المكتبة
روح
7:40 م | 
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
روح
الروح ھى المبدأ المعنوى بكل كائن حى. وتسمى "البا". وقد مثلت دائماً فى ھیئة طائر؛ وفى معظم الأحیان فى شكل صقر له رأس آدمى. وتقترن "البا " "بالكا " (الطاقة ) والآخ (جزيئ من الضیاء ) لتكون معاً إجمالى الكائن الحى. وقد انبثقت الروح أساساً من الجوھر الإلھى : وبذا، فھى تتوق دائماً للرجوع إلى منبتھا الأصلى؛ وفقاً لمسیرة ما تحتم نمطاً من التجسد، ومرحلة تجريبیة مادية محسوسة (الحیاة البشرية التى يصاحبھا عادة تعالیم طقسیة )، ثم ما يمكن أن يوصف بالحساب الختامى (محاكمة الروح)؛ وأخیراً الرجوع إلى كنف الإله الأعظم المستتر.
وھا ھو أحد "متون الأھرام" يرجع إلى نفس ممیزات وصفات "آتوم " وھو يتحدث عن الملك المتوفى قائلاً: "… أنه ولد فى "النون"، قبل أن توجد السماء والأرض، والشمس والنزاع، وبذا، فإن الروح البشرية مثلھا كمثل الالھة، قد إنبثقت من المیاه الأولیة: التى تعكسھا أو تجسدھا السماء العلیا دائماً وأبداً: فھذا ما أكدته "نوت" من خلال نص آخر: "إنه إبنى، (أى الملك المتوفى )، ولدى البكرى ". ويعتز الكثیر من الآلھة "بأبوتھم" أو "أمومتھم" لروح المتوفى : فإن ھذه الأخیرة ھى إجمالى قدر كبیر من الطاقات، ولیس مجرد مبدأ منفرد. فمن معتقدات مصر القديمة : "أن روح المتوفى، الذى سوف يصبح أوزيريس جديد، ھى إبنة "جب"، أى "الأرض"، تلك المادة الطبیعیة، وشو "النفثات "، و "نوت " السماء العلیا، و "الدوات"، أو السماء السفلى، وآتوم "ورع" (الخلق والضیاء )، وأخیراً "نون " مصدر ومنبت كل حیاة، والتى إنسابت منه كل التجسدات. وھكذا، فإن روح فرد واحد، ھى بالفعل تاريخ للبشرية قاطبة، بل وتاريخ العالم كله. فالروح تمتزج إذن بكافة العناصر وكل الطاقات القائمة والتى قامت فى الكون بأكمله: وھى بالتالى، تعتبر أساساً ورعة ومقدسة، بل وتتناغم طبیعیاً مع الإيقاع والدورات المكونة للعالم.
وحالما تتحرر الروح من نشاطھا وعملھا المادى، فھى تنطلق محلقة فى الفضاء، وتنتقل من فلك إلى آخر، ومن كوكب إلى نجم، وتكتسب ممیزات جديدة، كمثل: السرعة الفائقة، القوى القصوى، والنورانیة، ويلاحظ أن الروح تنتقل من مكان إلى آخر بأسالیب متعددة . إنھا تطیر محلقة فى الأجواء العلیا، وتعبر أمواج البحار سابحة، وتمخر عباب المیاه بم ركبھا، وتتحكم فى الشراع لكى تتقدم فى إبحارھا (لأنھا ھى نفسھا قد أصبحت مركب ا ). ولكى تستطیع تماماً تلقى النفثات السماوية وإستنشاقھا، فھى، تسیر وتصعد وترتقى الدرجات السماوية، وتتسلق الھضاب، وتتوكأ على عصاه، أو تسرع بكل يسر وسھولة فى سیرھا بخطوات ھائلة فوق أديم الأرض التى خلقھا الإله الخالق.
ينظر: الروح العالمیة، "با"، مركب، قلب، دوات، صقر، "كا"، نون، نوت، إعادة التجسد، عقیدة، نفثات، نقاب، "الحیاة بعد الموت"، على قید الحیاة، رحلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موسوعة الأساطیر والرموز الفرعونیة
تألیف: روبیرت جاك تیبو
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة: د. محمود ماھر طه
تألیف: روبیرت جاك تیبو
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة: د. محمود ماھر طه
Labels:
