قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
العشيقان !! اخناتون و نفرتيتي
12:04 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
العشيقان !! اخناتون و نفرتيتي |
العشيقان !! اخناتون و نفرتيتي
... وقصة حب لاتموت
بقلم : عـزت السـعدني
كانت فلاحة مصرية صبية فارعة كما البدر المنور في ليل الظلماء.. تركب حمارا.. قادمة من بلدتها تل العمارنة من أعمال مديرية المنيا.. تنبش في كيمان التراب الذي يطلقون عليها ف ي القري والنجوع الكفري لكي تحمل حمارها الواقف في الانتظار كومة من السباخ الذي يكسب الأرض خصوبة, ولكن فأسها اصطدمت بقوالب من الطوب القديمة المطمورة تحت الأتربة الناعمة علي عدد من اللوحات المستديرة الصلبة وعليها خربشات غريبة, وبعد أن أزالت عنها الأتربة العالقة بها بأطراف طرحتها السوداء وجدت أن الخربشات كانت عميقة الحفر وبأشكال مثلثة في الفخار الجاف. ولم تستطع أن تعرف ساعتها حقيقة ما عثرت عليه, ولكن هداها لؤم الفلاحين, وهو ما يطلقونه علي ذكاء الفلاحين البكر..
إلي أن تحملها معها داخل كومة السباخ علي حمارها.. ربما كانت رموزا سحرية أو رسائل بلغة لا تعرفها.. وكانت تدرك تماما أن تجار الأنتيكات يجوبون القري والنجوع بحثا عن مثل هذه الأشياء الغريبة.. وأن أهل قريتها يتناقلون حكايات عجيبة عن الثراء الذي حل بجيران عثروا علي كنوز الآثار المصرية تحت الأرض.. فلماذا لا تكون هي واحدة منهم وتسعد زوجها الذي يشقي مثلها ويبيع عافيته وسط الحقول؟
كانت الألواح رسائل كتبت قبل ميلاد المسيح بنحو1300 عام أو تزيد وهي رسائل رسمية مرسلة إلي أخناتون من الملوك التابعين له ومن الحكام وقواد الحاميات في الممتلكات المصرية في آسيا. باختصار شديد.. لقد عثرت المرأة الفلاحة علي مكتب الشئون الخارجية لأخناتون.
وتلقفت الألواح الغريبة الخربشات أيد كثيرة حتي وصلت بطريقة لا نعلمها إلي متحف اللوفر في باريس.
وتلقفت اللوحات أيدي العلماء الذين احتاروا فيها طويلا.. حتي أعلن عالم فذ اسمه فاجني أنها تمثل أحد الاكتشافات التاريخية المذهلة.
ولما سألوه: أي اكتشاف تعني؟
قال: إنها قصة الملك المحب المارق!
سألوه: ومن هو هذا الملك المحب المارق؟
قال: إنه أخناتون العظيم.. وهكذا كان أعداؤه يلقبونه مع رحيله عن الدنيا!
وتمثل هذه الألواح ـ كما تقول المؤرخة الإنجليزية ونفرد هولمز في كتابها كانت ملكة علي مصر ـ مجموعة مستندات شخصية ذات أهمية إنسانية وتاريخية منقطعة النظير, وقد أدي حل رموز كتابات تلك الألواح التي كانت مكتوبة باللغة المسمارية التي كانت تستخدم في بابل وفي بلاد ما بين النهرين.. إلي الكشف عن مدينة أخناتون التي كانت قد اختفت من الوجود, إذ ظلت مهجورة ومهملة وموقعها غير معروف علي وجه اليقين لعلماء الآثار المحدثين حتي ذلك الوقت, وفضلا عن ذلك كانت السحب الداكنة تتجمع, وكانت ظلالها تهدد بالفعل قصة الحب الشاعرية لأخناتون ونفرتيتي.
وقد تسألون وهذا حقكم: ماهي قصة الحب الشاعرية بين نفرتيتي وأخناتون بين من تملك الجمال والدلال.. وبين من قالوا عنه إنه نبي ورسول أرسله الله إلي أهل مصر.. برسالة التوحيد.. وإن لم تذكره الكتب السماوية الثلاثة؟
..................
..................
نحن الآن في عام1375 قبل الميلاد.. يعني منذ33 قرنا من الزمان..
هاهو امنحوتب الثالث والد أخناتون قد ودع الدنيا ورحل إلي العالم الآخر.. وبقي ابنه أمنحوتب الرابع المعروف لنا باسم أخناتون الذي شارك إبان حكم البلاد عشر سنوات كاملة.. ليصبح ملكا علي البلاد.
ولكن ما كان يقلق أمه القوية الملكة تي وحبيبة قلبه نفرتاري تلك النظرة الجديدة المقدسة التي كانت تطل من عينيه.. نظرة الإله الواحد الأحد وأشعته ذات الضوء والحرارة كان بالنسبة لثلاثتهم مثل أعلي مدي الحياة..
وكانت المشكلة الأولي ـ كما تقول ونفرد هولمز ـ بالنسبة إلي أمنحوتب هي زواجه.
وكانت التقاليد تحتم عليه أن يتزوج من أخته سات آمون الوريثة الملكية الكبري, ولكنها نفرتيتي هي التي كان يحبها ويثق فيها, وقد عضدته تي في ذلك. لقد أرادت له أن يكون سعيدا كما كانت هي سعيدة بزواجها من والده, ذلك الزواج الذي قام علي الحب, وقد رأت في نفرتيتي أيضا ذلك الوفاء الذي سوف يحتاج إليه ابنها ليحفظه ثابتا عند سيره في الطريق الثوري القاسي والإصلاح الديني.
ولكن أخناتون كان قد وقع لشوشته في حب نفرتيتي, وقد حل الزمن المشكلة برحيل سات آمون إلي العالم الآخر.
وهكذا أصبح الفتي والفتاة اللذان كانا طوال حياتهما يلعبان معا زوجا وزوجة واستبدلا بملابسهما التي كانا لا يعنيان بها ملابس رسمية وغطي شعرهما الأسود أمام الناس بالتاجين وبأغطية الرأس التي ترمز إلي وضعهما نصف الإلهي, كما تركا زورقهما الصغير المصنوع من سيقان البردي, وأصبحا الآن يضطجعان علي الوسائد المريحة في السفينة الملكية المسماة آتون يضيء التي كانت تنساب فوق مياه بركة القصر ويقوم الأرقاء بتسييرها والتجديف فيها.
ما أجمل زوجته الصغيرة وما أجمل عينيها اللتين تشعان بالسعادة, ولم يكن يحس بالخجل وهو يمسك بيدها أو يقبلها, أو وهو يلمس وجنتها ويظهر حبه للدنيا كلها.
وكان شعرها يقص قصيرا جدا طبقا لموضة العصر, ويعطي بمشط جميل له صفان من الأسنان, فإذا كانت تستعد للظهور في مناسبة رسمية فإنها كانت تغطيه بغطاء الرأس الملكي الطويل ذي اللونين الأزرق والأحمر الذي تعلوه رأس الحية سيدة الحياة لتحميها, بينما تتطاير من خلفها الشرائط الحمراء لتدل علي مكانتها الملكية, وعندما تنتهي من كل شيء تلحق بأخناتون للإفطار, وكانت المربيات يأتين بالأطفال ليدللهن ويلاعبهن, ويتمتع بهما والداهما العطوفان.
وبعد ذلك يأتي دور ظهورهما أمام الشعب من نافذة خاصة, حيث كانت الشمس تضيء في بهاء وتجعل حليهم الذهبية ومجوهراتهم تتلألأ, ويرمي أخناتون بالزهور والعقود الذهبية إلي أتباعه الأوفياء الواقفين تحت النافذة وكان هذا الذهب لايزال يأتي إليه من جزية الجهات النائية من إمبراطوريته الواسعة.
وكان أخناتون ونفرتيتي يستيقظان كل يوم علي أنشودة من المديح, ترتل في هدوء حتي يكون استيقاظهما رقيقا, ثم يفترقان بعد ذلك فيذهب هو إلي سكنه الخاص, وهي تذهب إلي حجرتها الخاصة في جناح الحريم ليغتسل كل منهما ويتزين. وكانت خادمات نفرتيتي يقمن أولا بغسل جسدها بالماء المعطر ثم يدلكنها ويعطرن جلدها الزيتوني اللامع بالزيوت المعطرة المحفوظة في أوان مرمرية عظيمة القيمة, فإذا كانت تتأهب للذهاب إلي احتفال خاص أو إلي وليمة كبري فإنها كانت تجلس إلي جوار نار من خشب الصندل والصمغ الزكي الرائحة والعطور لتبخر وتعطر كل جسمهما.
وكانت تخضب كفيها وقدميها بالحناء ذات اللون الوردي الأحمر, وعندما يجفان كانت ترتدي ملابسها الكتانية البيضاء الشفافة تقريبا التي تضيق عند الخصر, ثم تضع صندلها الرقيق الجميل في قدميها, وتمسك بعدئذ بمرآتها البيضية المصنوعة من النحاس المصقول من يدها المصنوعة من العاج المحفورة, وكانت تسوي بنفسها حاجبيها المقوسين بزوج من الملاقيط الدقيقة, ثم تجمل عينيها بالكحل, وهو صبغة سوداء فتعمل شرطة عند الركن الخارجي من كل عين, وتعقر أهدابها وتضع قليلا من الكحل تحت الجفنين لتحمي العين من وهج الشمس والغبار المتطاير من الصحراء, وتأخذ من أوان صغيرة الحجم, صبغة حمراء لوجنتيها وشفتيها, وتصبح بعد ذلك علي استعداد لأن تلبس مجوهراتها القلائد والخواتم والأساور والأقراط التي كانت تحضرها إليها السيدة المشرفة علي خزائن الملابس الملكية لتختار منها ما تشاء.
يا لجمال نفرتيتي قد أصبح أسطورة لأن الناس كانوا يحتشدون في جماعات لرؤيتها أينما ذهبت مع زوجها.
إنها كانت إيزيس الأم العظمي نفسها, جاءت إلي الأرض متجسدة في صورة فتاة, وكانت عقود الزهور تلقي عند قدميها الصغيرتين, وكانت أجمل الفتيات يسكبن العطور النادرة علي رأسها ويمطرن العقد المكون من قطع علي شكل أوراق الزهور والمرصع بالجواهر الذي كانت تطوق به جسدها.
ولقد كان حبهما لبعضهما بعضا حبا عظيما مثل ضوء الشمس في الظهيرة, فما الذي يدعو إلي إخفائه خلف قناع صناعي من التقاليد الملكية.
إن آتون الذي خلق العالم وحده كان يحب الحياة التي أودعها فيه, ولهذا فإن كل مظاهر تلك الحياة أشياء مقدسة, النباتات والزهور, والحيوانات, والطيور, والحشرات, والناس. ومن أجل ذلك كله لن يسمح الملك الشاب بأن تعمل له تماثيل يتملقونه بها, ولابد أن يصوره النحاتون والمصورون بأكتافه المنحدرة وأرجله الطويلة وذقنه المستطيل وعظام وجنتيه البارزتين.
لقد كان ابن آتون المختار, ومن هنا لابد أن يفرح به آتون كما كان هو فرحا بآتون. وكان هذا شأن نفرتيتي أيضا, فلن يسمح بأن تصنع لها تماثيل غير حقيقية بغية تملقها هي أيضا, ولكن لم يكن هناك داع لذلك, فقد كانت أجمل بكثير من أن يحاول أي فنان شيئا يزيد علي حقيقتها!
.................
.................
تعالوا نقرأ معا ما قالته عالمة الآثار الإنجليزية الغارقة في حب مصر والمصريين التي أقامت زمنا ليس بالقصير بيننا في قصة حب عظيمة عمرها ثلاثة وثلاثون قرنا من الزمان:
كان شعرها يقص قصيرا جدا طبقا لموضة العصر, ويعطر بمشط جميل له صفان من الأسنان, فإذا كانت تستعد للظهور في مناسبة رسمية فإنها كانت تغطيه بغطاء الرأس الملكي الطويل ذي اللونين الأزرق والأحمر الذي تعلوه رأس الحية سيدة الحياة لتحميها, بينما تتطاير من خلفها الشرائط الحمراء لتدل علي مكانتها الملكية, وعندما تنتهي من كل شيء تلحق بأخناتون للإفطار, وكانت المربيات يأتين بالأطفال ليدللهم ويلاعبهم, ويتمتع بهم والداهما العطوفان.
وبعد ذلك يأتي دور ظهورهما أمام الشعب من نافذة خاصة, حيث كانت الشمس تضيء في بهاء وتجعل حليهما الذهبية ومجوهراتهما تتلألأ, ويرمي أخناتون بالزهور والعقود الذهبية إلي أتباعه الأوفياء الواقفين تحت النافذة وكان هذا الذهب لايزال يأتي إليه من جزية الجهات النائية من إمبراطوريته المهملة.
...................
ولكن المؤامرات أسودت سحاباتها وهطلت أمطارا أشد ظلمة وسوادا.. وآن لقصة الحب الجميلة أن تكون لها نهاية حزينة..
فقد انتصر كهان آمون.. وحطموا كل شيء.. وحرر الموت أخناتون من هجمة الحقد والغل والكراهية.. ورحل.. ليترك أجمل جميلات عصرها.. نفرتيتي وسط دوامة حزن لاينتهي.
ـــــــــــــــ
المصدر : اثار مصر .
... وقصة حب لاتموت
بقلم : عـزت السـعدني
كانت فلاحة مصرية صبية فارعة كما البدر المنور في ليل الظلماء.. تركب حمارا.. قادمة من بلدتها تل العمارنة من أعمال مديرية المنيا.. تنبش في كيمان التراب الذي يطلقون عليها ف ي القري والنجوع الكفري لكي تحمل حمارها الواقف في الانتظار كومة من السباخ الذي يكسب الأرض خصوبة, ولكن فأسها اصطدمت بقوالب من الطوب القديمة المطمورة تحت الأتربة الناعمة علي عدد من اللوحات المستديرة الصلبة وعليها خربشات غريبة, وبعد أن أزالت عنها الأتربة العالقة بها بأطراف طرحتها السوداء وجدت أن الخربشات كانت عميقة الحفر وبأشكال مثلثة في الفخار الجاف. ولم تستطع أن تعرف ساعتها حقيقة ما عثرت عليه, ولكن هداها لؤم الفلاحين, وهو ما يطلقونه علي ذكاء الفلاحين البكر..
إلي أن تحملها معها داخل كومة السباخ علي حمارها.. ربما كانت رموزا سحرية أو رسائل بلغة لا تعرفها.. وكانت تدرك تماما أن تجار الأنتيكات يجوبون القري والنجوع بحثا عن مثل هذه الأشياء الغريبة.. وأن أهل قريتها يتناقلون حكايات عجيبة عن الثراء الذي حل بجيران عثروا علي كنوز الآثار المصرية تحت الأرض.. فلماذا لا تكون هي واحدة منهم وتسعد زوجها الذي يشقي مثلها ويبيع عافيته وسط الحقول؟
كانت الألواح رسائل كتبت قبل ميلاد المسيح بنحو1300 عام أو تزيد وهي رسائل رسمية مرسلة إلي أخناتون من الملوك التابعين له ومن الحكام وقواد الحاميات في الممتلكات المصرية في آسيا. باختصار شديد.. لقد عثرت المرأة الفلاحة علي مكتب الشئون الخارجية لأخناتون.
وتلقفت الألواح الغريبة الخربشات أيد كثيرة حتي وصلت بطريقة لا نعلمها إلي متحف اللوفر في باريس.
وتلقفت اللوحات أيدي العلماء الذين احتاروا فيها طويلا.. حتي أعلن عالم فذ اسمه فاجني أنها تمثل أحد الاكتشافات التاريخية المذهلة.
ولما سألوه: أي اكتشاف تعني؟
قال: إنها قصة الملك المحب المارق!
سألوه: ومن هو هذا الملك المحب المارق؟
قال: إنه أخناتون العظيم.. وهكذا كان أعداؤه يلقبونه مع رحيله عن الدنيا!
وتمثل هذه الألواح ـ كما تقول المؤرخة الإنجليزية ونفرد هولمز في كتابها كانت ملكة علي مصر ـ مجموعة مستندات شخصية ذات أهمية إنسانية وتاريخية منقطعة النظير, وقد أدي حل رموز كتابات تلك الألواح التي كانت مكتوبة باللغة المسمارية التي كانت تستخدم في بابل وفي بلاد ما بين النهرين.. إلي الكشف عن مدينة أخناتون التي كانت قد اختفت من الوجود, إذ ظلت مهجورة ومهملة وموقعها غير معروف علي وجه اليقين لعلماء الآثار المحدثين حتي ذلك الوقت, وفضلا عن ذلك كانت السحب الداكنة تتجمع, وكانت ظلالها تهدد بالفعل قصة الحب الشاعرية لأخناتون ونفرتيتي.
وقد تسألون وهذا حقكم: ماهي قصة الحب الشاعرية بين نفرتيتي وأخناتون بين من تملك الجمال والدلال.. وبين من قالوا عنه إنه نبي ورسول أرسله الله إلي أهل مصر.. برسالة التوحيد.. وإن لم تذكره الكتب السماوية الثلاثة؟
..................
..................
نحن الآن في عام1375 قبل الميلاد.. يعني منذ33 قرنا من الزمان..
هاهو امنحوتب الثالث والد أخناتون قد ودع الدنيا ورحل إلي العالم الآخر.. وبقي ابنه أمنحوتب الرابع المعروف لنا باسم أخناتون الذي شارك إبان حكم البلاد عشر سنوات كاملة.. ليصبح ملكا علي البلاد.
ولكن ما كان يقلق أمه القوية الملكة تي وحبيبة قلبه نفرتاري تلك النظرة الجديدة المقدسة التي كانت تطل من عينيه.. نظرة الإله الواحد الأحد وأشعته ذات الضوء والحرارة كان بالنسبة لثلاثتهم مثل أعلي مدي الحياة..
وكانت المشكلة الأولي ـ كما تقول ونفرد هولمز ـ بالنسبة إلي أمنحوتب هي زواجه.
وكانت التقاليد تحتم عليه أن يتزوج من أخته سات آمون الوريثة الملكية الكبري, ولكنها نفرتيتي هي التي كان يحبها ويثق فيها, وقد عضدته تي في ذلك. لقد أرادت له أن يكون سعيدا كما كانت هي سعيدة بزواجها من والده, ذلك الزواج الذي قام علي الحب, وقد رأت في نفرتيتي أيضا ذلك الوفاء الذي سوف يحتاج إليه ابنها ليحفظه ثابتا عند سيره في الطريق الثوري القاسي والإصلاح الديني.
ولكن أخناتون كان قد وقع لشوشته في حب نفرتيتي, وقد حل الزمن المشكلة برحيل سات آمون إلي العالم الآخر.
وهكذا أصبح الفتي والفتاة اللذان كانا طوال حياتهما يلعبان معا زوجا وزوجة واستبدلا بملابسهما التي كانا لا يعنيان بها ملابس رسمية وغطي شعرهما الأسود أمام الناس بالتاجين وبأغطية الرأس التي ترمز إلي وضعهما نصف الإلهي, كما تركا زورقهما الصغير المصنوع من سيقان البردي, وأصبحا الآن يضطجعان علي الوسائد المريحة في السفينة الملكية المسماة آتون يضيء التي كانت تنساب فوق مياه بركة القصر ويقوم الأرقاء بتسييرها والتجديف فيها.
ما أجمل زوجته الصغيرة وما أجمل عينيها اللتين تشعان بالسعادة, ولم يكن يحس بالخجل وهو يمسك بيدها أو يقبلها, أو وهو يلمس وجنتها ويظهر حبه للدنيا كلها.
وكان شعرها يقص قصيرا جدا طبقا لموضة العصر, ويعطي بمشط جميل له صفان من الأسنان, فإذا كانت تستعد للظهور في مناسبة رسمية فإنها كانت تغطيه بغطاء الرأس الملكي الطويل ذي اللونين الأزرق والأحمر الذي تعلوه رأس الحية سيدة الحياة لتحميها, بينما تتطاير من خلفها الشرائط الحمراء لتدل علي مكانتها الملكية, وعندما تنتهي من كل شيء تلحق بأخناتون للإفطار, وكانت المربيات يأتين بالأطفال ليدللهن ويلاعبهن, ويتمتع بهما والداهما العطوفان.
وبعد ذلك يأتي دور ظهورهما أمام الشعب من نافذة خاصة, حيث كانت الشمس تضيء في بهاء وتجعل حليهم الذهبية ومجوهراتهم تتلألأ, ويرمي أخناتون بالزهور والعقود الذهبية إلي أتباعه الأوفياء الواقفين تحت النافذة وكان هذا الذهب لايزال يأتي إليه من جزية الجهات النائية من إمبراطوريته الواسعة.
وكان أخناتون ونفرتيتي يستيقظان كل يوم علي أنشودة من المديح, ترتل في هدوء حتي يكون استيقاظهما رقيقا, ثم يفترقان بعد ذلك فيذهب هو إلي سكنه الخاص, وهي تذهب إلي حجرتها الخاصة في جناح الحريم ليغتسل كل منهما ويتزين. وكانت خادمات نفرتيتي يقمن أولا بغسل جسدها بالماء المعطر ثم يدلكنها ويعطرن جلدها الزيتوني اللامع بالزيوت المعطرة المحفوظة في أوان مرمرية عظيمة القيمة, فإذا كانت تتأهب للذهاب إلي احتفال خاص أو إلي وليمة كبري فإنها كانت تجلس إلي جوار نار من خشب الصندل والصمغ الزكي الرائحة والعطور لتبخر وتعطر كل جسمهما.
وكانت تخضب كفيها وقدميها بالحناء ذات اللون الوردي الأحمر, وعندما يجفان كانت ترتدي ملابسها الكتانية البيضاء الشفافة تقريبا التي تضيق عند الخصر, ثم تضع صندلها الرقيق الجميل في قدميها, وتمسك بعدئذ بمرآتها البيضية المصنوعة من النحاس المصقول من يدها المصنوعة من العاج المحفورة, وكانت تسوي بنفسها حاجبيها المقوسين بزوج من الملاقيط الدقيقة, ثم تجمل عينيها بالكحل, وهو صبغة سوداء فتعمل شرطة عند الركن الخارجي من كل عين, وتعقر أهدابها وتضع قليلا من الكحل تحت الجفنين لتحمي العين من وهج الشمس والغبار المتطاير من الصحراء, وتأخذ من أوان صغيرة الحجم, صبغة حمراء لوجنتيها وشفتيها, وتصبح بعد ذلك علي استعداد لأن تلبس مجوهراتها القلائد والخواتم والأساور والأقراط التي كانت تحضرها إليها السيدة المشرفة علي خزائن الملابس الملكية لتختار منها ما تشاء.
يا لجمال نفرتيتي قد أصبح أسطورة لأن الناس كانوا يحتشدون في جماعات لرؤيتها أينما ذهبت مع زوجها.
إنها كانت إيزيس الأم العظمي نفسها, جاءت إلي الأرض متجسدة في صورة فتاة, وكانت عقود الزهور تلقي عند قدميها الصغيرتين, وكانت أجمل الفتيات يسكبن العطور النادرة علي رأسها ويمطرن العقد المكون من قطع علي شكل أوراق الزهور والمرصع بالجواهر الذي كانت تطوق به جسدها.
ولقد كان حبهما لبعضهما بعضا حبا عظيما مثل ضوء الشمس في الظهيرة, فما الذي يدعو إلي إخفائه خلف قناع صناعي من التقاليد الملكية.
إن آتون الذي خلق العالم وحده كان يحب الحياة التي أودعها فيه, ولهذا فإن كل مظاهر تلك الحياة أشياء مقدسة, النباتات والزهور, والحيوانات, والطيور, والحشرات, والناس. ومن أجل ذلك كله لن يسمح الملك الشاب بأن تعمل له تماثيل يتملقونه بها, ولابد أن يصوره النحاتون والمصورون بأكتافه المنحدرة وأرجله الطويلة وذقنه المستطيل وعظام وجنتيه البارزتين.
لقد كان ابن آتون المختار, ومن هنا لابد أن يفرح به آتون كما كان هو فرحا بآتون. وكان هذا شأن نفرتيتي أيضا, فلن يسمح بأن تصنع لها تماثيل غير حقيقية بغية تملقها هي أيضا, ولكن لم يكن هناك داع لذلك, فقد كانت أجمل بكثير من أن يحاول أي فنان شيئا يزيد علي حقيقتها!
.................
.................
تعالوا نقرأ معا ما قالته عالمة الآثار الإنجليزية الغارقة في حب مصر والمصريين التي أقامت زمنا ليس بالقصير بيننا في قصة حب عظيمة عمرها ثلاثة وثلاثون قرنا من الزمان:
كان شعرها يقص قصيرا جدا طبقا لموضة العصر, ويعطر بمشط جميل له صفان من الأسنان, فإذا كانت تستعد للظهور في مناسبة رسمية فإنها كانت تغطيه بغطاء الرأس الملكي الطويل ذي اللونين الأزرق والأحمر الذي تعلوه رأس الحية سيدة الحياة لتحميها, بينما تتطاير من خلفها الشرائط الحمراء لتدل علي مكانتها الملكية, وعندما تنتهي من كل شيء تلحق بأخناتون للإفطار, وكانت المربيات يأتين بالأطفال ليدللهم ويلاعبهم, ويتمتع بهم والداهما العطوفان.
وبعد ذلك يأتي دور ظهورهما أمام الشعب من نافذة خاصة, حيث كانت الشمس تضيء في بهاء وتجعل حليهما الذهبية ومجوهراتهما تتلألأ, ويرمي أخناتون بالزهور والعقود الذهبية إلي أتباعه الأوفياء الواقفين تحت النافذة وكان هذا الذهب لايزال يأتي إليه من جزية الجهات النائية من إمبراطوريته المهملة.
...................
ولكن المؤامرات أسودت سحاباتها وهطلت أمطارا أشد ظلمة وسوادا.. وآن لقصة الحب الجميلة أن تكون لها نهاية حزينة..
فقد انتصر كهان آمون.. وحطموا كل شيء.. وحرر الموت أخناتون من هجمة الحقد والغل والكراهية.. ورحل.. ليترك أجمل جميلات عصرها.. نفرتيتي وسط دوامة حزن لاينتهي.
ـــــــــــــــ
المصدر : اثار مصر .
Labels:
التاريخ الفرعوني,
حكايات شعبية فرعونية