المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

لغة الحضارات القديمة

لغة الحضارات القديمة
لغة الحضارات القديمة
لغة الحضارات القديمة :-
يقف الانسان المعاصر مندهشا متحيرا أمام رموز الحضارات القديمة , و يبدو له و كأن ما يراه من رموز يخص مخلوقات فضائية أتت من كواكب أخرى .
فاذا تأملنا رموز الحضارة المصرية القديمة مثلا , وجدناها تستعصى على فهمنا مع أننا أحفاد قدماء المصريين , نعيش على نفس الأرض التى كانوا يعيشون عليها و نأكل نفس الطعام و نزرع الأرض بنفس الطريقة تقريبا منذ آلاف السنين .
و كأن زلزالا وقع أدى الى انقسام وعى الانسان ما بين قديم و حديث و انهار الجسر الذى يربط بينهما فلم يعد أحدهما يفهم الآخر !!!
يقول عالم النفس السويسرى كارل يونج أن وعى انسان الحضارات القديمة كان يختلف عن وعى الانسان المعاصر , فقد كان الفص الايمن لدى الانسان قديما أنشط .
و الفص الأيمن للمخ هو الفص المسئول عن الحدس و الوحى و الالهام و التخاطر و الأحلام و الرؤى و كل ما يخص الاتصال بالعالم الآخر .
كان وعى الانسان القديم أشبه بالانسان الحالم , فالانسان عندما يحلم يرى أرواح الموتى الذين رحلوا عن عالمنا و يرى كيانات أو كائنات غريبة ربما لاتنتمى الى عالمنا .
عالم الأجلام هو عالم تسقط فهي الحواجز بين عالم المادة و عالم الروح و يستطيع الانسان فيه أن يتصل بالكائنات الأخرى و أيضا بأرواح الموتى من البشر .
كان انسان الحضارات القديمة أقدر على الاتصال بالعالم الاخر , و بأرواح الطبيعة أو الكائنات الالهية التى عرفها قدماء المصريين باسم "نترو" , و هى كيانات ربانية انبثقت عن الخالق الواحد عند بدأ الخلق لتقوم بعملية نشأة الكون و تطوره .
كانت لغة الحضارات القديمة لغة تصويرية , اذ أن الصورة أقدر على نقل المعانى الروحية و الكونية من لغة الألفاظ . فاللفظ لا يستطيع أبدا أن ينقل معانى أو رموز تتعلق بعوالم خفية غير مادية .
و أنت عندما تسأل شخصا أن يحكى لك عن حلم أو رؤيا رآها فى منامه تجده يعانى فى البحث عن ألفاظ مناسبه لكى يصف لك ما رآه فى الحلم , و يطيل فى وصف ما يرى محاولا بقدر ما يستطيع نقل الصورة التى رآها , و التى فى بعض الأحيان تكون خارج حدود العقل و المنطق المتعارف عليه فى عالمنا المادى .
و اذا تأملنا الرموز التى استخدها قدماء المصريين مثلا للتعبير عن النترو (الكائنات الالهية / أرواح الطبيعة / القوى الكونية) , وجدنا أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون صور الحيوانات للدلالة على بعض القوى الكونية , مثل البقرة رمز حتحور , و اللبؤه رمز سخمت و الصقر رمز حور .
و الباجث فى رموز الحضارات القديمة لا يجدر به أخذ تلك الرموز بشكل حرفى مباشر , فالمصرى القديم مثلا عندما كان يصور حتحور على شكل بقرة فى بعض النصوص لم يكن يتحدث فى سياق تلك النصوص عن البقرة بمعناها البيولوجى المعروف لنا و لكن البقرة كانت هى الكود أو الشفره ل "حتحور" و هى احد الكائنات الالهية التى تنظم ايقاع الأجرام السماوية بمجرة الطريق اللبنى .
و كذلك كل رموز النترو فى مصر القديمة هى رموز لكيانات الهية أو أرواح الطبيعة خارج حدود التجسد , و لا يمكن أخذ الرموز بالمعنى الحرفى لأن فى ذلك انحراف بتلك الرموز عن سياقها العلمى .
فاذا رأينا مثلا شخصا يقف فى وضع تبجيل أمام أحد النترو , مثل حتحور (البقرة) أو طائر البنو (العنقاء) , فنحن أمام مشهد تبجيل (وليس عبادة) أحد صفات و تجليات الخالق الواحد , و يكون تصوير الحيوان هنا مجرد شفرة أو كود لأحد قوانين الخلق .

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"