قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الرحلات البحرية للمصريين القدماء في مياه النيل
11:51 م |
Posted by
Cleopatra Egypt
الرحلات البحرية للمصريين القدماء في مياه النيل
اعتاد المصريون القدماء على الإبحار الطويل المدى فوق صفحة میاه النیل. ولذا، لم يھابوا
الانطلاق عبر البحار والمحیطات. ومع ذلك، فقد انحصر إبحارھم فى نطاقین إثنین فقط؛ عبر البحر
الأبیض المتوسط إلى فینیقیا وجبیل خاصة؛ وكذلك أبحروا إلى بلاد "بونت " عن طريق البحر
الأحمر. وربما، ما زال موضوع ركوبھم الأمواج إلى جزيرة كريت غیر مؤكد تماما، بل ما فتأ، حتى
الآن موضع جدال.
ومنذ نھاية العصر الثینى، اعتاد المصريون على
الإبحار نحو جبیل؛ ولھذا الغرض، كانوا
يستعینون بسفن ضخمة قديرة على مواجھة الأمواج العاتیة، يس مونھا: "قبنت "، ويلاحظ، أن
الرحلات الملكیة عبر البحار كانت تتم على أحسن وجه، وبدون أية عوائق أو عراقیل؛ وكانت
السفن تعود محملة بالأخشاب النفیسة من لبنان، طالما كان الفرعون القائم على العرش متمتعا
بالتوقیر والتبجیل. ولكن، عند تداعى السلطة المركزية وإصابتھا بالاضمحلال والوھن؛ كان مبعوثو
الملك يلاقون الكثیر من الإھانات والكدر، بل قد يتعرضون للقتل أيضا : فھذا، ما بینه لنا السرد
الخاص "برحلة ون آمون ".
وأما أولى الرحلات البحرية بالبحر الأحمر إلى بلاد بونت، فترجع إلى الأسرة الخامسة .
وفى تلك الآونة، كانت السفن تبح ر من خلیج السويس الحالى لتنطلق بمحاذاة السواحل
الأفريقیة . ولكن لاشك أن تلك الحملات، كانت، منذ بداية رحلاتھا تلاقى الكثیر من الأخطار
والصعوبات. وعلى ما يعتقد، أن طاقم الرحلة، فى معظم الأحوال، ھم الذين كانوا يشیدون
سفینتھم التى سوف تمخر بھم عباب البحار: فقد عرفنا أن إحدى الحملات، قد قامت، إبان عھد
الملك "بیبى الأول"، بعبور الصحراء، واتجھت إلى ساحل خلیج السويس، لكى تبدأ فى بناء
السفینة التى تقلھا إلى "بونت". وعلى ما يبدو، أن ھؤلاء البحارة المصريین، قد فوجئوا بھجوم
بعض شراذم البدو الرحل، ولكنھم، قضوا علیھم قضا ء تاما . ولقد توقفت تلك الحملات البحرية،
خلال فترات القلاقل والاضطرابات التى أعقبت أواخر الدولة القديمة ولكنھا عادت ثانیا إلى
مسیرتھا فى عھد الملك "منتوحتب الثانى". ولعلنا نعرف أن أحد كبار موظفى المملكة، ويدعى
"حنو"، قد قام على رأس فرقة عسكرية مكونة من ثلاثمائة جندى بفتح طريق جديد عبر الصحراء؛
بخلاف ذاك المعروف باسم "وادى الحمامات"، إلى البحر الأحمر. ولقد أمر ھذا القائد بحفر عدة أبار
وإقامة عدد من الصھاريج بمحاذاة ذاك الدرب الحديث؛ ولقد امتدت ھذه المنشآت الجديدة حتى
المشرفة على البحر الأحمر: وھناك، عمل "حنو" على بناء سفینة للإبحار بھا Toua " مدينة "طوا
نحو بلاد "بونت"؛ ومنھا حصل على كمیات ضخمة من منتجاتھا الدارجة . ولكن، يبدو أن ھذا
الطريق الصحراوى الجديد، لم يطرقه، أحد، حتى قیام عصر البطالمة، حیث أقام، بعد ذلك، ھؤلاء
ومن خلال بعض المعلومات الھامة . Toua الملوك میناء مدينة "برنیس" بدلا من ذاك الخاص ب
التى قدمھا "حنو" فى تقريره عن رحلته المذكورة: أنه بعد بناء السفینة البحرية التى سیبحر بھا،
قدم أضحیة من الثیران وبعض الأغنام والماعز.
استمر فراعنة الأسرة الثانیة عشرة فى إرسال حملاتھم التجارية إلى بلاد "بونت ".
ولكن، بعد التوقف الملحوظ الذى أعقب أواخر "الدولة الوسطى"، اتبعت الملكة حتشبسوت نفس
تقالید أجدادھا : فبعثت بخمس سفن تجارية إلى "بونت "، تحت قیادة كل من "سننموت " و
"نحسى". وبتأمل النقوش البارزة والكتابات الجدارية بمعبد الملكة الجنازى، "بالدير البحرى "
نستطیع أن نلم بأدق تفاصیل حملتھا ھذه إلى بلاد "بونت". وتتابعت الحملات التجارية عبر البحار
خلال العھود اللاحقة، ولكنھا توقفت بعض الشئ فى عھد أخناتون . ثم عاودت مسیرتھا عند
اعتلاء "حورمحب" لعرش مصر. ولم يتوانى رمسیس الثانى، من ناحیته، فى إدراج شعب "بونت "
ضمن بقیة الشعوب التى ھزمھا وأخضعھا لسطوته ونفوذه . كما نرى أن رمسیس الثالث، من
بعده، قد أرسل حملة عسكرية حربیة بكل معنى الكلمة إلى بلاد "بونت " : وقد تضمنت، الكثیر
من سفن النقل التجارية، والعديد من السفن الحربیة، على متنھا أعداد ھائلة من الجند
المدججین بالسھام. وقد عرفنا أن رمسیس الرابع، ھو الآخر، قد بعث بحملة إلى "بونت ". ولكن،
توقفت بعد ذلك ھذه الحملات لبعض الوقت، حتى جاء عصر البطالمة ! وعندئذ، عادت رحلات
الإبحار الكبرى عبر البحر الأحمر إلى سالف عھدھا. أما عن أحوال وظروف تلك الرحلات البحرية،
فنحن لم نعثر بعد على أية وثائق تتحدث عنھا. ولكن، ربما كانت الأمور تسیر على غرار ما بدت
علیه فى الفترة البطلمیة: كان الخطر الداھم أمام السفن البحرية ھو العواصف والأعاصیر العاتیة،
!
وكذلك ھجمات القراصنة واللصوص . ولعلنا لاحظنا، من خلال الرسوم والنقوش والكتابات مدى
الترحیب والبشاشة التى استقبل بھا أھل "بونت " المصريین القادمین إلیھم؛ ولذا، فإن المبرر
الوحید لكل ھذا التسلیح الرھیب بالحملة التى نظمھا رمسیس الثالث إلى ھذه البلاد، ھو ھذا
الخطر الداھم الذى كان يمثله القراصنة عبر البحار . حیث كانوا يطمعون فى الانقضاض على
حمولات بضائع المقايضة التى تحملھا السفن المصرية فى طريقھا نحو "بونت "؛ بل ويتحرقون
رغبة فى الاستیلاء على المنتجات الثمینة النادرة التى جلبھا الأسطول المصرى فى رحلة
العودة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
اعتاد المصريون القدماء على الإبحار الطويل المدى فوق صفحة میاه النیل. ولذا، لم يھابوا
الانطلاق عبر البحار والمحیطات. ومع ذلك، فقد انحصر إبحارھم فى نطاقین إثنین فقط؛ عبر البحر
الأبیض المتوسط إلى فینیقیا وجبیل خاصة؛ وكذلك أبحروا إلى بلاد "بونت " عن طريق البحر
الأحمر. وربما، ما زال موضوع ركوبھم الأمواج إلى جزيرة كريت غیر مؤكد تماما، بل ما فتأ، حتى
الآن موضع جدال.
ومنذ نھاية العصر الثینى، اعتاد المصريون على
الإبحار نحو جبیل؛ ولھذا الغرض، كانوا
يستعینون بسفن ضخمة قديرة على مواجھة الأمواج العاتیة، يس مونھا: "قبنت "، ويلاحظ، أن
الرحلات الملكیة عبر البحار كانت تتم على أحسن وجه، وبدون أية عوائق أو عراقیل؛ وكانت
السفن تعود محملة بالأخشاب النفیسة من لبنان، طالما كان الفرعون القائم على العرش متمتعا
بالتوقیر والتبجیل. ولكن، عند تداعى السلطة المركزية وإصابتھا بالاضمحلال والوھن؛ كان مبعوثو
الملك يلاقون الكثیر من الإھانات والكدر، بل قد يتعرضون للقتل أيضا : فھذا، ما بینه لنا السرد
الخاص "برحلة ون آمون ".
وأما أولى الرحلات البحرية بالبحر الأحمر إلى بلاد بونت، فترجع إلى الأسرة الخامسة .
وفى تلك الآونة، كانت السفن تبح ر من خلیج السويس الحالى لتنطلق بمحاذاة السواحل
الأفريقیة . ولكن لاشك أن تلك الحملات، كانت، منذ بداية رحلاتھا تلاقى الكثیر من الأخطار
والصعوبات. وعلى ما يعتقد، أن طاقم الرحلة، فى معظم الأحوال، ھم الذين كانوا يشیدون
سفینتھم التى سوف تمخر بھم عباب البحار: فقد عرفنا أن إحدى الحملات، قد قامت، إبان عھد
الملك "بیبى الأول"، بعبور الصحراء، واتجھت إلى ساحل خلیج السويس، لكى تبدأ فى بناء
السفینة التى تقلھا إلى "بونت". وعلى ما يبدو، أن ھؤلاء البحارة المصريین، قد فوجئوا بھجوم
بعض شراذم البدو الرحل، ولكنھم، قضوا علیھم قضا ء تاما . ولقد توقفت تلك الحملات البحرية،
خلال فترات القلاقل والاضطرابات التى أعقبت أواخر الدولة القديمة ولكنھا عادت ثانیا إلى
مسیرتھا فى عھد الملك "منتوحتب الثانى". ولعلنا نعرف أن أحد كبار موظفى المملكة، ويدعى
"حنو"، قد قام على رأس فرقة عسكرية مكونة من ثلاثمائة جندى بفتح طريق جديد عبر الصحراء؛
بخلاف ذاك المعروف باسم "وادى الحمامات"، إلى البحر الأحمر. ولقد أمر ھذا القائد بحفر عدة أبار
وإقامة عدد من الصھاريج بمحاذاة ذاك الدرب الحديث؛ ولقد امتدت ھذه المنشآت الجديدة حتى
المشرفة على البحر الأحمر: وھناك، عمل "حنو" على بناء سفینة للإبحار بھا Toua " مدينة "طوا
نحو بلاد "بونت"؛ ومنھا حصل على كمیات ضخمة من منتجاتھا الدارجة . ولكن، يبدو أن ھذا
الطريق الصحراوى الجديد، لم يطرقه، أحد، حتى قیام عصر البطالمة، حیث أقام، بعد ذلك، ھؤلاء
ومن خلال بعض المعلومات الھامة . Toua الملوك میناء مدينة "برنیس" بدلا من ذاك الخاص ب
التى قدمھا "حنو" فى تقريره عن رحلته المذكورة: أنه بعد بناء السفینة البحرية التى سیبحر بھا،
قدم أضحیة من الثیران وبعض الأغنام والماعز.
استمر فراعنة الأسرة الثانیة عشرة فى إرسال حملاتھم التجارية إلى بلاد "بونت ".
ولكن، بعد التوقف الملحوظ الذى أعقب أواخر "الدولة الوسطى"، اتبعت الملكة حتشبسوت نفس
تقالید أجدادھا : فبعثت بخمس سفن تجارية إلى "بونت "، تحت قیادة كل من "سننموت " و
"نحسى". وبتأمل النقوش البارزة والكتابات الجدارية بمعبد الملكة الجنازى، "بالدير البحرى "
نستطیع أن نلم بأدق تفاصیل حملتھا ھذه إلى بلاد "بونت". وتتابعت الحملات التجارية عبر البحار
خلال العھود اللاحقة، ولكنھا توقفت بعض الشئ فى عھد أخناتون . ثم عاودت مسیرتھا عند
اعتلاء "حورمحب" لعرش مصر. ولم يتوانى رمسیس الثانى، من ناحیته، فى إدراج شعب "بونت "
ضمن بقیة الشعوب التى ھزمھا وأخضعھا لسطوته ونفوذه . كما نرى أن رمسیس الثالث، من
بعده، قد أرسل حملة عسكرية حربیة بكل معنى الكلمة إلى بلاد "بونت " : وقد تضمنت، الكثیر
من سفن النقل التجارية، والعديد من السفن الحربیة، على متنھا أعداد ھائلة من الجند
المدججین بالسھام. وقد عرفنا أن رمسیس الرابع، ھو الآخر، قد بعث بحملة إلى "بونت ". ولكن،
توقفت بعد ذلك ھذه الحملات لبعض الوقت، حتى جاء عصر البطالمة ! وعندئذ، عادت رحلات
الإبحار الكبرى عبر البحر الأحمر إلى سالف عھدھا. أما عن أحوال وظروف تلك الرحلات البحرية،
فنحن لم نعثر بعد على أية وثائق تتحدث عنھا. ولكن، ربما كانت الأمور تسیر على غرار ما بدت
علیه فى الفترة البطلمیة: كان الخطر الداھم أمام السفن البحرية ھو العواصف والأعاصیر العاتیة،
!
وكذلك ھجمات القراصنة واللصوص . ولعلنا لاحظنا، من خلال الرسوم والنقوش والكتابات مدى
الترحیب والبشاشة التى استقبل بھا أھل "بونت " المصريین القادمین إلیھم؛ ولذا، فإن المبرر
الوحید لكل ھذا التسلیح الرھیب بالحملة التى نظمھا رمسیس الثالث إلى ھذه البلاد، ھو ھذا
الخطر الداھم الذى كان يمثله القراصنة عبر البحار . حیث كانوا يطمعون فى الانقضاض على
حمولات بضائع المقايضة التى تحملھا السفن المصرية فى طريقھا نحو "بونت "؛ بل ويتحرقون
رغبة فى الاستیلاء على المنتجات الثمینة النادرة التى جلبھا الأسطول المصرى فى رحلة
العودة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني