قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
التجارة في مصر الفرعونية القديمة


التجارة في مصر الفرعونية القديمة
فى كافة الأحوال، كانت الاتفاقات والعملیات التجارية مع البلاد الأجنبیة تحت ھیمنة الفرعون وإرادته. وھكذا، كان ھذا الأخیر يرسل بمبعوثیه لعقد الصفقات التجارية مع ملوك درجات المشرق: لشراء الأخشاب والمنتجات اللازمة للبلاط الملكى ونبلاء المملكة وأمراءھا . وكانت المعابد، ھى الأخرى، تزود بأسطول تجارى خاص لعبور
البحار والمحیطات من أجل جلب الأخشاب اللازمة لبناء معابد جديدة؛ ولإحضار البخور والروائح العطرية المستعملة فى أداء الشعائر والطقوس.
وفى العصور التى تمتعت خلالھا مصر بقوة الشكیمة وشدة البأس، لم يكن ھناك ضرورة لشراء مثل تلك المواد من البلاد الأجنبیة؛ فقد كانت تقدم كضرائب للفرعون، سواء من النوبة، أو من البلاد الأسیوية. وكانت المملكة ھى التى تقوم بتنظیم وتعبئة الحملات التجارية وإطلاقھا عبر البحر الأحمر. ومن خلال حملة "بونت"، على سبیل المثال، تمت المقايضة على بضائع مصرية فى مقابل بعض منتجات "بونت" النادرة الثمینة. ومع ذلك، فلاشك ان مصر كانت تضم فى رحابھا نوعان من التجارة الداخلیة، ولكن فى حیز ونطاق محدود . وكمثال، على الرجال العاملین فى مجال التجارة، ھاھو المدعو "بیب": إنه حقیقة من الطبقة المتوسطة الحال، ولكنه أثرى واغتنى من العمل فى مجال التجارة . فبدأ بحمل بضاعته فوق ظھور الحمیر، ثم استعان، بعد ذلك بالمراكب التجارية؛ وتمكن من بناء مخازن ضخمة للغلال. وفى نھاية الأمر، ارتقى منصب "وزير " لدى أحد ملوك "الدولة الوسطى".
وقد تركت لنا الدولة القديمة بعض المناظر الممثلة للأسواق التى كانت تقام بالمدن والقرى المصرية، وحیث كان الشراء يتم بأسلوب المقايضة. فیرى التجار جالسون أمام بضاعتھم : خضروات متنوعة الأشكال والأنواع تملأ بعض السلال الضخمة، وفطائر وحلوى، ومواد تجمیل وروائح عطرية، وأسماك يقوم البائع بتنظیفھا وتفريغھا من أحشائھا قبل تسلیمھا للمشترى، ومجوھرات ومصوغات بديعة الشكل. وھاھم المشترون من الرجال والنساء، يحملون حقائب على أكتافھم أو صناديق صغیرة تحتوى على المنتجات التى سیقايضون بھا فى مقابل ما يرغبون شراءه من السلع المعروضة أمامھم. وفى أعلى ھذه المناظر الممثلة لھؤلاء الأشخاص، ترى بعض الكتابات الھیروغلیفیة؛ ولكن مما يؤسف له أن أغلبھا قد دُمر. ولكننا، مع ذلك، نستطیع أن نقرأ بھا مثل ھذا الحوار: "البائع: "انظر!!.. ھاھو من أجلك مشروب روحى حلو المذاق (سات (Sat ، لذيذ الطعم. والمشترى: يقدم له قلادة، ثم يضیف إلیھا نعلین، ويقول له: "ھا أنا أقدم لك نوعا متین وجید من النعال". وفى مكان آخر، يرى أحد المشترين وھو يعرض على تاجر الخضروات بعض الأساور: "إننى أقدم لك ھذه الإسورة التى تلیق حقا بذراعیك ". فیجیبه البائع : "أرينى إياھا ". ولكنه يضیف معبرا عن أن ھذه الإسورة لا تساوى قیمة خضرواته العالیة : "إعطنى ما يعادل خضرواتى الطازجة". ثم ھاھو مشترى آخر يحمل مروحة جمیلة، ويقترح على نفس ھذا البائع مقايضتھا فى مقابل بعض الخضروات؛ وينصحه بضرورة الترويح عن نفسه . وفى مكان ناء بعید، ترى إحدى السیدات تساوم البائع على شراء بعض المتطلبات، وتطیل وتسھب فى حوارھا. ورجل آخر، يحاول استبدال الصنارات التى صنعھا بنفسه فى مقابل شئ آخر،.. إلخ. ولعلنا نلاحظ أن مثل ھذه النقوش والرسوم المصورة للأسواق فى مصر القديمة تبدو نادرة وقلیلة العدد؛ ولا يوجد منھا ما يتعلق بعصر "الدولة الوسطى". ولكنھا، على أية حال، تقدم
الدلیل القاطع على وجود نوع من التجارة المحلیة المحدودة الحیز . وبالرغم من عالمیة الإقتصاد المصرى قديما، يثیر دھشتنا وعجبنا عدم قیام تجارة أضخم حجما وأعظم أھمیة، عما تبینه تلك المشاھد المصورة فى نطاق أرض وادى النیل.
البحار والمحیطات من أجل جلب الأخشاب اللازمة لبناء معابد جديدة؛ ولإحضار البخور والروائح العطرية المستعملة فى أداء الشعائر والطقوس.
وفى العصور التى تمتعت خلالھا مصر بقوة الشكیمة وشدة البأس، لم يكن ھناك ضرورة لشراء مثل تلك المواد من البلاد الأجنبیة؛ فقد كانت تقدم كضرائب للفرعون، سواء من النوبة، أو من البلاد الأسیوية. وكانت المملكة ھى التى تقوم بتنظیم وتعبئة الحملات التجارية وإطلاقھا عبر البحر الأحمر. ومن خلال حملة "بونت"، على سبیل المثال، تمت المقايضة على بضائع مصرية فى مقابل بعض منتجات "بونت" النادرة الثمینة. ومع ذلك، فلاشك ان مصر كانت تضم فى رحابھا نوعان من التجارة الداخلیة، ولكن فى حیز ونطاق محدود . وكمثال، على الرجال العاملین فى مجال التجارة، ھاھو المدعو "بیب": إنه حقیقة من الطبقة المتوسطة الحال، ولكنه أثرى واغتنى من العمل فى مجال التجارة . فبدأ بحمل بضاعته فوق ظھور الحمیر، ثم استعان، بعد ذلك بالمراكب التجارية؛ وتمكن من بناء مخازن ضخمة للغلال. وفى نھاية الأمر، ارتقى منصب "وزير " لدى أحد ملوك "الدولة الوسطى".
وقد تركت لنا الدولة القديمة بعض المناظر الممثلة للأسواق التى كانت تقام بالمدن والقرى المصرية، وحیث كان الشراء يتم بأسلوب المقايضة. فیرى التجار جالسون أمام بضاعتھم : خضروات متنوعة الأشكال والأنواع تملأ بعض السلال الضخمة، وفطائر وحلوى، ومواد تجمیل وروائح عطرية، وأسماك يقوم البائع بتنظیفھا وتفريغھا من أحشائھا قبل تسلیمھا للمشترى، ومجوھرات ومصوغات بديعة الشكل. وھاھم المشترون من الرجال والنساء، يحملون حقائب على أكتافھم أو صناديق صغیرة تحتوى على المنتجات التى سیقايضون بھا فى مقابل ما يرغبون شراءه من السلع المعروضة أمامھم. وفى أعلى ھذه المناظر الممثلة لھؤلاء الأشخاص، ترى بعض الكتابات الھیروغلیفیة؛ ولكن مما يؤسف له أن أغلبھا قد دُمر. ولكننا، مع ذلك، نستطیع أن نقرأ بھا مثل ھذا الحوار: "البائع: "انظر!!.. ھاھو من أجلك مشروب روحى حلو المذاق (سات (Sat ، لذيذ الطعم. والمشترى: يقدم له قلادة، ثم يضیف إلیھا نعلین، ويقول له: "ھا أنا أقدم لك نوعا متین وجید من النعال". وفى مكان آخر، يرى أحد المشترين وھو يعرض على تاجر الخضروات بعض الأساور: "إننى أقدم لك ھذه الإسورة التى تلیق حقا بذراعیك ". فیجیبه البائع : "أرينى إياھا ". ولكنه يضیف معبرا عن أن ھذه الإسورة لا تساوى قیمة خضرواته العالیة : "إعطنى ما يعادل خضرواتى الطازجة". ثم ھاھو مشترى آخر يحمل مروحة جمیلة، ويقترح على نفس ھذا البائع مقايضتھا فى مقابل بعض الخضروات؛ وينصحه بضرورة الترويح عن نفسه . وفى مكان ناء بعید، ترى إحدى السیدات تساوم البائع على شراء بعض المتطلبات، وتطیل وتسھب فى حوارھا. ورجل آخر، يحاول استبدال الصنارات التى صنعھا بنفسه فى مقابل شئ آخر،.. إلخ. ولعلنا نلاحظ أن مثل ھذه النقوش والرسوم المصورة للأسواق فى مصر القديمة تبدو نادرة وقلیلة العدد؛ ولا يوجد منھا ما يتعلق بعصر "الدولة الوسطى". ولكنھا، على أية حال، تقدم
الدلیل القاطع على وجود نوع من التجارة المحلیة المحدودة الحیز . وبالرغم من عالمیة الإقتصاد المصرى قديما، يثیر دھشتنا وعجبنا عدم قیام تجارة أضخم حجما وأعظم أھمیة، عما تبینه تلك المشاھد المصورة فى نطاق أرض وادى النیل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
