المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الهرم عند المصري القديم

الهرم عند المصري القديم
الهرم عند المصري القديم 

ھرم: تعنى بالمصرية القديمة: "مر "mer  ولكن، بالنسبة لمصدر ھذه الكلمة بالإ غريقیة، . فالأمر يبدو غامضا إلى حد ما (وقد حاول البعض تقريبھا من عبارة "بیراموس "، وفحواھا بالإغريقیة : "حلوى السمسم". ولكن آخرون يفضلون تلك الترجمة الإغريقیة لإسم أحد جوانب الھرم الذى جاء ببردية "لندن": "برى – إم – أوس").

ولكن، الأمر الذى لا يدعو مطلقا للشك، أن الھرم، أى ھذا النصب التقلیدى الممیز للحضارة المصرية، كان يشید لأغراض جنازية مؤكدة . ولذا، فإن تلك الآراء التى لا تمت إلى الواقع الفعلى والتى عمل "جمبلیك " على نشرھا فى العصور الفائقة القدم، لا تعدو أن تكون سوى ترھات لا أساس لھا من الصحة؛ والتى تعنى: أن الأھرام ھى مراكز مسارية، كانت تمارس بداخلھا مراسم وطقوس سرية وغامضة لا يعرف أحد عنھا شئ. وفى الحقیقة أن الشعائر الوحیدة التى كانت تؤدى بداخل الأھرام ھى التى تتعلق بتقديم القرابین الجنازية، والعبادات الملكیة التى تتم بالمعابد المجاورة لتلك الأھرام. ويعد الشكل الھرمى بمثابة تطور طبیعى فذ للشكل البدائى الأولى المعروف بإسم: "المصطبة".

وحتى بداية الأسرة الثالثة، لم تكن المقابر الملكیة لتتمیز كثیرا عن تلك الخاصة بالأفراد العاديین. ولكن، ھاھو إيمحتب، وزير الملك "زوسر" ومھندسه المعمارى، يفكر فى الارتقاء بمستوى مصطبة الفرعون فى سقارة، وتعلیتھا: بواسطة تدرجات مكونة من ستة مصاطب أخرى، تزداد ضیقا مع تدرج ارتفاعھا: وھكذا ابتكر الھرم المدرج. وانبثاقا منه، ومن خلال تطور منطقى معقول، تولد الھرم
التقلیدى المعروف.

ولا يستبعد مطلقا حدوث نوع من التأثیر المتبادل فیما بین "الزاقورة " (برج دينى من عدة طوابق فى بلاد "ما بین النھرين") وبین الھرم المدرج. عموما، لا ريب مطلقا أن الھدف من وراء إقامة ذاك النصب يعبر عنه تعبیرا واضحا أسلوب تشییده ونمطه: فمن المؤكد أن جثمان الملك، وھو بداخل ھذا الكیان الھرمى الحجرى يحظى بالمزيد من الحماي ة والأمان؛ وكذلك يصبح قبر الفرعون ھذا، متمیزا تماما عن ذاك الخاص بعامة الناس. وبصفة خاصة أيضا، يرتبط ارتباطا وثیقا بالمفاھیم الجديدة التى سادت وقتئذ، بھلیوبولیس عن المصیر الشمسى للملك: فإن الأمر يتحتم أن يصعد ھذا الأخیر نحو السموات العلیا للالتقاء بالإله "رع"؛ والھرم، فى ھذه الحال، يتراءى فى ھیئة "سلم مؤدى إلى السماء": فھذا ما ذكرته بالفعل بعض نصوص "متون الأھرام". ويلاحظ أن كل من ھرم "سنفرو " فى میدوم والھرم "المنحنى" بدھشور، ھى بمثابة المراحل المتتالیة التى أدت فى نھاية الأمر إلى الأھرام الكبرى بالجیزة. كما أن الھدف الرمزى الذى أقیمت من أجله يتطابق بنظیره الخاص بأسلافھا الأوائل فى سقارة. ولكن علینا أن نلاحظ ھنا، أن ھیئة الھرم تومئ إلى شكل إشعاع الشمس الذى ينساب من خلف السحب.

وحتى بداية الدولة الحديثة، اعتبر الھرم عن جدارة بمثابة المقبرة الملكیة . وقد عرفنا أن الأھرام الأوائل أى تلك الخاصة بالملك "زوسر" و"سنفرو"، كانت مثلھا كمثل المصاطب تستوعب فى أعماقھا بئرا جنازيا. أما بالأھرام اللاحقة، فمن الممكن الوصول مباشرة إلى الحجرة الجنازية، من خلال عدة قاعات ودھالیز متتالیة. ومع ذلك، فإن طراز الأھرام ذات الآبار الجن ازية لم يختف مطلقا، وساد دائما، وبصفة خاصة بالنسبة لأھرام الأسرة الثانیة عشرة فى "اللشت". وعن أھرام ملوك كل من الأسرة الثالثة، والرابعة، والخامسة، فھى تفتقر تماما لأية زخارف داخلیة . ولكننا نرى ھذه النقوش والرسوم فى داخل ھرم "أوناس" آخر ملوك الأسرة الخامسة، مضافا إلیھا كتابات ھیروغلیفیة، ھى: "متون الأھرام ". وخلال الأسرة الخامسة أيضا، درج المعماريون على استعارة الطراز المعمارى الھرمى عند بنائھم للمعابد الشمسیة. وكذلك، فى عھد الأسرة الحادية عشرة، شید منتوحتب الأول لنفسه فى "الدير البحرى" معبدا جنازيا متوج بشكل ھرمى.

وأخذت أحجام الأھرام تمیل إلى الصغر والتضاؤل بداية من الأسرة الخامسة. ومع ذلك، ھاھم ملوك الأسرة الثانیة عشرة، يعودون ثانیا إلى تضخیم بناء أھرامھم: ولكن، يلاحظ، فى ھذه الحال، أن داخلھا قد بنى بقوالب الطوب اللبن . أما عن البنیة الخارجیة فمن الأحجار ال منحوتة . وترى ھذه الأھرام، بصفة خاصة بمنطقة الفیوم، ومنف (اللشت، وكاھون، واللاھون، ودھشور، وھوارة ). وللأسف، تتراءى الآن وكأنھا أطلال. وحقیقة أننا قد تعرفنا على بعض الأھرام الخاصة بالأسرة الثالثة عشرة (للملك: خنجر"، وآخرون مجھولو الھوية). ولكن لم نعثر على أى ھرم للأسرات الثلاث التالیة : ومع ذلك، تبین إحدى القضايا المتعلقة بانتھاك مقابر أواخر الدولة الحديثة، أن القبور الملكیة خلال عصر الانتقال ھذه، كانت تعتلیھا أشكال ھرمیة.

ولقد عمل صغار الملوك بالأسرة السابعة عشرة أيضا على تشیید أھرام ضئیلة الحجم من قوالب الطوب بمنطقة طیبة. ولكن، على ما يبدو وقتئذ، أن الھرم لم يعد ضمن الممیزات الملكیة؛ فبداية من الأسرة الحادية عشرة، ظھرت الكثیر من المصاطب التى يعلوھا أھرام . وخلال الدولة الحديثة، كان كبار القوم ووجھاؤھم يمیلون كثیرا إلى تتويج مدخل مقابرھم السفلیة المنحوتة تحت الأرض بشكل ھرمى: ترى فى واجھته كوة صغیرة بداخلھا لوحة، تمثل المتوفى وھو يتعبد إلى الشمس. وفى العصر البطلمى؛ والممالك الأثیوبیة فى "نباتا " و"مروى "، انتشر أيضا بناء الأھرام . وكان الغرض من وراء ذلك، ھو الارتباط بالحضارة المصرية التلیدة.
______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"