قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الطقوس الإلهية عند المصري القديم


الطقوس الإلهية عند المصري القديم
فیما يتعلق بالطقوس الإلھیة الیومیة، كانت القرابین رمزية بحتة : عین حورس (ينظر : أوادجات) أو تمثال صغیر "لماعت". ولكن، فیما عدى ذلك، كانت القرابین المختارة، ترص فوق مائدة خاصة بھا، تعد خصیصا فى وقت المراسم الطقسیة، أمام تمثال الإله وبقیة الأرباب الآخرين القائمین بالمعبد. وغالبا، كانت القرابین ترص أيضا أمام تماثیل الملوك أو الأفراد المؤلھین التى يضمھا ھذا المكان المقدس. وفى أيام الأعیاد خاصة، كانت ھیاكل المعابد تزخر بأنواع متباينة وغیر مألوفة من القرابین. تورد، عادة، من المؤسسات الملكیة كھبات من الأملاك الزراعیة لدوام تقديم القرابین، والكثیر منھا، كانت تقدمه الأملاك والحقول والمزارع الخاصة بالمعابد. وغالبا تتكون القرابین، من : جرار ملیئة بالجعة والنبیذ، وكمیات من لحوم الثیران، والدواجن، والطیور، والخضروات، والخبز والحلوى والمخبوزات. ويلاحظ، أن كمیات وأحجام تلك القرابین، كانت تتباين وتتغاير بشكل بالغ وفقا لاختلاف الأيام وتنوع الأعیاد والمناسبات. ويرجع ذلك خاصة إلى : أن ھذه القرابین، بعد أن تقدم وتكرس للآلھة، يتم توزيعھا على الأفراد المشاركین فى الطقوس .
ولكن خلال المراسم الدينیة الیومیة، لم يكن يتراءى سوى عدد ضئیل من الكھنة ومساعديھم غیر المدرجین فى سلك الكھنوت؛ وغالبا، كانت القرابین المقدمة تعد كتموين غذائى لھم، ومقدرة وفقا لعددھم. ولكن خلال الأعیاد الكبرى، حیث تتوافد أعداد غفیرة من جموع الشعب، كانت الضرورة تقتضى تقديم كمیات ھائلة من الخبز ومئات من جرار الجعة الملیئة بالشراب، وكمیات ضخمة من الطیور المطھیة، وأطباق من الفطائر والحلوى، وعدد كبیر من الثیران، لإطعام كل ھذه الجموع الحاشدة.
ونلاحظ إذن: من خلال معظم الطقوس الدينیة، يقوم العباد والأنصار بتقديم القرابین للآلھة؛ ثم، سرعان ما يلتھمھا أفراد الشعب بعد ذلك . وفى مناسبات الأعیاد والاحتفالات الرسمیة، يتكفل الملوك وأملاك الإله المعنى بتقديم أطنان من القرابین، التى يسعد بإلتھامھا
أفراد الشعب المحتفلین.
_______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه