الفلك في مصر القديمة
الفلك في مصر القديمة |
عني المصري القديم بدراسة الفلك وساعد على ذلك مناخ مصر الجاف حيث تخلو السماء من الغيوم إلا في القليل النادر من ثم تكون دراسة السماوات سهلة ميسرة ، وكانت مواضع ومسارات الكواكب معروفة بفضل عمليات الرصد التي بدأت في وقت مبكر.
وكانت أهم مجموعتين من النجوم هما الدب الأكبر السبعة والتي كانت معروفة بالنجوم الخالدة، أما المجموعة الثانية فهي اريون "ساحو" والذي ك...ان يعتبر معبودا.
وأهم النجوم التي عرفوها هو النجم الشعري "سيروس " أو سوتيس، وتكمن أهميته أن ظهوره كان دليلا على الفيضان وكان يحتفل بظهوره في الفجر في الصيف كعيد ديني، وكانوا يعتبرون هذا النجم روحا لايزيس، وهناك أسطورة تقول إن الدموع التي تسكبها ايزيس عند الذكرى السنوية لموت زوجها اوزوريس هي التي تأتي بالفيضان.
وكانت هناك نصوصا وجدت على توابيت من الأسرة التاسعة وعرفت هذه النصوص باسم التقديم القطري أو ساعة النجوم القطرية، وهذه النصوص تعطي أسماء الديكونات (أي النجوم التي تظهر كل 10 أيام وقت شروق الشمس واحصوا منها 36 نجما) وكانت هذه النصوص توضع علي مقبرة الميت لمساعدته على تمييز أوقات الليل والنهار، وقد تطورت هذه النصوص بعد ذلك فأصبحت أكثر دقة .
كما وجد في مقابر بعض ملوك الدولة الحديثة تمثال لرجل جالس معه شبكة من النجوم، ووجد أيضا في النصوص المرافقة ( المتعلقة باليومين الأول والسادس عشر من كل شهر) مواقع للنجوم عن كل ساعة، نجم فوق الأذن اليسرى ثم نجم فوق الأذن اليمنى وهكذا دواليك.
أما بالنسبة للسنة ومدتها فقد استبعد الفلكيون السنة القمرية المكونة من 360 يوما ولكن مع الاحتفاظ بتقسيم السنة إلى 12 شهرا، يضم كل منها 30 يوما، ثم أضافوا 5 أيام زائفة ليجعلوا السنة تتفق مع الحقائق الفلكية وقد كان هناك تقويمان في العصر الفرعوني هما التقويم المدني الرسمي والتقويم الشمسي الفلكي .
والتقويم الرسمي تتكون فيه السنة من 365 يوما ولا توجد سنوات كبيسة بمعنى أن السنة كانت تفقد يوما كل 4 سنوات وقد ارتبط هذا التقويم بحادثة فلكية واحدة وهي الشروق السنوي للنجم (سيروس أو سيريوس) مع شروق الشمس نفسها ( شروقاً شمسيا) وقد تم تحديد هذا اليوم حسب التقويم اليولياني ( نسبة إلي يوليوس قيصر) وهو يوم 19 يوليو.
أما بالنسبة للتقويم الفلكي (الشمس) فهو يتكون من 365 يوما وربع اليوم، لذا كان يضاف يوما كل أربع سنوات للتقويم مما جعل بمرور الوقت السنة الرسمية (المدنية) تسبق السنة الفلكية بشهر كل 120سنة.
كما نجد التقويمين يتطابقان كل 1460 سنة لمدة 4 أيام .
وكان التقويم الفلكي يستخدم في الزراعة وتحديد الأعياد الدينية وقد قام أحد اليونانيين (يدعى سنسورنيوس ) باستنتاج تاريخين لسنتين حدث فيهما شروقاً شمسياً للنجم سيريوس أيام الفراعنة ، كما وصلت إلينا نصوص تذكر أيام الشروق الشمس للنجم سيريوس .
وتكمن أهمية هذه التواريخ في معرفة أزمنة حكم الملوك الذين حدث أثناء حكمهم شروق شمسي للنجم سيريووس بفضل النصوص التي وصلت إلينا بتلك الفترة .
وكان اليوم 24 ساعة يتساوى فيها عدد ساعات الليل والنهار، كذلك كان طول الساعة الزمنية يختلف حسب الفصول، ولقياس الزمن استخدموا المزاول والساعات المائية وكان يصاحب الساعة المائية تدريج لتعديل طول الساعة الزمنية حسب الأشهر.
ـــــ
اثار مصر