المكتبة
الوزير في مصر القديمة
12:14 ص | 
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
الوزير في مصر القديمة
لم يظھر لقب "وزير" إلا فى عھد الملك "سنفرو". وبالمصرية القديمة، يعنى: "ثاتى". وللمرة الأولى، كان "نفر ماعت" ھو أول من حمله. ومع ذلك، فإن وظیفة "الوزير " نفسھا، ترجع إلى زمن أبعد من ذلك؛ وشغلھا "إيمحتب" فى عصر الفرعون "زوسر"، بالرغم من أنه لم يلقب بلقب "ثاتى" إلا بالنصوص اللاحقة. والوزير ھو الرئیس الأعلى لھیئة موظفى المملكة بأثرھا والإدارة المركزية .
وباعتباره مجسدا لرغبة الملك وإرادته، ولكونه بمثابة "عینیه التى يرى بھما وأذنیه التى يسمع بھما"، فھو يتمتع باختصاصات وكفاءات لا أول لھا ولا أخر . وھو يعتبر أيضا وزيرا للداخلیة، وبالتالى، يتلقى تقارير حكام الأقالیم، ويعمل على تنظیم عملیات توزيع الأراضى، وإدارة الھیئات المھنیة، ويھیمن على إدارة الشرطة والأمن، ويقوم بتجنید الجنود للجیش المصرى . ويقوم مراسلوه بنقل أوامره، ويجرون تحريات وأبحاث لتقديم نتائجھا إلیه، ويتوجھون إلى القرى والمقاطعات لیراقبوا مباشرة شئون "الإدارة" فى إطارھا. وھو أيضا "وزير العدل"، ولذا يتحتم علیه تصدر "مجلس القضاء الأعلى "؛ بالإضافة إلى بعض مجالس الموظفین. ونظرا لأنه رئیس المالیة، فإن "مدير الأختام"، ملزم، بأن يقدم له، كل صباح، تقريرا عن إدارة "الخزانة" وعملھا؛ وھو مكلف أيضا بتلقى الضرائب والجزى.
لاشك إذن، أن مسئولیات "الوزير" لا حدود لھا ولا نھاية. وكذلك يبدو بروتوكوله فائق التنوع والتباين وواسع المدى. ولذا، فإن المرشح لتلك الوظیفة العلیا يجب أن يكون "عالما على كافة العلماء ". والجدير بالذكر، أن "الوزير "، إبان "الدولة القديمة "، كان يتم اختیاره بین أبناء أو أحفاد الفرعون. ولكن، خلال الحقبة الطیبیة، كان الاختیار يقع على الموظف الذى استطاع أن يعبر بكل جدارة واقتدار السلم الوظیفى بأكمله لیصل إلى أعلى قممه؛ بالإضافة إلى تمیزه بحسن السجايا وجمال الخصال. أما فى "الدولة الحديثة"، فقد لوحظ وجود وزيرين لا وزير واحد: أولھما لمنطقة الدلتا، والآخر لمصر العلیا. وقد بینت الكثیر من مقابر وزراء "الدولة الحديثة " عن مدى ثراءھم وسطوتھم ونفوذھم. وھاھو سرد عن الیوم الحافل الذى يقضیه الوزير فى عمله، تقدمه لنا الكتابات الجدارية فوق مقبرة "رخمیرع"، وزير تحتمس الثالث: "إنه يبدأ يومه ھذا بزيارة الفرعون، لیطمئن على صحة ملیكه، قبل أن يقدم له تقريره عن كافة أحوال المملكة ". ولاشك أن ھذا النص يعبر لنا عن مدى ضخامة مھام ھذه الشخصیة الكبیرة وصعوبة ممارستھا، مع توخى أسس العدالة والإنصاف التى تمثلھا "ماعت" وترمز إلیھا؛ ويحرص الوزير حرصا شديدا على تعلیق تمثال صغیر لھا فوق رداءه الطويل الممیز لمنصبه.
_____________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني
