المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

علاقة المصريين القدماء بالآشوريين



علاقة المصريين القدماء بالآشوريين 
لم تبدأ تعاملات مصر مع "الأشوريین" إلا فى أوائل الدولة الحديثة . فبداية، كان
"الأشوريون" تابعین لمملكة "المیتانیین". ويقع موطنھم عند أعالى نھر دجله، شمال "بلاد ما بین
النھرين". ولكنھم، خلال
حكم اثنین من ملوكھم: "إرعبا أداد " و"أشور بانیبال الأول "، إبنه حظوا
باستقلالھم وحريتھم. وكان ھذا الأخیر على علاقة طیبة بأمنحتب الرابع؛ ووقتئذ، كان الأشوريون
يبعثون بھداياھم إلى فرعون مصر. ولكن، خلال حكم رمسیس الثانى، تحولت أشور إلى مصدر
تھديد لمصر، بعد إنھاءھا على "میتان" وتدمیرھا تماما. وبذا، أعتبرت المعاھدة التى أبرمت بین
مصر والحیثیین موجھة إلى حد ما ضد الأشوريین. ولكن، فى واقع الأمر، لم يبدأ الصدام الفعلى
بین ھاتین الإمبراطوريتین العظمتین (مصر، وأشور ) إلا فى القرن الثامن قبل المیلاد، أى عند
اامتداد التوسعات الأشورية إلى أقصى مدى.
ووقعت المجابھات العسكرية الأولى خلال حكم ملكین من الأسرة الرابعة والعشرين، ھما
"تفناخت" و"بوخوريس"، اللذان سارعا إلى الاتحاد والتحالف مع أمراء سوريا ضد الأشوريین . وبدا
واضحا أن ھؤلاء الأخیرين، كانوا يحرزون النصر فى كل مك ان، وتمكنوا من القضاء على القائد
الأعلى لجیش الفرعون بوخوريس، ويدعى "سیبو". بعد ذلك، لم يحاول المصريون التدخل فى
شئون الأشوريین حتى ارتقاء الملك "شاباتاكا" عرش مصر. الذى أرسل جیشا ضخما؛ وعلى ما
يبدو، أنه لم يبذل جھدا كبیرا فى القضاء على الأشوريین فى موقعة سناخريب .. فقد قام بمھمة
إبادتھم أحد الأوبئة القاتلة. ولكى يضع الحكام الأشوريین حدا لألاعیب ومؤامرات المصريین مع
تابعیھم دافعى الجزية السوريین؛ انطلقوا لمھاجمة مصر تحت قیادة ملكھم "أسرحدون ". وتمكن
ھذا الأخیر من التوغل بالدلتا وألقى القبض على أفراد عائلة "طھرقا " الذى كان قد تمكن من
الفرار نحو الجنوب .. وعندئذ، أقر الأمراء المصريون بسلطة ونفوذ الأشوريین التى امتدت حتى
مدينة طیبة ( 671 ق.م). ولكن، حالما تقھقر "أسرحدون" راجعا بجیشه، سارع "طھرقا " بالھجوم
ثانیا وتمكن من الإستیلاء على منف: وھكذا أنقذ مصر من قھر وقمع مؤكد بمقتل ملك الاشوريین
…ولكن فترة الراحة لم تدم طويلا. فھا ھو الملك الأشورى الجديد "أشور بانیبال "، يرسل إلى
مصر جیشا كبیرا، تمكن مرة أخرى من طرد "طھرقا" حتى وصل إلى مدينة طیبة ( 666 ق.م).
وتم اقتیاد الزعماء المصريین إلى نینوى ، عاصمة أشور. ومنھم: نخاو، أمیر سايس ووالد
الفرعون المقبل "بسماتیك الأول. وعندئذ، قام ابن أخ وخلیفة طھرقا، ويدعى تانوت أمون الذى
كان قد توج نفسه ملكا فى "نباتا" بالنوبة؛ بالانطلاق بجیشه نحو طیبة ومنف: وھناك قضى على
الأمراء المصريین المنحازين بجانب الأشوريین . ولكنه سرعان ما اضطر لل تقھقر والھروب أمام
الجیش الھائل الضخامة الذى أرسله نحوه "أشور بانیبال"، الذى استولى على مدينة طیبة وقام
بسلبھا ونھبھا؛ وفى ذات الحین، أفل تانوت أمون راجعا إلى "نباتا".
ولاشك أن الفضل يرجع لبسماتیك الأول الذى نجح فى طرد الأشوريین طردا نھائیا من
!
أرض وادى النیل ... وبعد حوالى أربعین عام، إنمحى وجودھم من خريطة العالم القديم.

ــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"