات عشبية معينة
(potions) أثناء هذا الطقس من أجل اعداد الطالب للدخول فى
حالة وعى أعلى (trance state of mind) , و يقومون
بشحنه بطاقة الحكا لاعداد الطالب لدوره الجديد فى الحياة .
و حين يقوم الساحر بالتأثير على المادة , فهو لا يستخدم
طاقته الشخصية , و انما هو يقوم باستحضار قوة كونية أكبر
منه لتقوم بذلك . ففى النصوص السحرية نجد الساحر دائما
ما يؤكد على أنه ليس هو المتحدث , و انما المتحدث هو القدرة
الالهية الكامنة فيه (و كل كائن لديه قدرة الهية كامنة فيه) .
و من الطقوس السحرية الجديرة بالاهتمام فى مصر القديمة فكرة
استخدام "الختم" , و هى فكرة تعود الى بداية الأسرة الأولى .
أن تضع ختما فوق شئ يعنى أن تجعل الحضور الالهى يسرى فيه .
و الختم فى الأصل هو أداة الملك الذى يعتبر هو الكاهن الأكبر
و الزعيم الروحى الذى يقف على قمة هرم المعرفة الروحية فى
مصر القديمة . أن يضع الملك الختم الملكى على شئ , كان ذلك
يعنى أنه هذا الشئ أصبح "الهيا" .
و أشهر أنواع الأختام فى مصر القديمة هى التى كانت تأخذ شكل
الجعران ... , رمز البعث / التحول / الصيرورة .
و عندما يصدر الملك أمرا و يضع الختم الملكى عليه , فهو
يعى تماما خطورة هذا الأمر و يدرك عواقبه و يتحمل
المسئولية كاملة عن هذا الأمر .
و كان أحد أهم مراحل تعلم الساحر و ارتقائه هى المرحلة التى
يبدأ فيها باردتداء تمائم هليوبوليس
تنسب هذه التمائم الى مدينة هليوبوليس , لأنها هى مدينة كل
العلوم المقدسة فى مصر القديمة و منها علم السحر .
و ارتداء الساحر بعضا من تمائم هليوبوليس كان يعنى امتلاكه
قدرات سحرية خاصة .
و كانت تمائم هليوبوليس توضع أيضا فوق المومياوات قبل الدفن
لما لها من قوة سحرية تمنع من اصابتها بالتحلل .
-------------------------- -------------------------- ---------
من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة"
(Magic and Mysteries in Ancient Egypt)
للكاتب الفرنسى "كريستيان جاك" (Christian Jacq)
ان أول درس يتعلمه الساحر المبتدئ من أساتذته فى علم السحر أن كل
تمائم هليوبوليس |
مشكلة تواجه الانسان فى هذا العالم المادى يوجد لها مقابل (سبب) فى العالم الروحى/الالهى .
فكل شئ تحدث أسبابه أولا فى عالم الروح , ثم تنعكس على الأرض
(كما فوق , كما تحت) .
لذلك كان على الساحر أن يتعلم تاريخ الكائنات الالهية و كيف نشأت
و ترتيب ظهورها للوجود (genealogy) , و علم اللاهوت , و علم نشأة
الكون و كل الأساطير التى تحكى قصة الخلق .
ففى هذه العلوم سيجد الساحر الحل لكل المشاكل .
و من طقوس السحر أن يقوم الساحر بتدريب وعيه على التمركز باتزان
تام بين الجهات الأصلية الأربعة (الشمال و الجنوب و الشرق
و الغرب) و بذلك يصبح الساحر بمثابة نموذج أو صورة مصغرة
للكون و يصبح بامكانه استقطاب القوى الخفية الغير مرئية و توجيهها
حسب ارادته .
و من الاختبارات الهامة التى يجب أن يمر بها الساحر اختبار
الأنا (ego) , حيث يقوم أساتذته فى أحد الطقوس بتجريده من
الأنا , و هى النظرة الشخصانية للوجود . و بتجريد الساحر من
الأنا (الشخصانية) يصبح بامكان الكون أن يسرى من خلاله
و قد كان اساتذة السحر يستخدمون أحيانا تركيبات عشبية معينة
(potions) أثناء هذا الطقس من أجل اعداد الطالب للدخول فى
حالة وعى أعلى (trance state of mind) , و يقومون
بشحنه بطاقة الحكا لاعداد الطالب لدوره الجديد فى الحياة .
و حين يقوم الساحر بالتأثير على المادة , فهو لا يستخدم
طاقته الشخصية , و انما هو يقوم باستحضار قوة كونية أكبر
منه لتقوم بذلك . ففى النصوص السحرية نجد الساحر دائما
ما يؤكد على أنه ليس هو المتحدث , و انما المتحدث هو القدرة
الالهية الكامنة فيه (و كل كائن لديه قدرة الهية كامنة فيه) .
و من الطقوس السحرية الجديرة بالاهتمام فى مصر القديمة فكرة
استخدام "الختم" , و هى فكرة تعود الى بداية الأسرة الأولى .
أن تضع ختما فوق شئ يعنى أن تجعل الحضور الالهى يسرى فيه .
و الختم فى الأصل هو أداة الملك الذى يعتبر هو الكاهن الأكبر
و الزعيم الروحى الذى يقف على قمة هرم المعرفة الروحية فى
مصر القديمة . أن يضع الملك الختم الملكى على شئ , كان ذلك
يعنى أنه هذا الشئ أصبح "الهيا" .
و أشهر أنواع الأختام فى مصر القديمة هى التى كانت تأخذ شكل
الجعران ... , رمز البعث / التحول / الصيرورة .
و عندما يصدر الملك أمرا و يضع الختم الملكى عليه , فهو
يعى تماما خطورة هذا الأمر و يدرك عواقبه و يتحمل
المسئولية كاملة عن هذا الأمر .
و كان أحد أهم مراحل تعلم الساحر و ارتقائه هى المرحلة التى
يبدأ فيها باردتداء تمائم هليوبوليس
تنسب هذه التمائم الى مدينة هليوبوليس , لأنها هى مدينة كل
العلوم المقدسة فى مصر القديمة و منها علم السحر .
و ارتداء الساحر بعضا من تمائم هليوبوليس كان يعنى امتلاكه
قدرات سحرية خاصة .
و كانت تمائم هليوبوليس توضع أيضا فوق المومياوات قبل الدفن
لما لها من قوة سحرية تمنع من اصابتها بالتحلل .
--------------------------
من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة"
(Magic and Mysteries in Ancient Egypt)
للكاتب الفرنسى "كريستيان جاك" (Christian Jacq)