المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الحیوانات المقدسة في مصر الفرعونية

الحیوانات المقدسة في مصر الفرعونية 



انتشرت فى مصر القديمة إلى درجة فائقة الشعائر والطقوس الدينیة المتعلقة بالحیوانات. ولذا، فقد أطلق علیھا الفرنسیون فى عصرنا الحديث عبارة “zoolâtrie” ( عبادة  الحیوان). وبدت ھذه الظاھرة وكأنھا إحدى السمات الممیزة للديانة المصرية القديمة . ولكننا، على أية حال، لا نعرف، بالتحديد مصدر تلك العقیدة. ومع ذلك، فإن بعض الكتاب يرون أنھا مجرد تطور للطوطمیة البدئیة.

وربما أن أجداد وأسلاف الحیوانات معبودة القبائل والعشائر الغابرة، قد تحولت، بمرور الزمن إلى آلھة راعیة للمدن التى عاش فیھا قديما ھؤلاء البشر فى عصر ما قبل الأسرات . ولا يستبعد أن التألیفیة والتركیبیة مع آلھة أخرى مثلت فى ھیئة بشرية، ھو الذى خلق مثل ھذه الأرباب المھجنة الكیان: نصفھا بشرى، والآخر حیوانى.

عموما، لم تسُد فى كل مقاطعة من مقاطعات مصر، عبادة نوع معین من الحیوانات، إلا فى "العصر المتأخر". ولكن، بدءا، عند النشئة الأولى، كان المصريون يقتصرون على حیوان واحد، يتم إختیاره ضمن فصیلة محددة، بحیث يتمیز ببعض العلامات الخاصة التى يحددھا العرف والتقالید والشعائر. ويوضع ھذا الحیوان فى ساحة المعبد، ويتلقى بعض القرابین . بعد ذلك، يتم تحنیطه ودفنه، فى مراسم فخمة مھیبة بعد موته . ولاشك أن الثور ھو أكثر الحیوانات شھرة وذيوع صیت فى مثل ھذا المجال. فقد عبد وبجل من خلال أسماء: "أبیس"، و"منیفس"، و"بوخیس". والجدير بالذكر، أن "سترابون"، خلال العصر الرومانى، قد ذكر: أن "أبیس " و"منیفس " ھما فقط اللذان أعتبرا كآلھة، أما بقیة الحیوانات، فكانت مجرد كائنات مقدسة. ومع ذلك، فإن تلك الحیوانات كانت فائقة العدد، فقد بلغ تعدادھا حوالى أربعون نوع. أما "ھیرودوت"، الذى تحدث عن الكثیر من الوقائع الحقیقیة، فى إطار مصر القديمة، فقد قدم قائمة بالحیوانات المقدسة: التمساح فى بعض المقاطعات، خاصة الفیوم؛ فرس النھر، فى مقاطعة "بابرمیس". كما أدمجت كلاب الماء أيضا ضمن الحیوانات المقدسة. وكذلك الأمر بالنسبة لسمك الثعبان وأوز النیل؛ كانت تكرس من أجل النھر. وبالإضافة لذلك، فقد تحدث "ھیرودوت"، عما أكدته بالفعل الإستكشافات الأثرية : "أن الحیوانات، عند موتھا، كانت تحنط وتدفن فى الجبانات. والجبانة الخاصة بالقطط، كانت تقع فى "تل بسطة"؛ أما تلك التى تستقبل مومیاوات النمس ونسور الباز، فموقعھا النھائى فى "بوتو ".

وفیما يتعلق بالإيبیس، فكانت فى "ھرموبولیس". أما عن الكلاب، فكانت تدفن بنفس المدن التى عاشت بھا قبل وفاتھا. وبالإضافة لذلك، فقد أكتشفت بعض جبانات التماسیح فى "كوم أمبو " و"منفلوط". أما مدافن الصقور، فكانت موزعة، إلى حد ما، على كافة أنحاء مصر ". وكذلك، يضیف ھیرودوت بقوله: "أن الثعابین المقدسة المكرسة لزيوس (آمون) كانت تدفن فى معبد ھذا الإله " نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن كافة ھذه الجبانات ترجع أساسا، إلى العصر المتأخر: أى تلك الفترة التى كانت المعتقدات القديمة الغابرة قد اجتاحت العقیدة الشعبیة . وعن الحیوانات التى كانت تعد بمثابة تجسید لبعض الآلھة، فكانت تخصص لھا مقاصیر لعبادتھا. ففى "مدامود"، على مقربة من طیبة، خلف معبد "مونتو"، أكتشفت مقصورة خاصة بأحد الأرباب الحیوانیة.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"