قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
أسطورة الصراع بين "حورس" و"ست"
4:47 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
الصراع الابدي بين الخير والشر اوزير - ست |
أسطورة الصراع بين "حورس" و"ست"
تعد أسطورة "حورس وست" أو "الصراع بين حور وست" من أهم وأقدم الأساطير الدينية التي عرفتها الحضارة المصرية القديمة على الإطلاق، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال كثرة الإشارة إليها في المصادر الأدبية والجنائزية المختلفة عبر مختلف العصور. وقد اقترنت هذه الأسطورة بالصراع الأزلي بين الخير والشر، وارتبطت بأحداث أزلية وكونية، كما أنها ذات جذور تاريخية ضاربة في القدم تتعلق بنشأة وشرعية الملكية في مصر القديمة.
وقد ارتبطت بأسطورة "أوزير"، إلا أنها تبدو أقدم منها، إذ إنها تعكس جانباً من الصراع أو التنافس السياسي خلال عصر ما قبل الأسرات بين زعماء مصر السفلى الذين كانوا يحاربون تحت حماية معبودهم "حورس"، وزعماء مصر العليا الذين كانوا تحت حماية معبودهم "ست" رب مدينة "نوبت" في الصعيد. وفي إحدى مراحل الصراع نجح أهل الشمال في الاتجاه جنوباً حيث سيطروا على البلاد بأكملها وتم توحيد القطرين واتخذوا من "حورس" معبوداً رسمياً للبلاد.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن حوليات الملوك خلال العصور التاريخية قد ذكرت أن زعماء عصر ما قبل الأسرات قد عرفوا بلقب "شمسو حور" بمعنى أتباع حورس، كما أطلق على أرواح "به" وأرواح "نخن" لقب "شمسو حور"، وتتفق الآراء على أنهم كانوا بمثابة الملوك القدامى لهاتين المدينتين الممثلتين لمملكتي مصر العليا والسفلى، مما يشير إلى أن المعبود الصقر "حورس" كان مواكبًا للحياة السياسية للبلاد منذ تلك العصور.
هذا فضلاً عن الإشارة التي وردت في بردية تورين حول فترة حكم الأرباب للأرض والتي انتهت بحكم وريث عرش الإله "جب"، ومن هنا اعتبر الملوك خلال العصور التاريخية بمثابة خلفاء لحورس على الأرض، حيث توحد الملك الحاكم مع “حورس” بينما توحد الملك المتوفى مع (أبيه) "أوزير".
ولعل من الضروري التأكيد على أن كلاً من "حورس" و"ست" كان له دور ومكانة ذات درجة كبيرة من الأهمية في العقائد المصرية وفي الشئون السياسية، فكلا المعبودين كان له نصيب من تقديس وعبادة المصريين، كما كان لهم أدوار فعالة وهامة في العالم الآخر، تتضح من خلال نصوص الأهرام والتوابيت وكتاب الموتى، ولعبا دوراً هاماً في الرحلة اليومية لرب الشمس ضمن طاقم مركبها، كما هو واضح في كتاب "الإمي دوات"، و"البوابات"، وغيرها من الكتب الدينية.
وقد اعتبر كل من "حورس" و"ست" معاً راعيين للملكية - على الرغم مما صورته الأسطورة عن الصراع الدائر بينهما حول أحقيه كل منهما في العرش– ولذلك فقد اقترن اسم "حورس" بشخص ولقب الملك طيلة التاريخ المصري، فالملك هو ممثل "حورس" على الأرض، كما أن "ست" قد شغل مكان الصدارة باعتباره الإله الرسمي الرئيسي للبلاد في بعض فترات التاريخ، وفي أحيان أخرى شارك "حورس" هذه المكانة.
فمنذ بداية الأسرات جسدت النقوش والمناظر انتصار "حورس"، فقد صور الصقر "حورس" على صلاية نعرمر وهو يسحب رؤوس الأعداء بحبل، فضلاً عن تصويره أعلى واجهة القصر (السرخ) طوال عصر الأسرة الأولى، إلا أن الملك "برايب سن" من الأسرة الثانية قد وضع "ست" بدلاً منه أعلى واجهة القصر، ثم جاء "خع سخم وي" بعد ذلك ووضع كلا المعبودين كراعيين للملك، وصورهما معاً فوق (السرخ).
فكلا المعبودين كانا بمثابة شريكين متساويين أو خصمين متكافئين وحاميين للملكية، يتنافسان ويجتمعان وينفصلان، وفي بعض الأحيان لقبا بالأخوين (snwj)، وربما كان هذا اللقب يشير إلى الروابط الأسرية بينهما وأحياناً كان يشار إليهما بالسيدين أو الرفيقين أو المتصارعين، وكان "حورس" يجسد الشرعية، أما "ست" فهو يرمز للفوضى، وعدم الشرعية.
وهناك العديد من المناظر التي صورتهما معاً خلال بعض الطقوس أو الاحتفالات، ومنها طقوس تتويج الملك، حيث كانا يثبتان التاج فوق رأس الملك، ومن أقدمها مناظر تتويج الملك أوناس، والملك ببي الثاني، ثم توالت هذه المناظر فيما بعد، ومنها منظر يمثل تتويج الملك رمسيس الثاني صور على جدران معبد أبو سمبل الصغير، ويبدو أنه خلال إجراء الطقوس الفعلية، كان يقوم كاهنان من كبار الكهنة بتقمص دوري "حورس" و"ست".
ويبدو أن الصراع بين حور وست كان صراعاً حتمياً حتى يتم الحفاظ على توازن القوى في الكون، فمنذ عصر الأسرة الأولى اعتبر أن الملك قد استمد قوته وعرشه من السيدين معاً. وقد أشارت العديد من المصادر لهذا الصراع، وترجع أقدم الإشارات له في نصوص الأهرام، ونصوص التوابيت، وكتاب الموتى إلى جانب بعض المصادر الأخرى مثل "بردية اللاهون الرابعة" من الدولة الوسطى وقد كُتبت بالخط الهيراطيقيي، و"بردية ساليه الرابعة"، ولوحة الملك "شباكا" من الأسرة الخامسة والعشرين .
تعد أسطورة "حورس وست" أو "الصراع بين حور وست" من أهم وأقدم الأساطير الدينية التي عرفتها الحضارة المصرية القديمة على الإطلاق، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال كثرة الإشارة إليها في المصادر الأدبية والجنائزية المختلفة عبر مختلف العصور. وقد اقترنت هذه الأسطورة بالصراع الأزلي بين الخير والشر، وارتبطت بأحداث أزلية وكونية، كما أنها ذات جذور تاريخية ضاربة في القدم تتعلق بنشأة وشرعية الملكية في مصر القديمة.
وقد ارتبطت بأسطورة "أوزير"، إلا أنها تبدو أقدم منها، إذ إنها تعكس جانباً من الصراع أو التنافس السياسي خلال عصر ما قبل الأسرات بين زعماء مصر السفلى الذين كانوا يحاربون تحت حماية معبودهم "حورس"، وزعماء مصر العليا الذين كانوا تحت حماية معبودهم "ست" رب مدينة "نوبت" في الصعيد. وفي إحدى مراحل الصراع نجح أهل الشمال في الاتجاه جنوباً حيث سيطروا على البلاد بأكملها وتم توحيد القطرين واتخذوا من "حورس" معبوداً رسمياً للبلاد.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن حوليات الملوك خلال العصور التاريخية قد ذكرت أن زعماء عصر ما قبل الأسرات قد عرفوا بلقب "شمسو حور" بمعنى أتباع حورس، كما أطلق على أرواح "به" وأرواح "نخن" لقب "شمسو حور"، وتتفق الآراء على أنهم كانوا بمثابة الملوك القدامى لهاتين المدينتين الممثلتين لمملكتي مصر العليا والسفلى، مما يشير إلى أن المعبود الصقر "حورس" كان مواكبًا للحياة السياسية للبلاد منذ تلك العصور.
هذا فضلاً عن الإشارة التي وردت في بردية تورين حول فترة حكم الأرباب للأرض والتي انتهت بحكم وريث عرش الإله "جب"، ومن هنا اعتبر الملوك خلال العصور التاريخية بمثابة خلفاء لحورس على الأرض، حيث توحد الملك الحاكم مع “حورس” بينما توحد الملك المتوفى مع (أبيه) "أوزير".
ولعل من الضروري التأكيد على أن كلاً من "حورس" و"ست" كان له دور ومكانة ذات درجة كبيرة من الأهمية في العقائد المصرية وفي الشئون السياسية، فكلا المعبودين كان له نصيب من تقديس وعبادة المصريين، كما كان لهم أدوار فعالة وهامة في العالم الآخر، تتضح من خلال نصوص الأهرام والتوابيت وكتاب الموتى، ولعبا دوراً هاماً في الرحلة اليومية لرب الشمس ضمن طاقم مركبها، كما هو واضح في كتاب "الإمي دوات"، و"البوابات"، وغيرها من الكتب الدينية.
وقد اعتبر كل من "حورس" و"ست" معاً راعيين للملكية - على الرغم مما صورته الأسطورة عن الصراع الدائر بينهما حول أحقيه كل منهما في العرش– ولذلك فقد اقترن اسم "حورس" بشخص ولقب الملك طيلة التاريخ المصري، فالملك هو ممثل "حورس" على الأرض، كما أن "ست" قد شغل مكان الصدارة باعتباره الإله الرسمي الرئيسي للبلاد في بعض فترات التاريخ، وفي أحيان أخرى شارك "حورس" هذه المكانة.
فمنذ بداية الأسرات جسدت النقوش والمناظر انتصار "حورس"، فقد صور الصقر "حورس" على صلاية نعرمر وهو يسحب رؤوس الأعداء بحبل، فضلاً عن تصويره أعلى واجهة القصر (السرخ) طوال عصر الأسرة الأولى، إلا أن الملك "برايب سن" من الأسرة الثانية قد وضع "ست" بدلاً منه أعلى واجهة القصر، ثم جاء "خع سخم وي" بعد ذلك ووضع كلا المعبودين كراعيين للملك، وصورهما معاً فوق (السرخ).
فكلا المعبودين كانا بمثابة شريكين متساويين أو خصمين متكافئين وحاميين للملكية، يتنافسان ويجتمعان وينفصلان، وفي بعض الأحيان لقبا بالأخوين (snwj)، وربما كان هذا اللقب يشير إلى الروابط الأسرية بينهما وأحياناً كان يشار إليهما بالسيدين أو الرفيقين أو المتصارعين، وكان "حورس" يجسد الشرعية، أما "ست" فهو يرمز للفوضى، وعدم الشرعية.
وهناك العديد من المناظر التي صورتهما معاً خلال بعض الطقوس أو الاحتفالات، ومنها طقوس تتويج الملك، حيث كانا يثبتان التاج فوق رأس الملك، ومن أقدمها مناظر تتويج الملك أوناس، والملك ببي الثاني، ثم توالت هذه المناظر فيما بعد، ومنها منظر يمثل تتويج الملك رمسيس الثاني صور على جدران معبد أبو سمبل الصغير، ويبدو أنه خلال إجراء الطقوس الفعلية، كان يقوم كاهنان من كبار الكهنة بتقمص دوري "حورس" و"ست".
ويبدو أن الصراع بين حور وست كان صراعاً حتمياً حتى يتم الحفاظ على توازن القوى في الكون، فمنذ عصر الأسرة الأولى اعتبر أن الملك قد استمد قوته وعرشه من السيدين معاً. وقد أشارت العديد من المصادر لهذا الصراع، وترجع أقدم الإشارات له في نصوص الأهرام، ونصوص التوابيت، وكتاب الموتى إلى جانب بعض المصادر الأخرى مثل "بردية اللاهون الرابعة" من الدولة الوسطى وقد كُتبت بالخط الهيراطيقيي، و"بردية ساليه الرابعة"، ولوحة الملك "شباكا" من الأسرة الخامسة والعشرين .
ـــــــــ
اثار مصر
Labels:
التاريخ الفرعوني,
حكايات شعبية فرعونية