قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
مدينة منف قديما عند المصري القديم


![]() |
المدينة المصريه القديمه مدينة منف |
مدينة منف قديما عند المصري القديم
عند الطرف الجنوبى للدلتا، بنقطة اتصال كل من مصر العلیا والسفلى، أقام أوائل الملوك الثینیون قلعة حصینة سمیت "بالحائط الأبیض ". ويرى كل من "مانیتون " و"ھیرودوت " أن الملك مینا ھو المشید الفعلى لذاك الحصن. ولكن ھناك آخرون، يؤكدون أن من أقامھا ھو عدج إيب " (خامس أو سادس ملوك الأسرة الأولى الثینیة). وعند مشارفھا وتخومھا، كانت تقع مقصورات كل
من "بتاح" (ويسمى أيضا : "حت كا بتاح "). و"سوكر "، أدمجت فى اختصاصاتھا جبانة الأسرة الثالثة.
ولقد تیقن الملوك الموحدون بین قطرى مصر من الأھمیة الاستراتیجیة لذاك الموقع المذكور آنفا؛ حیث كان يتجلى نمط من التوازن بین القطرين الخصمین : "حورس وست يعیشان فى سلام ووئام"، فھكذا تقول إحدى الترانیم الموجھة إلى "حورس " فى عصر الملك "شباكا ".
"إنھما قد اتحدا، ھذان الأخوان، وتوقفا عن صراعھما وقتالھما معا . فھا ھما متحدان فى نطاق "حت كا بتاح"، میزان القطرين، أى الموقع الذى يتوازن فیه كل من قطرى مصر". ويعتقد البعض، أن أوائل الملوك الثینیین قد دفنوا فى أعماق الھضبة القريبة من ذاك الموقع. وربما يعد ذلك كأمر واقع وفعلى بالنسبة للملوك الثلاث الأوائل بالأسرة الثانیة، حیث كانت عاصمتھم تقع على مقربة منه. ثم أصبح ذلك، بمثابة قاعدة سائدة بداية من عھد الملك "جسر "، الذى أستھلت فى عصره "الحقبة المنفیة " و"الدولة القديمة ". ولكن، ھاھم ملوك الأسرة السادسة خاصة يقیمون أھرامھم، ويؤسسون عواصمھم، عند أقرب مكان من "الحائط الأبیض". ومن نفس إسم ھرم "بیبى الأول"، إستمدت الضاحیة التى شیدت حولھا لقب : "من نفر" (الأثر الجمیل )؛ والذى خلع، بعد ذلك على كافة ا لتجمعات السكانیة المجاورة .
ثم جاء الإغريق فى نھاية الأمر، لیسمونھا: "منف". أما عن إسم "قلعة الجدار الأبیض "، التى تشرف على منف، فقد بقى كما ھو بالنسبة للمقاطعة كلھا، وحیث أصبحت المدينة الكبرى عاصمة العصور اللاحقة؛ وبالنسبة للحصن ذاته، فقد بقى صامدا حتى العصر المتأخر؛ بل وتمكن الفرس فیما بعد من مركزة إحدى كتائبھم العسكرية به لتكون تحت نفوذ الحاكم الذى يمثلھم ھناك . وفى الوقت الذى كانت "طیبة" قد أصبحت العاصمة الرسمیة للدولة، لم تكن "منف " لتتوقف عن التطور والارتقاء، وبقیت، كما ھى: أھم مدن مصر القديمة، حیث حرص كا فة الملوك على إقامة قصورھم الخاصة ومراكز حريمھم. خلال "الدولة الحديثة"، أعتبرت "منف" بمثابة المقر الرسمى "لوزير" مصر السفلى. وفى الحین ذاته، كانت تعد كترسانة مصر قاطبة. فبھا، كان يصنع العتاد الحربى، وتسلح وتمون السفن القتالیة؛ بل كانت مركز التوزيع الرئیس ى والمنطلق التجارى الفائق الأھمیة بمصر . وبداية من الأسرة الثامنة عشرة، تراءى فى أجواء "منف" معبد خاص لكل من "بعل " و"عشتار "، معبرا عن مدى أھمیة العنصر السورى- الفینیقى فى أجوائھا . وخلال العصر المتأخر، كانت بعض شوارع ھذه المدينة تخصص للتجار الأجانب: فینیقیون، وإغريق، والكاريین، ولكن لم يتبق حالیا من كل ھذه الفخامة والتألق، سوى الجبانات المتاخمة لھا والخاصة بالأسرات المنفیة، بالإضافة لبعض ملوك الدولة الوسطى.
__________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه