قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
المدينة المصرية القديمة بوتو


المدينة المصرية القديمة بوتو
تقع ھذه المدينة بمنطقة الدلتا. وقد حظت بأھمیة فائقة فى عصر ما قبل الأسرات . وإسمھا الذى حول إلى الھلینیة "بوتو" أشتق من إسم "أوتو"، أى الربة "الحیة الحامیة " الملقبة ب: وادجت، وتعنى "بوتو" باللغة المصرية القديمة : "بر وادجت " أى: "مسكن وادجت ". وعموما، ترجع ھذه التسمیة إلى عصور حديثة إلى حد ما.
وخلال عصر ما قبل التاريخ، أقیمت مدينتان على كل من جانبى النیل، ھما : "دب،"Dep مدينة أوزيريس وعاصمة إتحاد مقاطعات أى المدينة المقدسة الخاصة "بوادجت"، ثم "بى "Pè الدلتا؛ وكانت تسمى "بمملكة بى". وقد أومأت "متون الأھرام " إلى إسمى ھاتین المدينتین، وأشارت مرارا وتكرارا إلى الصراع الذى قام ما بین "ست" وأوزيريس؛ وذكرت أيضا، أن حورس ق د وھناك أستقبل بالھتافات والدعاء، وھو "Pé خرج من "الدروب المطھرة"، ووصل إلى مدينة "بى فى طريقه للأخذ بثار أبیه أوزيريس. ويبدو أن "ھیرودوت" بدوره، ردد نفس ھذه الأسطورة حیث قال: أن جزيرة "الطرق المطھرة" كانت تقع على مقربة من معبد "بوتو".
وفى عام 1886 من عصرنا الحالى، قام "فلندرز بترى" بمحاولة مطابقة تلك المواقع. ولكن تلك المنطقة النباتیة، بالنھر المجاور لبوتو، الذى كانت تطفو على صفحته جزيرة "الدروب المطھرة"، لم يتبق منھا سوى بضعة ھضاب قاحلة تنبثق من وادى كثیف النباتات . وبذا، وجد علماء المصريات صعوبة جمة فى مطابقة تلك الأسماء والمواقع الموغلة فى القدم بالواقع الفعلى القائم حالیا. وربما أن عملیات البحث والتنقیب الإنجلیزية، التى بدأت ما بین عامى 1963،1964- قد ألقت بصیصا من الضوء فى ھذا الشأن. ولكن تحتم الضرورة تأكیدھا وإثباتھا بالدلیل القاطع. ومن مدينة "بوتو" ھذه انبثق أيضا "وبواووت " (الإله – الذئب ): أى "فاتح الطريق " (فقد قالت متون الأھرام: "أنه ولد فى بوتو ")، وأصبح فیما بعد رب المقاطعة الثالثة عشرة، ورمزھا شجرة الجمیز، بمنطقة أسیوط، التى لقبھا الإغريق باسم : "لیكوبولیس ". وبعد فترة وجیزة، سرعان ما حل أنوبیس مكان "وبواووت"؛ ثم تطابق الإثنان معا. أما خلال عصور "ما قبل الأسرات "، فقد وُصف "وبواووت" بأنه "رب الغرب"؛ ولم تكن تلك الصفة تتضمن وقتئذ السمة الجنازية التى اكتسبھا عندما خلعت على أوزيريس فى أبیدوس: فأصلا، كان "وبواووت" إله "بوتو" المھیمن على مقاطعات "غرب الدلتا". وبالإضافة لذلك، فقد احتفظت "بوتو " بتاج الشمال الأحمر اللون، الذى تقبع "الحیة الحامیة" فى كیانه دائما وأبدا؛ والمعروفة باسم "وادجیت". خلاف ذلك، نحن لا نعرف سوى القدر الیسیر من تاريخ "بوتو". ولكن، لا ريب انه فى أجواء تلك المدينة المقدسة العريقة، تجسم ت وتبلورت الأسطورة الأوزيرية . ومن داخل "بوتو " أيضا، انطلق "أعوان حورس"، لمقاتلة أھل "الجنوب" شركاء "ست ". وبذا، فإحیاء لذكرى تلك الحروب التاريخیة الأسطورية، كان يفد إلى "بوتو" جمع حاشد من الحجاج القادمین من مصر السفلى لحضور الاحتفالات التى تقام بھا كل عام. عموما، لقد تحدث "ھیرودوت" عن: وحى إله "بوتو": فى الحیز الخاص ب: "لاتون Latone " المتطابقة ب"وادجت"). )
ــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه