قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
هيباتيا ... شهيدة العلم
12:10 ص |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
هيباتيا ... شهيدة العلم |
هيباتيا ... شهيدة العلم ... :-
حزنت الاسكندريه و أظلمت الدنيا بعد مقتل هيباتيا فى السنه المذكوره , و خلت الأعوام من الأعلام فى العلم لعدة دهور , حتى جاء جابر المذكور بعد أربعة قرون , و لم تظهر فى سماء المعرفه نجوم من النساء لمدة ألف و خمسمائة عام و تحقق الوعيد الذى كان "كليمان" القسيس قد أطلقه من قبل ميلاد هيباتيا بقرنين من الزمان , يوم قال "انما جئت لأدمر أعمال الأنثى" .
البشر تعساء يهدمون ما ل
حزنت الاسكندريه و أظلمت الدنيا بعد مقتل هيباتيا فى السنه المذكوره , و خلت الأعوام من الأعلام فى العلم لعدة دهور , حتى جاء جابر المذكور بعد أربعة قرون , و لم تظهر فى سماء المعرفه نجوم من النساء لمدة ألف و خمسمائة عام و تحقق الوعيد الذى كان "كليمان" القسيس قد أطلقه من قبل ميلاد هيباتيا بقرنين من الزمان , يوم قال "انما جئت لأدمر أعمال الأنثى" .
البشر تعساء يهدمون ما ل
ا
يفهمون , و يدمرون الأنوثه لاعلاء الذكوره و هم لا يدركون أنهم بذلك
يخسرون السابق و اللاحق , و يحرمون الجوهر الانسانى من اكتماله البراق ,
فيعتم , فيعيش فى العتمه الرجال قبل النساء . ألا ساء ما يحكمون . و ربما
كان الأمر يهون , لو كان فى البشر من أمثال هيباتيا الكثير , لكن الرمل فى
الأرض هو الوفير . أما فصوص الجواهر فهى القليل النادر . لكن خراف الرب و
أغنامه و أغلب الدواب يرون المرعى أهم من المعنى و العشب أشح من الألماس .
ما الذى كان يشغل عقل هيباتيا ؟ ... صورة الأرض و موضعها بين أجرام السماء , فمن قبلها بقرون أبدع السكندرى البارع "كلوديوس بطليموس" كتابين , أحدهما فى جغرافية الأرض و الآخر فى شكل السماء .
لكنه كان يظن أن الأرض هى مركز الكون , فغلب ظنه على العلماء و الجهلاء , فهؤلاء انهمكوا فى شرح الكتابين و ايجاد الحل الرياضى لحركة الأفلاك حول الأرض و أولئك ظنوا أنه ما دامت الأرض مركز الكون , فان الانسان هو مركز الأرض و الون و ابن الاله . أفرأيت من اتخذ الهه هواه و قصره على الرجل من دون أمه و أنثاه . فلا هو عرف سر الانسان و لا أدرك للكون معنى و لا وصل يوما الى حقيقة الله .
كانت هيباتيا و هى طفله تتأمل أباها "ثيون السكندرى" و هو يشرح لطلاب العلم ما كتبه "بطليموس السكندرى" عن الفلك فتتمنى أن تكون يوما مثل أبيها , ثم كانت . لكنها اكتشفت يوما بعد يوم أن حسابات حركة الفلك لن تنضبط أبدا على هذا النحو و رأت فى كتابات "أريستارخوس السكندرى" صورة أخرى للأجرام السماوية . لكن هذه الكتابات لم تكن مكتملة . فتمنت أن تكملها يوما هى .
فانهمكت فى الأمر حتى كادت أن تتمه لولا أن قتلها المهووسون . فتأخر على البشرية هذا الاكتشاف زمنا طويلا , حتى نهضت أوروبا و قال "كوبرنيكوس" مقالته عن مركزية الشمس فى المجموعة الفلكية التى تدور حولها الكواكب و هذه الأرض فلا ثمة مركزية للانسان و لا معنى لما أعتقده أهل الظنون من أن الرجل هو صورة الله . فما الكل الا دوران فى دوران , و ما الدائر الا أتم الأشكال و من هنا جاء الاشكال و لذلك قال نيتشه و هو قريب العهد بهذا الزمان : "فى زاوية بعيده من الكون حيث تترامى آلاف النجوم و المجرات جاءت على أحد الكواكب حيوانات ذكيه اسمها البشر . و اخترعت المعرفه و كانت لحظة الاختراع هذه هى أكبر ما شهده التاريخ الكونى من زيف , و تبجح . غير أنها ليست سوى لحظه , اذ يكفى أن تتنهد الطبيعه حتى يفنى الكوكب و تموت الحيوانات الذكيه" .
-------------------------- -------------------------- -------------------------- -------------
مقتطف من مقال د. يوسف زيدان : الحكمة المؤنثه (2 – 7) ... هيباتيا الفاضلة .... الفاصله بين عصرين .
ما الذى كان يشغل عقل هيباتيا ؟ ... صورة الأرض و موضعها بين أجرام السماء , فمن قبلها بقرون أبدع السكندرى البارع "كلوديوس بطليموس" كتابين , أحدهما فى جغرافية الأرض و الآخر فى شكل السماء .
لكنه كان يظن أن الأرض هى مركز الكون , فغلب ظنه على العلماء و الجهلاء , فهؤلاء انهمكوا فى شرح الكتابين و ايجاد الحل الرياضى لحركة الأفلاك حول الأرض و أولئك ظنوا أنه ما دامت الأرض مركز الكون , فان الانسان هو مركز الأرض و الون و ابن الاله . أفرأيت من اتخذ الهه هواه و قصره على الرجل من دون أمه و أنثاه . فلا هو عرف سر الانسان و لا أدرك للكون معنى و لا وصل يوما الى حقيقة الله .
كانت هيباتيا و هى طفله تتأمل أباها "ثيون السكندرى" و هو يشرح لطلاب العلم ما كتبه "بطليموس السكندرى" عن الفلك فتتمنى أن تكون يوما مثل أبيها , ثم كانت . لكنها اكتشفت يوما بعد يوم أن حسابات حركة الفلك لن تنضبط أبدا على هذا النحو و رأت فى كتابات "أريستارخوس السكندرى" صورة أخرى للأجرام السماوية . لكن هذه الكتابات لم تكن مكتملة . فتمنت أن تكملها يوما هى .
فانهمكت فى الأمر حتى كادت أن تتمه لولا أن قتلها المهووسون . فتأخر على البشرية هذا الاكتشاف زمنا طويلا , حتى نهضت أوروبا و قال "كوبرنيكوس" مقالته عن مركزية الشمس فى المجموعة الفلكية التى تدور حولها الكواكب و هذه الأرض فلا ثمة مركزية للانسان و لا معنى لما أعتقده أهل الظنون من أن الرجل هو صورة الله . فما الكل الا دوران فى دوران , و ما الدائر الا أتم الأشكال و من هنا جاء الاشكال و لذلك قال نيتشه و هو قريب العهد بهذا الزمان : "فى زاوية بعيده من الكون حيث تترامى آلاف النجوم و المجرات جاءت على أحد الكواكب حيوانات ذكيه اسمها البشر . و اخترعت المعرفه و كانت لحظة الاختراع هذه هى أكبر ما شهده التاريخ الكونى من زيف , و تبجح . غير أنها ليست سوى لحظه , اذ يكفى أن تتنهد الطبيعه حتى يفنى الكوكب و تموت الحيوانات الذكيه" .
--------------------------
مقتطف من مقال د. يوسف زيدان : الحكمة المؤنثه (2 – 7) ... هيباتيا الفاضلة .... الفاصله بين عصرين .
Labels:
الإسكندرية ملكة الحضارات