المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

التابوت وتاريخ انشاؤه في العصر الفرعوني


التابوت وتاريخ انشاؤه في العصر الفرعوني 
عند نھاية عصر ما قبل الأسرات، ظھرت أولى التوابیت المصنوعة من الطین المحروق أو الألواح الخشبیة التى جاءت بعد التوابیت المصنوعة من القش، واحتلت مكان الحصائر أو جلود الحیوانات حیث كان يغلف الموتى فى عصر ما قبل الأسرات القديم.
وعلى مدى الحقبة التاريخیة كاملة، دأبت الطبقات الفقیرة على استعمال تلك التوابیت الزھیدة الثمن؛ التى قد يستبدلونھا أحیانا، بمجرد جرة بسیطة: ومع ذلك، فإن جثمانھم كانت تجد الحماية والأمان فى أعماقھا، بعد أن تحنط تحنیطا يتسم بالبساطة والتقشف. ولاشك أن التابوت كان له المكانة الفائقة الأھمیة فیما يتعلق بعقیدة الدفن عند قدماء المصريین: فھو بمثابة بؤرتھا الأساسیة. بل بالأحرى، ھو السكن والمأوى الفعلى للمتوفى . ولذا، نجد أن المضمون الروحانى التصوفى الذى خلعه علیه المصريون يتراءى فى نفس الاسم الذى لقبوه به: "رب الحیاة" "نب عنخ". وخلال العصر الثینى، قدمت بعض التوابیت الخشبیة؛ ولكن يلاحظ، أن معظمھا كان يصنع من الطین اللبن . أما عن التوابیت الحجرية أو الجرانیتیة والجیرية الضخمة الحجم، فلم تظھر إلا فى المقابر الفخمة الھائلة التى ترجع إلى عصر الدولة القديمة . وھى، عامة، لا تعدو أن تكون سوى حاويات كبیرة الحجم، مستطیلة الشكل، تبدو جدرانھا المصقولة اللامعة خالیة من أية زخارف أو نقوش. كما تتمیز بزواياھا الحادة وتقفل بغطاء مسطح الشكل. وفى ذات الحین، نرى أن تابوت منكاورع يتراءى به عمل زخرفى واضح، يبین عن حقبة زمنیة أكثر حداثة. وربما أن شیوع الممارسات الجنازية وشعبیتھا خلال "عصر الانتقال الأول " قد استتبعه صناعة التوابیت الخشبیة. وغالبا، كانت تزين بخانات متعددة الألوان تمثل واجھات القصور أو بیوت تحیط بھا بعض العبارات الجنازية بالكتابة الھیروغلیفیة : ومن خلالھا، أكتشفت عناصر "متون التوابیت": ولا ريب أن ھذا النمط من التوابیت خاصة، ھو النموذج الأصلى المثالى لتوابیت "الدولة الحديثة". ومع ذلك، كان الملوك الفراعنة، يعدون توابیتا من الجرانیت: وأوضح مثال لھا، ھوذاك الخاص بالفرعون سنوسرت الثالث، الذى أكتشف فى "دھشور". خلال "الدولة الحديثة"، تخلى فن زخرفة التوابیت عن سماته المعمارية التقلیدية، واندفع متحررا تحررا فائقا فیما يتعلق بالأشكال والرسوم الھندسیة التى تحیط "بمناظر" فنیة بكل ما تدل علیه الكلمة من معنى. وفى نفس تلك الفترة الزمنیة، تطور ونمى طراز من النقوش ذات الھیئة البشرية، المزرقشة بكل فخامة وأبھة، والمزينة بمناظر لكروم مقتطفة من "كتاب الموتى ". وتتداخل مجموعة النقوش فى بعضھا بعضا، لتستقر فى نھاية الأمر، بداخل تابوت حجرى ضخم : غالبا، كان الملوك ھم الذين يحظون بمثل ھذا النمط. وخلال "العصر المتأخر"، وخاصة فى العصر الصاوى؛ أصبحت التوابیت البشرية الھیئة المصنوعة من الجرانیت والبازلت، والمزينة عامة بأشكال ورسوم وكتابات كثیرة مقتبسة من النصوص الجنازية القديمة دارجة الاستعمال فى نطاق الفئة الممیزة المختارة من المصريین . وھى تتمیز أيضا بغطائھا المنحنى السطح المطابق لشكل المومیاء، بحیث يشكل الوجه مماثلا للمتوفى؛ وكذلك الأمر بالنسبة لجسده. وعندما ظھرت مظاھر الاضمحلال والتھاوى، بعد ذلك، عمت البساطة المتناھیة فى مجال فن وصناعة التوابیت. وانتھى الأمر بإحلالھا بكمیة من أوراق البردى المجمعة الملصقة فیما بینھا والملونة بألوان صارخة: ومكان القناع الذى ساد فى العصور السابقة، حلت صورة ممثلة لوجه المتوفى مصنوعة من الجص. وفى العصر الرومانى، أستبدل ذلك "البورتريه" لوجه المیت بالألوان الطبیعیة برسوم فوق لوحة صغیرة، توضع على مستوى وجھه (رسوم الفیوم).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه


إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"