المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

سياسة التحالف في مصر الفرعونية القديمة

سياسة التحالف في مصر الفرعونية القديمة    
لم يلجا ملوك مصر إلى ممارسة سیاسة التحالف مع الدول المجاورة لھم إلا فى وقت متأخر جدا. ونجد أنه بداية من الدولة القديمة، كان المصريون يرتبطون بعلا قات ود وصداقة مع الفینیقیین؛ وبوجه خاص أمراء "جبیل". ولكن، لم يكن ذلك سوى
مجرد علاقات تجارية بحتة . أى أنھا لم تتسم أبدا وقتئذ بالطابع السیاسى. وخلال "الدولة الوسطى"، كانت مصر ما تزال تمارس سطوتھا على "فینیقیا": وھكذا، أحطنا علما بدلائل أثرية تعبر عن تبعیة وموالاة الأمراء الفینیقیین لفرعون مصر أمنمحات الثانى. ولكن، فى "الدولة الحديثة"، عندما استھلت مصر سیاسة فتوحات وغزوات دائبة ومتواصلة فى آسیا، عملت من خلال سلكھا السیاسى، على استغلال التناحر والتصارع بین الملوك الأسیويین لكى تدعم من وضعھا فى تلك المناطق.
ولا ريب مطلقا أن الغزوات التى شنھا تحتمس الثالث فى آسیا، قد ثبتت ودعمت من سطوته وسیادته. وھكذا، سارع جیرانه الأقوياء الأشداء البأس من ملوك "أشور"، و"بابل"، و"میتان" و"خیتا" إلى استجداء صداقته وتحالفه. وخلال حكم خلیفته، لجأ المیتانیون إلى أمنحتب الثانى لمساندتھم وتعضیدھم. وكان ھذا الفرعون يتلقى دائما ضرائبھم الغزيرة؛ بل وربما أنه قد عقد معھم "معاھدة تحالف ". واتسمت ھذه المعاھدة بالفاعلیة الكاملة خلال حكم تحتمس الرابع: فقد أرسل إلى "أتاتاما" ملك "میتان"، بعض المراسلین لإبلاغه برغبته فى الاقتران بإبنته، حتى يزداد تحالفھما ھذا قوة وتوثیقا. ونفس ھذه الأمیرة المیتانیة، التى أطلق علیھا المصريون إسم "موت إم ويا "، ھى أم امنحتب الثالث : وقد استمر ھذا الفرعون فى ممارسة سیاسة التحالف الذى اتبعھا والده. فلجأ إلى توثیق تحالفه مع المیتانیین – المضاد لطموحات وأطماع الحیثیین – بزواجه من "كیلوخیبا" إبنة الملك الجديد "سوتارنا ". وفى أواخر عھده؛ طلب من "توسراتا بن سوتارنا"، أن يرسل إلیه أمیرة میتانیة أخرى، وتدعى "تادوخیبا ". وخلاف ذلك، كان أمنحتب الثالث، من خلال زيجة مماثلة، قد وثق معاھدة تحالف مع "بابل".
ويبدو واضحا، أن تھاوى ودمار "میتان " بأيدى "الأشوريین "، قد عمل على قلب أوضاع الأسالیب الدبلوماسیة: ولذا، أبرم رمسیس الثانى (حوالى عام 1278 ق.م) معاھدة تحالف ذائعة الصیت، مع أعداءه الألداء القدامى: الحیثیین. بعد ذلك، تسببت غزوات "شعوب البحر"، وما أصاب الإمبراطورية المصرية من اضمحلال وأفول، فى وضع حد لسیاسة التحالف ھذه على مدى عدة قرون. وبذا، فخلال عھده، انطلق الفرعون "شیشانق" إلى آسیا، من أجل استعادة سطوة مصر وسیادتھا بقوة بأسه وضراوة قتاله. بعد ذلك، بدا واضحا أن معظم تحالفات مصر كانت موجھة بصفة خاصة ضد "أشور". وھكذا، نجد أن "أوزى" ملك إسرائیل، قد تحالف مع "تف ناخت " فرعون مصر ضد "سرجون الثانى" الأشورى. وعن "إزخیاس" ملك "يھودا"، فقد سارع إلى طلب النجدة من الملك "شبتاكا" ضد "سنخاريب". أما "طھرقا "، فقد عمل على إبرام معاھدات تحالف مع سوريا وفینیقیا ضد "أسرحدون". ولكن، يبدو أن كل ھذه التحالفات لم تعود بأى نفع أو فائدة على مصر . وانتھى الأمر بتمكن "أسرحدون" من غزوھا. وقد نلاحظ أن سیاسة التحالف التى مارستھا مصر وقتئذ، كانت توجھھا وتدفعھا الأحداث الآسیوية: لأن ھدفھا الأساسى كان ينحصر دائما فى توفیر التوازن اللازم لدولة عظمى مسیطرة: عندما وجدت "أشور" نفسھا فى مواجھة، الخطر المفاجئ الداھم من جانب المیديین والبابلیین، سارع "بسماتیك الأول " فرعون مصر بإرسال دعم ونجدة إلى ملك اشور. وبعد الغزو الفارسى لمصر، أسرع الملوك المصريون إلى التحالف مع المدن الإغريقیة : للكفاح ضد ھذا العدو المشترك: الفرس . وقد استطاع "أخوريس " أن يعقد اتفاقیات تحالف مع "أثینا"، و"إفاجوراس" حاكم قبرص. أما "تیوس"، فقد أسرع إلى الإسبرطیین، طالبا تحالفھم معه ؛ على مدى حكمه الذى لم يدم سوى سنتین ( 361 359 ق.م).  ولكن، فى نھاية الأمر، تبین أن البطالمة ھم فقط "الأساتذة" الفعلیین فیما ي تعلق بالدبلوماسیة الخاصة بآسیا ومنطقة حوض البحر الأبیض المتوسط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"