قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
خليقة شبشي في خنمو (فردوس هرموبوليس)


لم تزودنا الأساطير بتفاصيل كثيرة ومهمة عن خليقة الإله ( شبشي ) ولكن ظهورة كإله للشمس وإله للافق تم وفق تصور خاص لا يخلوا من نبرة تلفيقية ،
فقد كان هذا الإله ( الابن الرائع للثامون ) على شكل " زهرة لوتس على هيئة جعران برأس كبش واتخذت شكل طفل ليضع أصبعه على فمه ويحمل تاجا عليه صل ، ويشير هذا الى تأثر بمدارس أخرى معروفة ( خبيرا ، آمون ، رع ) ولكن أهم ما نعرفه هنا هو أن الإله في زهرة ، وهو تقليد شعائري دائم وثابت لعقيدة هرموبوليس ( خنمو ) الذي كانت شعيرة تقديم زهرة اللوتس مبدأه الاساس " وسواء هي زهرة اللوتس الزرقاء أو زهرة اللازوردية أو زهرة اللوتس الفضية ، فإن رفع الزهرة حتى الأنف الإلهي أثناء الخدمة الإلهية ، داخل المعبد ، يعتبر رمزا للحياة الشمسية "
أما هذه الزهرة المركبة في رمزيتها والتي يبدو أنها لخصت الخليقة كلها في نظامها الرمزي ( كزهرة تدل على النبات وكحيوان يشير إلى الجعران والكبش وكطفل يشير الى الإنسان وكشمس يشير إلى الكون والآلهة ) هذه الزهرة خلقت في زمانها " الجمال والرفق والسعادة وفي عصرها جاء إلى السماء ناموس الحقيقة والعدالة ( ماعت ) واتحد مع أهل الارض ،
وفي زمن الآلهة السابقة ، كانت الأرض تفيض بالخيرات والبطون متخمة والمجاعة لا وجود لها في القطرين والجدران لا تتهدم والشوكة لا تخز ،
لقد خلقت الآلهة الدائمة قرص الشمس ، والبشر وجميع الأبرار في عصرهم ، وهبط ناموس الحقيقة والعدالة على الأرض ، وتآخي مع الآلهة _ وفي زمن الآلهة السابقة ، كان الطعام وافرا في جسد البشر ، والشر لا وجود له على سطح الأرض ، والتمساح لا يخطف فريسته والثعابين لا تلدغ "
ويشير هذا المشهد الى العصر الذهبي حيث عاشت فيه الحيوانات والبشر والآلهة في سعادة وتضامن ، وقد يذكرنا هذا المشهد بصورة دلمون في المثولوجيا السومرية ،
حيث وصف الفردوس الإلهي هذا يتشابه كثيرا في المثولوجيا السومرية والمصرية ولا يستدعي ذلك بالضرورة وجود مؤثرات في بعضها ، وربما كانت صورة العصر الذهبي للإنسان واحدة في كل الأمم .
