قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
فتحات للتهوية أم فتحات لانتقال الروح
3:43 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
فتحات للتهوية أم فتحات لانتقال الروح :-
كانت أولى النظريات التى ظهرت لمحاولة تفسير وجود فتحتان (واحدة فى اتجاه الشمال و الأخرى فى اتجاه الجنوب) بغرفة الملك بهرم خوفو , هى نظرية "فتحات التهوية" .
و هذه النظرية تفترض أن غرفة الملك كانت هى مكان دفن مومياء الملك خوفو و أن الفتحتان الغرض منهما "التهوية" . و من مؤيدى نظرية "فتحات التهوية" العالم الفرنسى (J.P. Lepre) , و قد دافع عن هذه النظرية فى كتابه (The Egyptian Pyramids) قائلا :
*** ان موقع غرفة الملك على هذا الارتفاع الشاهق (350 قدم فوق فتحة دخول الهرم) يؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة بها ما بين 10 الى 20 درجة فهرنهايت ووجود فتحات التهوية هو ما يساعد على ضبط درجة الحرارة و الحد من ارتفاعها ***
و لكن نظرية فتحات التهوية لا تقدم لنا تفسيرا مقنعا لوجود الفتحات .
فلو كان الهدف من هذه الفتحات هو فقط "التهوية" , فلماذا لم يقم المهندس بانشاء هذه الفتحات بشكل أفقى مستقيم , و هذ أسهل بكثير من جعلها تتجه بميل الى الأعلى .
ان انشاء الفتحات بشكل أفقى مستقيم كان سيؤدى نفس الغرض (التهوية) , و سيكون أسهل بكثير فى التنفيذ من انشاء الفتحات بميل الى أعلى .
ان التصميم الفريد للفتحتان الشمالية و الجنوبية بهذا الشكل المائل الى أعلى هو من أصعب التصميمات الهندسية و أشدها تعقيدا و أصعبها فى التنفيذ , و هو تصميم يتطلب من الجهد و الوقت التعب ما لا يوصف .
لماذا تكبد المصرى القديم كل هذه المشاق لجعل الفتحتان تتجهان بميل الى أعلى اذا كان الهدف منها هو "التهوية فقط" . لابد أن هناك سبب آخر وجيه , و لا يوجد ما هو أهم عند المصرى القديم من الدين ليكون سببا وجيها .
و من ثم بدأت تظهر نظريات جديدة لتفسير وجود الفتحات بغرفة الملك , و منها نظرية "فتحات الروح" , و هى نظرية تقول بأن الفتحات انشأت بهذه الطريقة لتكون فى اتجاه نجوم معينة فى السماء الشمالية (النجوم القطبية الشمالية) , و السماء الجنوبية (مجموعة أوريون) , لتخرج من روح الملك و تنتقل من الهرم الى السماء , لتعود الى الهرم مرة أخرى
و هكذا .
و أول من قدم نظرية "فتحات الروح" (soul-shaft) هو عالم الآثار البلجيكى
(J. Capart) فى عام 1924 , ثم تبعه عالم الآثار الألمانى (G.Steinford)
فى عام 1929 . ثم قام عالم الآثار الكسندر بدوى فى عام 1964 بتطوير هذه النظرية و تعميقها و قدم المزيد من الأدلة على أن هذه الفتحات هى فتحات لانتقال الروح بين الهرم و السماء . فالفتحة الشمالية موجهة الى النجوم القطبية الشمالية الثابته , بينما الفتحة الجنوبية موجهة الى النجوم الجنوبية المتحركة (أوريون) , و تلك هى محطات الروح المختلفة فى السماء بين ما هو ثابت و ما هو متغير .
و قد لاقت تفسيرات الكسندر بدوى ترحيبا واسعا من الأثريين فى أنحاء العالم .
و لكن نظرية "فتحات الروح" (soul-shafts) أيضا لا تقدم لنا التفسير الكامل للغرض من هذه الفتحات كما كان يراه المصرى القديم .
فالافتراض بأن روح الملك تنتقل مباشرة من غرفة الدفن الى السماء عن طريق فتحات الروح هى فكرة تتناقض مع كتب العالم الأخر المصرية .
فكتب العالم الآخر تصف لنا أن روح الانسان لا تنتقل الى السماء مباشرة بعد الموت , و انما يجب عليها أن تتبع طريقا معينا لكى تصل فى النهاية الى محطتها النهائية فى السماء .
و الطريق الذى يصل بالروح الى السماء يمر أولا بالأفق الغربى (آخت) , ثم بالدوات (العالم النجمى) , ثم بالأفق الشرقى , و هو المكان الذى يبعث منه الانسان و يولد من جديد كائنا سماويا و من ثم يصعد الى السماء .
فالفتحات بغرفة الملك لا تخص روح الملك , و انما هى رمز يتعلق بعلم نشأة الكون فى مصر القديمة . هى رمز يصف مرحلة مهمة جدا من نشأة الكون و هى المرحلة التى انفصلت فيها روح الاله عن جسد الأرض الأزلية . هذ الانفصال الذى مهد الطريق بعد ذلك لخلق النجوم و الكواكب و المجرات .
ان التفسير الكامل للفتحات الشمالية و الجنوبية بغرفة الملك (و كذلك كل أجزاء الهرم) لا يمكن الوصول اليه الا عن طريق فهم الديانة المصرية
القديمة , و فهم قصة الخلق كما فهمها المصرى القديم .
-------------------------- -------------------------- --------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford
فتحات للتهوية أم فتحات لانتقال الروح |
كانت أولى النظريات التى ظهرت لمحاولة تفسير وجود فتحتان (واحدة فى اتجاه الشمال و الأخرى فى اتجاه الجنوب) بغرفة الملك بهرم خوفو , هى نظرية "فتحات التهوية" .
و هذه النظرية تفترض أن غرفة الملك كانت هى مكان دفن مومياء الملك خوفو و أن الفتحتان الغرض منهما "التهوية" . و من مؤيدى نظرية "فتحات التهوية" العالم الفرنسى (J.P. Lepre) , و قد دافع عن هذه النظرية فى كتابه (The Egyptian Pyramids) قائلا :
*** ان موقع غرفة الملك على هذا الارتفاع الشاهق (350 قدم فوق فتحة دخول الهرم) يؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة بها ما بين 10 الى 20 درجة فهرنهايت ووجود فتحات التهوية هو ما يساعد على ضبط درجة الحرارة و الحد من ارتفاعها ***
و لكن نظرية فتحات التهوية لا تقدم لنا تفسيرا مقنعا لوجود الفتحات .
فلو كان الهدف من هذه الفتحات هو فقط "التهوية" , فلماذا لم يقم المهندس بانشاء هذه الفتحات بشكل أفقى مستقيم , و هذ أسهل بكثير من جعلها تتجه بميل الى الأعلى .
ان انشاء الفتحات بشكل أفقى مستقيم كان سيؤدى نفس الغرض (التهوية) , و سيكون أسهل بكثير فى التنفيذ من انشاء الفتحات بميل الى أعلى .
ان التصميم الفريد للفتحتان الشمالية و الجنوبية بهذا الشكل المائل الى أعلى هو من أصعب التصميمات الهندسية و أشدها تعقيدا و أصعبها فى التنفيذ , و هو تصميم يتطلب من الجهد و الوقت التعب ما لا يوصف .
لماذا تكبد المصرى القديم كل هذه المشاق لجعل الفتحتان تتجهان بميل الى أعلى اذا كان الهدف منها هو "التهوية فقط" . لابد أن هناك سبب آخر وجيه , و لا يوجد ما هو أهم عند المصرى القديم من الدين ليكون سببا وجيها .
و من ثم بدأت تظهر نظريات جديدة لتفسير وجود الفتحات بغرفة الملك , و منها نظرية "فتحات الروح" , و هى نظرية تقول بأن الفتحات انشأت بهذه الطريقة لتكون فى اتجاه نجوم معينة فى السماء الشمالية (النجوم القطبية الشمالية) , و السماء الجنوبية (مجموعة أوريون) , لتخرج من روح الملك و تنتقل من الهرم الى السماء , لتعود الى الهرم مرة أخرى
و هكذا .
و أول من قدم نظرية "فتحات الروح" (soul-shaft) هو عالم الآثار البلجيكى
(J. Capart) فى عام 1924 , ثم تبعه عالم الآثار الألمانى (G.Steinford)
فى عام 1929 . ثم قام عالم الآثار الكسندر بدوى فى عام 1964 بتطوير هذه النظرية و تعميقها و قدم المزيد من الأدلة على أن هذه الفتحات هى فتحات لانتقال الروح بين الهرم و السماء . فالفتحة الشمالية موجهة الى النجوم القطبية الشمالية الثابته , بينما الفتحة الجنوبية موجهة الى النجوم الجنوبية المتحركة (أوريون) , و تلك هى محطات الروح المختلفة فى السماء بين ما هو ثابت و ما هو متغير .
و قد لاقت تفسيرات الكسندر بدوى ترحيبا واسعا من الأثريين فى أنحاء العالم .
و لكن نظرية "فتحات الروح" (soul-shafts) أيضا لا تقدم لنا التفسير الكامل للغرض من هذه الفتحات كما كان يراه المصرى القديم .
فالافتراض بأن روح الملك تنتقل مباشرة من غرفة الدفن الى السماء عن طريق فتحات الروح هى فكرة تتناقض مع كتب العالم الأخر المصرية .
فكتب العالم الآخر تصف لنا أن روح الانسان لا تنتقل الى السماء مباشرة بعد الموت , و انما يجب عليها أن تتبع طريقا معينا لكى تصل فى النهاية الى محطتها النهائية فى السماء .
و الطريق الذى يصل بالروح الى السماء يمر أولا بالأفق الغربى (آخت) , ثم بالدوات (العالم النجمى) , ثم بالأفق الشرقى , و هو المكان الذى يبعث منه الانسان و يولد من جديد كائنا سماويا و من ثم يصعد الى السماء .
فالفتحات بغرفة الملك لا تخص روح الملك , و انما هى رمز يتعلق بعلم نشأة الكون فى مصر القديمة . هى رمز يصف مرحلة مهمة جدا من نشأة الكون و هى المرحلة التى انفصلت فيها روح الاله عن جسد الأرض الأزلية . هذ الانفصال الذى مهد الطريق بعد ذلك لخلق النجوم و الكواكب و المجرات .
ان التفسير الكامل للفتحات الشمالية و الجنوبية بغرفة الملك (و كذلك كل أجزاء الهرم) لا يمكن الوصول اليه الا عن طريق فهم الديانة المصرية
القديمة , و فهم قصة الخلق كما فهمها المصرى القديم .
--------------------------
من كتاب (Pyramid of Secrets) للكاتب البريطانى Alan Alford