قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الدلتا قديما في مصر الفرعونية


الدلتا قديما في مصر الفرعونية
الدلتا: ھو الإسم الذى أطلقه الإغريق على مصر السفلى . وكان النیل ينقسم، عند شمال "منف"، إلى عدة افرع مختلفة الإتجاھات مكونا بذلك ما يشبه المثلث الذى يتطابق شكله بالحرف الأبجدى الإغريقى “delta” وقد عرف المصريون ھذه المنطقة بإسم “Ta-meh” أى ، "أرض الشمال".
وفى أوائل العصر الرابع، كانت الدلتا تتراءى فى ھیئة خلیج ھائل الضخامة، أفعم، بمرور الزمن، بالطمى والغرين المنھمر من نھر النیل. وما زال الحد الساحلى الذى يمتد إلى 300 كم، محاط ببعض البحیرات. ولاشك إنھا البقیة الباقیة من الأنھار الكبرى الغابرة التى كانت قد تكونت عند ارتفاع الأغوار الجیرية بأعماق المیاه، والتى كونت ما يشبه السد، تولدت منه، رويدا رويدا وديان الدلتا الفائقة الخصوبة. وتمتد ھذه البحیرا ت من الغرب إلى الشرق . وھى : مريوط الذى عرف قديما بإسم “Maréotis” الذى اشتھرت سواحلھا، بصفة خاصة بإنتاج النبیذ الجید، ثم بحیرة "إدكو"، و "البرولس"، ثم "المنزلة".
وفى أقدم العصور، كان النیل ينقسم إلى سبعة أفرع. عرفھا الإغريق، بعد ذلك، (بداية : من الغرب إلى الشرق) بالأسماء التالیة Sebennytique ، Bolbitique ، Canopique .Tanitique Pélusiaque ،Mendésienne ، Phatnitique وفى أجوائھا يمیل المناخ إلى إعتدال درجة الحرارة بفعل الرطوبة المرتفعة نسبیا. وتسقط بعض الأمطار فوق وديانھا المنخفضة إلى حد ما؛ بل ويھب علیھا نسیم علیل منعش من جھة البحر الأبیض المتوسط.
وقد تسببت رطوبة التربة الفائقة بالإضافة إلى الكثافة الزراعیة فى تلف الكثیر من الآثار بتلك المنطقة. ولذا، فھى تعانى افتقارا مدقعا فیما يتعلق بالإرث الأثرى، خاصة، إذا قارناھا بالثراء الھائل فى ھذا المجال بمنطقة مصر العلیا . ولكن، تلك البقاع نفسھا، ذات الكثافة السكانیة الھائلة؛ كانت مھدا أساسیا لأولى القضايا الاجتماعیة والسیاسیة. وبھا أيضا، خلال "عصور ما قبل التاريخ" ارتقى المصريون مرتبة حضارية رفیعة تفوق بكثیر ما وصل إلیه بقیة معاصريھم بأرض وادى النیل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه