قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
هجاء المهن عند المصري القديم


![]() |
هجاء المهن عند المصري القديم |
هجاء المهن عند المصري القديم
كان كبار الأساتذة من الكتبة المصريین يحاولون إلقاء الضوء على مھنتھم الكتابیة أمام أعین تلامیذھم: فعملوا، على وصف وتصوير مختلف المھن الأخرى، فى صورة قاتمة قمیئة . وكان المدعو "خیتى" وھو من معاصرى "الدولة الوسطى"، أول من استھل ھذا النمط من التعالیم الذى سرعان - ما حقق نجاحا باھرا خلال "الدولة الحديثة". وھكذا، قدمت لنا حالیا الكثیر من البرديات (أنستازى، 1 5،7 ؛ وسوللر، 2) عددا من نصوص الھجاء، رُسمت من خلالھا صورة دقیقة لكافة المھن، لھدف ،3 توضیح ما يكتنفھا من صعوبات وعراقیل : ولكن، عن مھنة الكتبة، فھى المتوجة الممیزة بالمديح والثناء. فھاھو يمر أمامنا كل من الفلاح،والمزارع، وعامل التعدين، والنحات الفنان، والحلاق، وعامل النسیج. ونجد أحد نصوص الھجاء تقول، على سبیل المثال : "إن الملاح أو النوتى يبذل جھدا أكبر بكثیر مما تحتمله ذراعاه، بالإضافة إلى معاناته من ھجمات البعوض والحشرات القاتلة". وكذلك: "فإن المبعوث أو المراسلة، قبل الانطلاق إلى خارج حدود مصر يعمل على كتابة إرثه وممتلكاته : فربما تفتك به بعض السباع الضارية الآسیوية ". "وعن صانع الأحذية، فھو، يعانى دائما وأبدا من الفقر والعوز، وربما قد يضطر إلى التھام جلد النعال ". "وبالنسبة للغسال، فھو يكد ويرھق فى غسل الملابس على ضفة النیل، على مقربة من التماسیح الكاسرة ". "وھاھو صائد السمك يروح ويغدو بین ھذه الوحوش المفترسة. وفیما يتعلق بالجندى المحارب وما ينتظره من مصیر محتم؛ فھو يعانى مما ھو أوخم وأكثر وبالا مما سبق: إنه، منذ طفولته الغضة حبیس إحدى الثكنات الخاصة . ولأقل ھفوة يعاقب بضربات العصى. وبعد ذلك، إذا سافر ضمن حملة حربیة إلى سوريا، فھو يضطر إلى السیر بین الجبال الوعرة الخطرة، وقد حمل كما يحمل الحمار، ويشرب میاه آسنة فاسدة. كما يواجه العدو الرھیب ويصارعه. وقد يعود، فى نھاية الأمر إلى منزله، وقد أصابه التدھور والوھن الجسمانى وكأنه قطعة خشب ناله الدود والسوس، ويستدعى الأمر نقله على ظھر حمار : وفى الحین ذاته، يتمكن اللصوص من خلع ملابسه وسرقتھا. أما خادمه، فھو يولى الأدبار ھاربا.
______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه