المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

تاريخ البحر الأحمر والأبيض المتوسط في مصر الفرعونية


تاريخ البحر الأحمر والأبيض المتوسط  في مصر الفرعونية 
جمع المصريون القدماء، كل من البحر الأحمر والبحر الأبیض المتوسط تحت إسم واحد،
ھو: "واج ورت" أى: "الأخضر العظیم". ومع ذلك، نجد أن البحر الأحمر قد أشیر إلیه بصفة : "البحر
وكان ھذا المجال المائى المترامى المدى يكتنفه الكثیر من الغموض والإبھام؛ ولذا،
."QOTI قوتى
لم يكن المصريون يبحرون به إلا نادراً خاصة للتوجه إلى بلاد "بونت"؛ أو يطرقون بسفنھم أطرافه
الشمالیة للوصول لمناجم سیناء. ولم تستھل أولى الحملات عبر البحر الأحمر نحو بلاد بونت إلا
فى عھد الفرعون "ساحو رع"، ثانى ملوك الأسرة الخامسة ومع ذلك، يلاحظ، أن ھذا البحر كان
يفتقر تماماً إلى وجود أى میناء يطل علیه. ولذا، كانت سفن جبیل، وھى قادمة من سوريا، تمر
بالبحر الأحمر عن طريق النیل، والبحیرات المرة، لتبدأ رحلتھا نحو بونت.
ولكن بمجىء "الدولة الوسطى"، وخلال إحدى الحملات التى قادھا الوز ير أمنمحات فى
عھد الملك "منتوحتب"، شید المیناء المعروف حالیا بإسم : "القصیر ". وكان المصريون عندئذ،
أى: المیناء ) Leukos Limen” : يسمونه "توعا" (أو: سعو)، وفیما بعد، عرفه الإغريق بإسم
الأبیض). وأساسا، كان يتم الوصول إلیه عن طريق "قفط"، من خلال "وادى الحمامات". ومع ذلك،
كانت ھناك خمسة طرق أخرى تبدأ من "القصیر " متوجھة نحو أرض وادى النیل، عن طريق
الصحراء الشرقیة.
!
وكان البحر الأحمر محاط وقتئذ بمناطق وبقاع غیر مألوفة أو مأمونة الجانب . فھا ھى
"قصة الملاح الغريق"، تصور لنا سفینة ضخمة وھى تنطلق نحو مناجم الفرعون – لاشك أنھا
الواقعة فى سیناء –فتھب علیھا عاصفة ھوجاء تبتلعھا فى جوفھا. ولم ينجو من الملاحین سوى
راوى ھذه القصة: وھو يحكى أن الأمواج قد قذفت به إلى "جزيرة "كا" (أى "الروح")، حیث يھیمن
ويسیطر علیھا ثعبان ضخم عملاق يتسم بالطیبة ولین الجانب؛ (ربما كان يطلق على نفسه لقب
"ملك بونت"). وقد تنبأ ھذا "الملك الثعبان" للملاح الناجى من الغرق: أنه، فى خلال أربعة أشھر،
سوف تصل إلى الجزيرة سفینة مصرية لتحمله إلى وطنه . وبالفعل تحققت نبوءته تماما .وظل
الرجل يمخر عباب ھذا البحر المترامى الأطراف طوال شھرين كاملین . وفى نھايتھم ا، وصل إلى
موطنه مصر محملا بالھدايا والعطايا التى قدمھا له مضیفه الثعبان العملاق ملك الجزيرة. ولم تكن
ھذه الھبات سوى كمیات من منتجات بلاد "بونت " النفیسة النادرة . ولكن، على ما يبدو، أن
الثعبان العملاق، قبل رحیل ھذا البحار، كان قد أخبره أنه لن يرى ثانیا ھذه الجزيرة التى ستبتلعھا
میاه الیم.
وربما كان ھذا الموقع ھو ما عرف بإسم "جزيرة السعداء الأخیار " التى عرفھا المصريون
تحت عبارة: "تا نثر "، أى "أرض الإله "، أو بالتحديد : المنطقة الشرقیة التى تعیش بھا الآلھة .
ولكن، بالرغم من ذلك، ما زالت ھذه ال"تا نثر"، حتى ي ومنا ھذا، منطقة تكتنفھا الأسرار وعدم
الوضوح: ربما تقع على"ضفتى المساحة الخضراء الكبرى": فقد ارتبطت بصفة عامة ببلاد "بونت".
وقد استعان المصريون فى ھذا الصدد بصیغة الجمع أيضاً، وھى : "الأراضى المقدسة "، وبخلاف
أرض "بونت"، ھناك أيضا السواحل الشرقیة للبحر الأحمر.
وإيماء إلى حملته إلى بونت، خلال عھد الملك منتوحتب، ذكر القائد "حنو " أنه قد احضر
الكثیر من الجزى والضرائب كان قد حصلھا من القرى (مرادفھا بالمصرية القديمة: إيدب، أى ضفاف
بعض الأنھار، وأيضاً، الحقول الزراعیة فى نطاق ال "تا نثر" بونت). وربما أن ھذه المواقع
المستزرعة، ھى نفسھا التى ذكرتھا كتابات "الدير البحرى" إبان عھد حتشبسوت، تحت إسم :
"درجات البخور": (ختیو نیو أنتیو)، وفقا لذاك النص المصرى القديم. فإن كلمة "ختى" تعنى سلالم
أو مدرجات؛ أما "عنتى"، فمرادفھا: "البخور" أو الروائح العطرية . فلاشك إذن، "أن درجات الروائح
العطرة ھى إحدى مناطق ال"تا نثر". وفى واقع الأمر، أنھا موقع فائق السحر والخیال : فھذا ما
تعرفه لنا تلك الكتابات "بالدير البحرى". بل وتصور لنا أيضا الآلھة المصرية وقد نقلوا إلى بلد "بونت"
ھذا. وحیث ترى كذلك مجموعات من المصريین وھم يحملون سفنھم بأشجا ر البخور وبمختلف
المنتجات المبھرة الخلابة بتلك المنطقة.
وربما أن "درجات البخور" ھذه، تتطابق مع تلك الموانئ التى طرقھا الإغريق وارتادوھا بعد
ذلك فى العصر البطلمى؛ وھى تمتد عبر ساحل الصومال، عند نھاية البحر الأحمر الحالیة . بل
وتفیدنا تلك الكتابات أيضاً بالتعرف على منطقة أخرى تحازى ساحل البحر الأحمر، كان المصريون
القدماء يقومون بزيارتھا بین وقت وآخر . إنھا، بدون شك بلد "إيام"، وتتطابق مع جزء من
"الحبشة". وربما أن "ماسبیرو" كان على حق فى اعتقاده بأن سكانھا لیسوا سوى الأجداد
." Gallas الأوائل لمن عرفوا فیما بعد، بال"جالاس
وخلال العصر البطلمى، كانت الكتابات ما تزال تذكر ال"تا نثر"، و"بونت ". وبالإضافة لذلك،
فمن خلال ما ذكره الكتاب الإغريق، قد عرفنا: أن البحر الأحمر، فى تلك العصور كان يخضع للنفوذ
والسیطرة المصرية؛ وحیث تتعدد وتتوالى موانیه بداية من میوس ھرموس شمالا، حتى أدولیس ،
مرورا ببرنیس..

ـــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه



إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"