المكتبة
بلاد بونت وعلاقتها بمصر القديمة
4:29 م | 
Posted by
حتشبسوت الصغيرة
بلاد بونت وعلاقتها بمصر القديمة
بداية من الدولة القديمة، كان المصريون ينطلقون فى رحلات بحرية نحو بلاد بونت؛ التى تقع فى مكان ما بسواحل البحر الأحمر . وكلمة بونت ھى الترجمة المصرية للإسم الأصلى :“Poun” وقد عرفھم اللاتینیون بإ سم ال،(Poeni) الذى يرى البعض أنه ذو صلة بالأجناس ال ؛Puniques ومنھم أھل "قرطاجنة" الذين ھم أساسا من الفینیقیین؛ وقد نزح ھؤلاء الأخیرون من جزيرة العرب.
ونجد أن
"بونت" تقع ناحیة الشرق، فمن خلال الترانیم الموجھة لآمون رع، نلاحظ أن إله الشمس ھذا يفد من بونت، لكى يھبط فى بلاد اللیبیین بالغرب، وبالنسبة لحتح ور راعیة سیناء وحامیتھا فقد وصفت بأنھا "ربة بونت". فمن الواضح إذن، أن كلمة "بونت" ھذه، قد ارتبطت بكافة سواحل البحر الأحمر. أو ربما أنھا كانت تشیر إلى منطقة ما، أكثر بعدا بالنسبة للرحلات البحرية المصرية التى كانت تكتشف فى طريقھا مناطق جديدة. ولاشك أن النقوش المسجلة فوق جدران "الدير البحرى"، تعرفنا ببلاد بونت خلال حكم الملكة حتشبسوت. فتذكر: أن السفن المصرية قد رست على مقربة من ساحل منخفض؛ يراه البعض أنه أحد شواطئ بحر استوا ئى؛ ويعتقد آخرون أنه مجرد جرف لنھر ما تمكنت السفن المصرية من صعوده. وھناك، تناثرت باسقة أشجار النخیل، والكثیر من الأشجار ذات اللحاء العطرى، أو بالأحرى تلك المنتجة لمادة البخور. وبدا واضحا أن أھالى ھذا الموقع يسكنون فى أكواخ، مرتفعة فوق أوتاد. وبدا سكان بونت بتلك المشاھد أقرب شبھا بالمصريین. فبشرتھم تمیل إلى الأحمر الطوبى، ولھم لحى مدببة الطرف وقصیرة إلى حد ما. أما شعورھم فھى مستطیلة ومضفرة على ھیئة جدائل، ولباسھم لا يختلف مطلقا عن أثواب المصريین، ولكن يلاحظ أن ملك بونت قد غطى ساقه الیمنى كاملة بأساور نحاسیة. أما الملكة زوجته، فھى مشوھة الشكل وساقاھا تماثلان قوائم الفیل. Stéatopygie بدرجة ملحوظة، ومصابة على ما يبدو، بمرض الفیل وقد استقبل المصريون استقبالا طیبا ولاقوا كل الترحیب من جانب أھل بونت. وبعد انتھاء مأدبة كبرى أقیمت خصیصا لھم، بدأت عملیات المقايضة التجارية : حیث قدم المصريون بعض مصنوعاتھم الدارجة، فى مقابل منتجات بونت التى أدرجت فى قائمة محددة، أحطنا بھا علما : أخشاب ثمینة نادرة، صمغ ومواد عطرية نباتیة، أشجار بخور، عاج، وأبنوس خالص، ذھب فائق خاسیت ، tosheps النقاء من بلاد آمون، أخشاب معطرة طبیعیا، مكونة من ثلاثة أنواع (توشبس ومسحوق الكحل، (لمعالجة أمراض العیون، أسود اللون)، وقرود، وأرانب ،(ihmet إحمت ، khasyt برية، وجلود نمور. بالإضافة إلى بعض أفراد بونت بمصاحبة أبناءھم وزوجاتھم. ولعلنا نعرف أيضا، أن حور محب، قد قام بعد ذلك، بإرسال بعثة تجارية إلى بلاد بونت؛ ولكن، الجدير بالذكر ھنا، أن كلمة "بونت" فى ھذه الحال قد تطابقت بمكان مختلف ومغاير تماما: فھا ھم سكانھا، بوجوھھم المستديرة الشكل، وأنوفھم الفطساء، وأفواھھم الدقیقة الحجم، وشعورھم القصیرة المجعدة، ولكنھم كانوا يطلقون لحاھم. وتكونت ھداياھم إلى ملك مصر من بعض النباتات العطرية، ومسحوق الذھب، وكمیات من ريش النعام. ونجد، أن بونت بالنسبة لعھد حتشبسوت، كانت، على ما يبدو، تقع جنوب البحر الأحمر؛ وتشرف على الساحل الإفريقى، وكذلك على شاطئ الجزيرة العربیة . فإن النص المدرج على جدران "الدير البحرى" يتحدث حرفیا عن بونت قائلا : "إنھا تقع على ضفتى الخضراء العظمى المترامیة المدى".. وبالرغم من ذلك، يلاحظ أن المشاھد المصورة بالنقوش البارزة على جدران "الدير البحرى"، تبین أن تلك الأحداث تتم على ساحل الصومال، وإذا كان الأمر يتعلق فى ھذا الصدد بمجرد نھر ما، فلا يسعنا سوى أن نشاطر "ماسبیرو" الرأى عندما قال أنه لا يعدو أن يكون سوى نھر الفیل الواقع قرب رأس جاردافوس الحالى.
ــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
