الماعت و ايقاع الكون |
الماعت و ايقاع الكون :-
اعتقد المصرى القديم أن ماعت ظهرت من محيط الماء الأزلى (نون) و هو محيط من الفوضى بعد ظهور رع (الطاقة الحيوية) و لذلك فهى ابنة رع . و الماعت هى القانون الأول أو الخطة الرئيسية أو الباترون الأساسى الذى بنيت عليه كل قوانين التوازن و التناغم التى تنظم حركة الكون و تطوره . من بحر الفوضى خرج النظام الكونى المبنى على التوازن و التناغم . و يقول الفيلسوف اليونانى العظيم فيثاغورس أن الكون بنى على العلاقة بين الأعداد و أن حركة الأفلاك ما هى الا علاقة بين الأعداد فى الفضاء ينتج عنها تناغم شديد هو أصل الموسيقى و هو ما يعرف بموسيقى الفلك . اذن ليست فقط الدقة هى ما بنى عليه النظام الكونى , و انما التوازن و التناغم .
كان الكون قبل خلق ماعت عبارة عن بحر من الطاقة الكامنة فى حالة من الفوضى يصفها الفيزيائيون ب "حساء النيوترون" تخلو من اللالكترونات و البروتونات , كان هناك فقط نيوترونات يتكون منها نواه شديدة الكثافه .
و كان الخلق بالكلمة أى بموجات صوتية حددت ترددات كل مخلوق و نتج عنها تكون أول الأشكال المنتظمه و هو حجر البن بن الذى ظهر من نون . و فى كتاب الظهور بالنهار يقول رع ( أنا أبدى , أنا الذى خلقت الكلمة أنا الكلمة)
فكان الخلق اذن بتحديد ترددات كل ما سيأتى للوجود بموجات صوتية , ونودى كل مخلوق باسمه و استدعى للوجود عن طريق تحديد موجات تردده عند بداية الخلق .
كانت قوانين الماعت هى التى تحفظ الكون من الوقوع مرة أخرى فى هاوية الفوضى , و هى أيضا التى تحافظ على ربط العوالم ببعضها فيما عرف بقانون السيمترية المنسوب الى تحوت "كما فوق كما تحت" , لذلك نلاحظ أن ماعت كانت هى زوجة تحوت فى ثامون الأشمونيين .
ارتبط مفهوم الماعت بالتقويم الفلكى عند المصرى القديم اذ كان أحد مراسم تتويج الملك فى مصر القديمة أن يقسم أنه لن يغير فى الماعت (النظام الكونى) بمعنى أنه لا يغير فى التقويم و يضيف يوما كل أربع سنوات لعمل سنه كبيسه كما نفعل نحن الآن , بل كان المصريون القدماء يتركون التقويم ليحدث له عملية ازاحة تستغرق دورة كاملة كل 1460 سنه . ذلك هو مفهوم الماعت عند المصرى القديم , و هو أن يعيش الانسان فى تناغم مع النظام الكونى بدون أن يعدل أو يغير فيه شيئا .
تأمل المصرى القديم فى الفلك فاكتشف أن الأفلاك تحكمها قوانين شديدة الدقة و التناغم فأراد أن يسود ذلك التناغم على الأرض أيضا لمنع عوامل الفوضى من الظهور لذلك كان الحرص على أن يتبع الانسان الدورات الفلكية كما هى بدون اضافة أيام للسنه الكبيسه كل أربع سنوات كما نفعل نحن الآن فى التقويم الجريجورى .
يتم اضافة يوم كل أربع سنوات للسنه الجريجورية لأن السنه تستغرق 365 يوما و ربع يوم . و يتسبب هذا الربع يوم فى تأخير بداية السنه يوما كل أربع سنوات .
يذكر الكاتب البلجيكى روبرت بوفال فى كتابه “The Egypt Code” أن الملك بطليموس الثالث حاول سنة 238 قبل الميلاد اضافة سنه كبيسه للتقويم المصرى لكنه قوبل بمعارضه شديده من الكهنه المصريين .
و لم تتم اضافة سنه كبيسه كل أربع سنوات الا فى عهد القيصر أغسطس سنة 30 قبل الميلاد .
الى هذا الحد حرص المصريون القدماء على عدم تعديل أى شئ فى التقويم الفلكى و حرصوا على جعله صوره نقيه لحركة الأفلاك كما هى بدون تدخل بشرى !
يقول روبرت بوفال أن التقويم الجريجورى الحالى برغم اضافة السنه الكبيسه كل أربع سنوات الا أنه غير دقيق و ذلك لأن السنه فى الحقيقه ليست 365 يوما و ربع , بل هى على وجد الدقه 365.2422 يوما , و يعنى هذا أن التقويم الجريجورى الذى يسير عليه العالم حاليا سيفقد يوما كاملا بعد 3000 سنه من بدايته , و سيكون على الفلكيين اعادة ضبط التقويم .
هذا التعديل البشرى على التقويم الفلكى اعتبره المصرى القديم خروج على قوانين الماعت , فكان التقويم المصرى القديم يتبع حركة الأفلاك كما هى و حرص المصرى القديم على ذلك أشد الحرص لكى يضمن أن تسود قوانين التناغم الكونى على الأرض .
فهم المصرى القديم الزمن على أنه دورات و ليس عدا تراكميا يسير فى خط مستقيم بلا نهاية كما نفعل نحن , لذلك نجد خلال التاريخ المصرى القديم أحداث كان يؤرخ لها على أنها وقعت فى يوم واحد من شهر واحد من سنة واحد , أى أن المصرى القديم كان يقوم بتصفير العداد و يبدأ العد من البداية مع بداية الدورة الفلكية الجديدة و هو ما يعكس فهم الزمن على انه دوره عندما تنتهى فقد انتهى الزمن و بدأ زمن جديد و هذا هو المفهوم الأقرب الى روح الماعت .
اذن فالتقويمات الحالية باعتمادها على أحداث أرضية لتحديد بداية السنه و أيضا بالتدخل البشرى فى ايقاعها يجعل البشر على الأرض غير متناغمين مع النظام الكونى (الماعت) , و بلغة الموسيقى نحن نعزف نغمة نشاز بالنسبة للكون , و علينا أن نصلح تلك النغمة النشاز و نعود لنعيش فى تناغم مع النظام الكونى (عنخ ام ماعت) .
تقول الحكمة المأثورة “go with the flow” , و التيار المقصود هنا هو التيار الكونى و حركة الأفلاك , فكما تدور الأفلاك فى دوائر فوقنا علينا أن نتبع حركتها فى تقويمنا حتى يكون "كما فوق كما تحت" كما قال تحوت فى ألواحه .
اعتقد المصرى القديم أن ماعت ظهرت من محيط الماء الأزلى (نون) و هو محيط من الفوضى بعد ظهور رع (الطاقة الحيوية) و لذلك فهى ابنة رع . و الماعت هى القانون الأول أو الخطة الرئيسية أو الباترون الأساسى الذى بنيت عليه كل قوانين التوازن و التناغم التى تنظم حركة الكون و تطوره . من بحر الفوضى خرج النظام الكونى المبنى على التوازن و التناغم . و يقول الفيلسوف اليونانى العظيم فيثاغورس أن الكون بنى على العلاقة بين الأعداد و أن حركة الأفلاك ما هى الا علاقة بين الأعداد فى الفضاء ينتج عنها تناغم شديد هو أصل الموسيقى و هو ما يعرف بموسيقى الفلك . اذن ليست فقط الدقة هى ما بنى عليه النظام الكونى , و انما التوازن و التناغم .
كان الكون قبل خلق ماعت عبارة عن بحر من الطاقة الكامنة فى حالة من الفوضى يصفها الفيزيائيون ب "حساء النيوترون" تخلو من اللالكترونات و البروتونات , كان هناك فقط نيوترونات يتكون منها نواه شديدة الكثافه .
و كان الخلق بالكلمة أى بموجات صوتية حددت ترددات كل مخلوق و نتج عنها تكون أول الأشكال المنتظمه و هو حجر البن بن الذى ظهر من نون . و فى كتاب الظهور بالنهار يقول رع ( أنا أبدى , أنا الذى خلقت الكلمة أنا الكلمة)
فكان الخلق اذن بتحديد ترددات كل ما سيأتى للوجود بموجات صوتية , ونودى كل مخلوق باسمه و استدعى للوجود عن طريق تحديد موجات تردده عند بداية الخلق .
كانت قوانين الماعت هى التى تحفظ الكون من الوقوع مرة أخرى فى هاوية الفوضى , و هى أيضا التى تحافظ على ربط العوالم ببعضها فيما عرف بقانون السيمترية المنسوب الى تحوت "كما فوق كما تحت" , لذلك نلاحظ أن ماعت كانت هى زوجة تحوت فى ثامون الأشمونيين .
ارتبط مفهوم الماعت بالتقويم الفلكى عند المصرى القديم اذ كان أحد مراسم تتويج الملك فى مصر القديمة أن يقسم أنه لن يغير فى الماعت (النظام الكونى) بمعنى أنه لا يغير فى التقويم و يضيف يوما كل أربع سنوات لعمل سنه كبيسه كما نفعل نحن الآن , بل كان المصريون القدماء يتركون التقويم ليحدث له عملية ازاحة تستغرق دورة كاملة كل 1460 سنه . ذلك هو مفهوم الماعت عند المصرى القديم , و هو أن يعيش الانسان فى تناغم مع النظام الكونى بدون أن يعدل أو يغير فيه شيئا .
تأمل المصرى القديم فى الفلك فاكتشف أن الأفلاك تحكمها قوانين شديدة الدقة و التناغم فأراد أن يسود ذلك التناغم على الأرض أيضا لمنع عوامل الفوضى من الظهور لذلك كان الحرص على أن يتبع الانسان الدورات الفلكية كما هى بدون اضافة أيام للسنه الكبيسه كل أربع سنوات كما نفعل نحن الآن فى التقويم الجريجورى .
يتم اضافة يوم كل أربع سنوات للسنه الجريجورية لأن السنه تستغرق 365 يوما و ربع يوم . و يتسبب هذا الربع يوم فى تأخير بداية السنه يوما كل أربع سنوات .
يذكر الكاتب البلجيكى روبرت بوفال فى كتابه “The Egypt Code” أن الملك بطليموس الثالث حاول سنة 238 قبل الميلاد اضافة سنه كبيسه للتقويم المصرى لكنه قوبل بمعارضه شديده من الكهنه المصريين .
و لم تتم اضافة سنه كبيسه كل أربع سنوات الا فى عهد القيصر أغسطس سنة 30 قبل الميلاد .
الى هذا الحد حرص المصريون القدماء على عدم تعديل أى شئ فى التقويم الفلكى و حرصوا على جعله صوره نقيه لحركة الأفلاك كما هى بدون تدخل بشرى !
يقول روبرت بوفال أن التقويم الجريجورى الحالى برغم اضافة السنه الكبيسه كل أربع سنوات الا أنه غير دقيق و ذلك لأن السنه فى الحقيقه ليست 365 يوما و ربع , بل هى على وجد الدقه 365.2422 يوما , و يعنى هذا أن التقويم الجريجورى الذى يسير عليه العالم حاليا سيفقد يوما كاملا بعد 3000 سنه من بدايته , و سيكون على الفلكيين اعادة ضبط التقويم .
هذا التعديل البشرى على التقويم الفلكى اعتبره المصرى القديم خروج على قوانين الماعت , فكان التقويم المصرى القديم يتبع حركة الأفلاك كما هى و حرص المصرى القديم على ذلك أشد الحرص لكى يضمن أن تسود قوانين التناغم الكونى على الأرض .
فهم المصرى القديم الزمن على أنه دورات و ليس عدا تراكميا يسير فى خط مستقيم بلا نهاية كما نفعل نحن , لذلك نجد خلال التاريخ المصرى القديم أحداث كان يؤرخ لها على أنها وقعت فى يوم واحد من شهر واحد من سنة واحد , أى أن المصرى القديم كان يقوم بتصفير العداد و يبدأ العد من البداية مع بداية الدورة الفلكية الجديدة و هو ما يعكس فهم الزمن على انه دوره عندما تنتهى فقد انتهى الزمن و بدأ زمن جديد و هذا هو المفهوم الأقرب الى روح الماعت .
اذن فالتقويمات الحالية باعتمادها على أحداث أرضية لتحديد بداية السنه و أيضا بالتدخل البشرى فى ايقاعها يجعل البشر على الأرض غير متناغمين مع النظام الكونى (الماعت) , و بلغة الموسيقى نحن نعزف نغمة نشاز بالنسبة للكون , و علينا أن نصلح تلك النغمة النشاز و نعود لنعيش فى تناغم مع النظام الكونى (عنخ ام ماعت) .
تقول الحكمة المأثورة “go with the flow” , و التيار المقصود هنا هو التيار الكونى و حركة الأفلاك , فكما تدور الأفلاك فى دوائر فوقنا علينا أن نتبع حركتها فى تقويمنا حتى يكون "كما فوق كما تحت" كما قال تحوت فى ألواحه .
ـــــــــــ
مدرسة بيت الحياة المصري