كيف نفهم رموز الحضارة المصرية القديمة :-
من العقبات التى تواجه الباحث فى الحضارة المصرية القديمة و تجعله غير قادر على فهم رموزها , أننا نبالغ فى تقدير قيم حضارتنا الحديثة ,
و بالتالى نقوم باسقاط مفاهيمنا و قيمنا على رموز الحضارات القديمة مفترضين أنهم كانوا يمتلكون وعيا مشابها لوعينا , و النتيجة أننا غالبا
ما ننظر الى رموزهم نظرة شك و ريبة و نصمها بأنها بدائية و ساذجة .
و للأسف , سقط علم المصريات الحديث فى ذلك الفخ , لأن الباحث
فى علم المصريات لم يضع فى اعتباره التركيز على وعى الانسان القديم بما هو مادى و ما هو روحانى .
و بالرغم من وجود عدد كبير جدا من النصوص الدينية المصرية القديمة التى اهتم علماء المصريات بترجمتها , الا أن اهتمامهم بالبحث فى الخبرات و التجارب الروحانية التى أدت الى ظهور تلك النصوص كان أقل من اهتمامهم بشكل الطقوس الدينية و مظاهرها الخارجية .
و قد أدى اهمال دراسة وعى الانسان القديم الى عدم قدرتنا على فهم "كيف كان الانسان القديم يرى الكون" .
و من الخطأ أن يفترض الباحث فى علم نشأة الكون المصرى أن ذلك العلم وصل الى المصرى القديم بنفس المنهج العلمى الذى اتبعه انسان الحضارة الحديثة .
فالانسان القديم وصل الى العلم بطريقة أخرى , لأنه كان يمتلك وعيا مختلفا عنا .
ان الباحث فى الحضارة المصرية القديمة يرتكب خطأ كبير عندما يقحم رؤيته الشخصية للأحداث التاريخية القديمة و يفترض أن نظرة القدماء لنفس الحدث هى نفس نظرة انسان الحضارة الحديثة .
ان ما يعانى منه علم المصريات هو اهمال البعد السيكولوجى , و اغفال الماورائيات و العلوم الباطنية تلك العلوم التى بدونها تظل رموز الحضارة المصرية كتابا مغلقا يستعصى علينا فهمه .
و تبدأ تلك الرموز فى التكشف أمامنا اذا وضعنا غى اعتبارنا اختلاف وعى الانسان القديم عن وعينا , و اذا وضعنا جانبا الأحكام المسبقة التى نقوم على أساسها بتصنيف الأشياء بين حقيقى و زائف و بين تاريخى و ميثولوجى .
و اذا استطعنا تحقيق ذلك , فاننا بذلك نكون قد أقمنا حوارا مع ثقافة ازدهرت فى حقبة ماضية من تاريخ الانسانية و هى جزء من التطور الروحى للانسانية .
و بمرور الزمن , اختلف وعى الانسان و أصبحت رموز الحضارات القديمة تبدو لنا غريبة و مبهمة و كأنها رموز لكائنات أتت من كواكب أخرى !!!
و ما نمتلكه حاليا من وعى يختلف تماما عن وعى الانسان القديم هو مرحلة جديدة من التطور الروحى للانسانية , نختبر فيها الاحساس بالانفصالية , حيث كل انسان يريد أن يمر يجرب الشعور بالانفصال
و التميز عن "الآخر" , و الشعور بانفصال الداخل عن الخارج و انفصال الباطن عن الظاهر و انفصال المادى عن الروحى .
-------------------------- -------------------------- ---------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
كيف نفهم رموز الحضارة المصرية القديمة |
من العقبات التى تواجه الباحث فى الحضارة المصرية القديمة و تجعله غير قادر على فهم رموزها , أننا نبالغ فى تقدير قيم حضارتنا الحديثة ,
و بالتالى نقوم باسقاط مفاهيمنا و قيمنا على رموز الحضارات القديمة مفترضين أنهم كانوا يمتلكون وعيا مشابها لوعينا , و النتيجة أننا غالبا
ما ننظر الى رموزهم نظرة شك و ريبة و نصمها بأنها بدائية و ساذجة .
و للأسف , سقط علم المصريات الحديث فى ذلك الفخ , لأن الباحث
فى علم المصريات لم يضع فى اعتباره التركيز على وعى الانسان القديم بما هو مادى و ما هو روحانى .
و بالرغم من وجود عدد كبير جدا من النصوص الدينية المصرية القديمة التى اهتم علماء المصريات بترجمتها , الا أن اهتمامهم بالبحث فى الخبرات و التجارب الروحانية التى أدت الى ظهور تلك النصوص كان أقل من اهتمامهم بشكل الطقوس الدينية و مظاهرها الخارجية .
و قد أدى اهمال دراسة وعى الانسان القديم الى عدم قدرتنا على فهم "كيف كان الانسان القديم يرى الكون" .
و من الخطأ أن يفترض الباحث فى علم نشأة الكون المصرى أن ذلك العلم وصل الى المصرى القديم بنفس المنهج العلمى الذى اتبعه انسان الحضارة الحديثة .
فالانسان القديم وصل الى العلم بطريقة أخرى , لأنه كان يمتلك وعيا مختلفا عنا .
ان الباحث فى الحضارة المصرية القديمة يرتكب خطأ كبير عندما يقحم رؤيته الشخصية للأحداث التاريخية القديمة و يفترض أن نظرة القدماء لنفس الحدث هى نفس نظرة انسان الحضارة الحديثة .
ان ما يعانى منه علم المصريات هو اهمال البعد السيكولوجى , و اغفال الماورائيات و العلوم الباطنية تلك العلوم التى بدونها تظل رموز الحضارة المصرية كتابا مغلقا يستعصى علينا فهمه .
و تبدأ تلك الرموز فى التكشف أمامنا اذا وضعنا غى اعتبارنا اختلاف وعى الانسان القديم عن وعينا , و اذا وضعنا جانبا الأحكام المسبقة التى نقوم على أساسها بتصنيف الأشياء بين حقيقى و زائف و بين تاريخى و ميثولوجى .
و اذا استطعنا تحقيق ذلك , فاننا بذلك نكون قد أقمنا حوارا مع ثقافة ازدهرت فى حقبة ماضية من تاريخ الانسانية و هى جزء من التطور الروحى للانسانية .
و بمرور الزمن , اختلف وعى الانسان و أصبحت رموز الحضارات القديمة تبدو لنا غريبة و مبهمة و كأنها رموز لكائنات أتت من كواكب أخرى !!!
و ما نمتلكه حاليا من وعى يختلف تماما عن وعى الانسان القديم هو مرحلة جديدة من التطور الروحى للانسانية , نختبر فيها الاحساس بالانفصالية , حيث كل انسان يريد أن يمر يجرب الشعور بالانفصال
و التميز عن "الآخر" , و الشعور بانفصال الداخل عن الخارج و انفصال الباطن عن الظاهر و انفصال المادى عن الروحى .
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler