قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
بسماتیك الأول


بسماتیك الأول
609-663 ق.م) ھو ابن أحد الملوك الذين حملوا اسم "نخاو " وفرض سیادته على )
"سايس"؛ فى حین كان الأشوريون يسیطرون على منطقة الدلتا. ولحصافته وذكاءه البالغ، أضفى
"نخاو" الموالى للأشوريین على مدينته وإبنه أيضا إسما آشوريا: ومنحه
مدينة "أتريب " التى كان قد حصل علیھا من "آشور بانیبال". وفور خلافة "بسماتیك" لأبیه، خرج "تانوت أمون " متوجھا إلى
"منف" لمواجھة بعض سلالة أسرات الدلتا الذين كانوا ما زالوا على تحالفھم مع الأشوريین . ولم
يستطع "بسماتیك"، وھو ضمن المھزومین سوى أن يحتمى بحصنه المنیع فى "سايس"؛ بل فر
لاجئا إلى البلاط الأشورى؛ وفى نھاية الأمر عاد إلى مملكته بفضل مساعدة أشور بانیبال . ولقد
قدم لنا ھیرودوت سردا شعبیا عن مصیر "بسماتیك". ولكن، فى واقع الأمر، لم نعرف كیف فرض
ھذا الملك سیادته على الدلتا بعد انتصاره على صغار الملوك الآخرين؛ وكیف تمكن من طرد
الكتائب الأشورية العسكرية: أو ربما أن ھؤلاء الأشوريین قد انسحبوا من تلقاء أنفسھم، لمواجھة
بعض حركات التمرد والثورة التى تفجرت فى مقاطعات أشورية أخرى. ولكن الأمر المؤكد فعلا، ھو
أن "بسماتیك"، قد اعتمد فى حروبه على المرتزقة الأيونیین والكاريین.
وعند اقتحامه لفلسطین، ربما وھو يطارد الأشوريین، قام بمحاصرة مدينة "أشدود": ولكنه
لم يستطع الاستیلاء علیھا فعلا إلا بعد مضى تسعة وعشرين عام. وفى نھاية الأمر عندما تمكن
تماما من بسط سطوته على الدلتا، فكر جديا فى مد رقعة نفوذه وسیادته إلى مصر العلیا .
ولتحقیق ھذا الھدف، استعان بقدر كبیر من الدبلوماسیة : وبعد مرحلة مديدة من المفازضات
والمباحثات، وافقت "عابدة آمون المقدسة" بطیبة، وھى شابینوبت الثانیة على تبنى نیتوكريس،
إبنة بسماتیك: وفى ذات الحین، أقر "منتومحات"، حاكم المنطقة، بسیادته ونفوذه.
وقد كرس بسماتیك البقیة الباقیة من فترة حكمه الطويل الأمد، فى إعا دة تنظیم شئون
مصر وأحوالھا، بعد أن توحدت. بل لنقل إنه سار على نھج السیاسة الإغريقیة التى اتبعھا، من
بعده معظم خلفاءه.
ـــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
