الماء و التطهر

الماء و التطهر
الماء و التطهر
الماء و التطهر :-
كان الفنان المصرى القديم يعبر عن التطهر برسم خط زجزاجى
(يحاكى شكل الموجة) مع انحناءه بسيطة تشبه القوس .
و فى هذه الجدارية الرائعة نجد أحد أندر أشكال التعبير عن "التطهر" .
فقد جعل الفنان الماء الطهور يتدفق من الوعاء , و صور الوعاء تصويرا انسانيا بان جعل له ساق و قدم .
و المتأمل للكتب السماوية المصرية يجد أن فكرة اكتساب الكائنات
(أو الكيانات) أقداما و أيادى فى العالم الآخر ترمز لاكتسابها قوة فائقة
أو خارقة .
و تصوير الماء و هو يتدفق من ذلك الوعاء الذى اكتسب أقداما , انما هو رمز للقدرة الفائقة للماء على "التطهير" .
حرص قدماء المصريين على النظافة و التطهر حرصا شديدا يصل الى حد
الهوس . فقد كان التطهر جزءا أساسيا من طقوس الكهنة فى المعابد ,
و كان عدد مرات الاستحمام بالنسبة للكهنة يصل الى 5 مرات فى
اليوم .
و فى عقيدة قدماء المصريين , كان الانسان الأنظف هو الأقرب الى الاله .
و كان مفهوم التطهر فى مصر القديمة يشمل تطهير الجسد و الروح أيضا .
و لا يقتصر التطهر على الحياه الدنيا فقط , و انما يستمر تطهير الروح فى
العالم الآخر بعد انتقالها الى الدوات (العالم النجمى) .
و من أكثر الكلمات التى تردت فى الكتب السماوية المصرية التى تصف رحلة الروح فى العالم الآخر كانت كلمة "التطهر" .
و هذا دليل على أن الانسان لا يحظى بالحياه الأبدية الى اذا تخلص تماما من كل أشكال الدنس , و أصبح روحا طاهرة لا يشوبها أى شئ يتعارض مع الماعت (النظام الكونى) .