قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
التاسوع " الالهة الكونية عند المصري القديم "


بعد أن قام كھنة ھلیوبولیس بوضع نظرية عن نشأة الكون، تبلورت فى إطارھا نشأة كونیة شمسیة بدئیة بالإضافة إلى الثیولوجیا الأوزيرية، فكروا فى جمع الآلھة التسع الأولیة المنبثقة الترجمة الإغريقیة (Ennéade) " من ھذه النشأة الكونیة فى مجموعة واحدة، ھى
: "التاسوع بالمصرية القديمة : وتعنى، "مجموعة التسعة آلھة ". وھى "pésèdjet الدقیقة لعبارة "بسجت تتكون من: آتوم، الإله الخالق المتطابق بالشمس "رع"، وأبنائه: "شو " (الھواء أو الغلاف الجوى ) وتفنوت (الرطوبة) المكونان لأول زوجین إلھیین؛ وأبناؤھما : جب الأرض، ونوت السماء؛ وأبناؤھما أيضا الذين كونوا بدورھم أربعة أزواج وزوجات: أوزيريس وإيزيس، ثم ست ونفتیس . وإلى التاسوع الأعظم أضاف الثیولوجیون بھلیوبولیس تاسوعین آخرين ثانويین: حتى يستوعبان فى إطار مجمع الأرباب "البانثیون"، مختلف الأرباب الوافدين من كافة الآفاق والجھات . ولا ريب أن تلك النظريات والمجادلات الثیولوجیة كانت تخفى وراءھا ھدفا سیاسیا محددا، ألا وھو: إضفاء الجلالة والعظمة على ھلیوبولیس، لیس فقط لكونھا منبت الآلھة جمعاء؛ ولكن، لتمتعھا أيضا بالمكانة السیاسیة العلیا. وفى واقع الأمر، أن كل من ھؤلاء الأرباب لم يكن مجرد جوھر قائم فى السموات العلیا . فإن كل تاسوع كان يكون ما يشبه الأسرة الواحدة التى ھیمنت على الأرض وحكمتھا، قبل ارتقاءھا لمملكة السماء: وھكذا يفعل الفرعون نفسه، عندما ينطلق إلى العالم السماوى لملاقاة أجداده وأسلافه بعد موته ومغادرة الحیاة الدنیا. ويمكننا التعرف على عدة تاسوعات من خلال "بردية تورين الملكیة "، وأيضا، بكتابات مانیتون. ومع ذلك، تؤكد بعض الوثائق الأكثر قدما، كمثل "متون الأھرام "، أنه : بداية من الدولة الحديثة، وربما قبلھا، أقر بوجود أعضاء التاسوع الأعظم فوق الأرض: فمن بعد "الملك " رع، خلفه إبنه شو، ثم من بعده حفیده جب؛ وكانت كل من تفنوت ونوت، على التوالى زوجتاھما وشقیقتاھما. ثم جاء حكم أوزيريس وست . وأما عن التاسوع الثانى، الذى عرفناه فى صورة إغريقیة، فھو يبدو كالآتى: حورس، ھو ابن إيزيس وأوزي ريس؛ ثم ھناك أيضا : انحور، وأنوبیس، وخونسو، وحورس إدفو، وآمون، وتحوت، وشو، وآمون رع . وبعد ذاك التاسوع المكون من أنصاف وربما أنھا الترجمة المصرية لكلمة ،(nekeys : الآلھة، جاءت "أسرة" من "أرواح الموتى" (بالإغريقیة "آخو". وأعضاؤھا يكونون "التاسوع الثالث" بھلیوبولیس. إنھم، بداية، يستھلون بالأرباب الجنازية، أبناء حورس، وھم : إمست، وحابى، ودواموتف، قبح سنو إف؛ ثم حورس الجديد، أى "خنت خیتى"، وأبناؤه الأربعة. وبالنسبة لنشأة الكون، بمنف، فقد تضمنت ھى أيضا تاسوعا، يتكون من : بتاح، وثمانیة أرباب أولیة، ھم بمثابة أقنوماته. والأربعة الأوائل منھم : تاتنن، و "الأرض" التى برزت من المحیط البدئى، أى "نون" ومعه أنثاه نونت، اللذان أقتبسا، بدون أدنى شك من ثامون ھرموبولیس : آتوم "الأعظم"، وأربعة أرباب مجھولو الأسماء إلى حد ما، ولكن، على ما يبدو، أنھم : حورس، ويمثل "فكر" بتاح، ثم تحوت، ويجسد "إرادة" ھذا الإله الأكبر، وفى النھاية، نفرتوم، وإله – ثعبان . وكان كل معبد من المعابد يرنو دائما أن يكون له تاسوعه الخاص به. ولذا، فقدت ھذه العبادة، تدريجیا، مضمونھا الأصلى. وفى نھاية الأمر، أصبحت لا تعنى سوى مضمون "أسرات " الآلھة (أو مجمع ) للأرباب، يتباين ويختلف عدد أعضاؤه الإلھیین، من مكان إلى آخر . فعلى سبیل المثال، نجد أن تاسوع طیبة، قد تكون من خمسة عشرة إله؛ أما أبیدوس، فلم يزد عدد أرباب تاسوعھا عن سبعة .. وتحول التاسوع إلى كائن إلھى، يحظى كل عضو من أعضاء جسده بوجوده المستقل . وبتحديد أكثر، إذا سمح التعبیر: كون تسعة أرباب فى جسم إله واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه