بيت الحياة بيت العلم :-
لم يكن بيت الحياة فى مصر القديمة مجرد مكتبة يستمد منها ملوك مصر
نصوص العالم الآخر المسجلة على جدران مقابرهم , و انما هو مصدر كل
العلوم التى يحتاجون للاطلاع عليها للوصول الى "الحكمة" التى كانت أهم الصفات الواجب توافرها فى من يستحق عرش مصر .
يقول الملك رمسيس الرابع انه قرأ كل الكتب الموجودة فى بيت الحياة ,
و بذلك اطلع على أسرار أوزير .
أما "خا-سخم-رع" (Khasekhemre-Neferhotep) فيقول انه قرأ كل
كتب "آتوم" الموجودة بهليوبوليس و بذلك اطلع على أسرار خلق الانسان و كيف خلقت الكائنات الالهية و لماذا اختارت تلك الصور المعينة لتظهر بها فى العالم المادى (الصقر لحورس , و طائر الايبيس لتحوت ,
و ابن آوى لأنوبيس , الخ) .
كما يروى لنا الأدب المصرى أيضا أن مكتبة بيت الحياة كانت ملاذا
لملوك مصر يستمدون منها المشورة وقت الأزمات و يبحثون فيها عن
حلول للمشاكل . فقد حدث فى عصر الملك زوسر (من الأسرة الثالثة)
أن تأخر فيضان النيل لمدة 7 سنوات متتالية مما هدد بحدوث مجاعة .
فماذا كان رد فعل الملك زوسر و كيف تصرف حيال هذه الأزمة ؟
كان الحل فى نظر الملك موجودا فى "مكتبة بيت الحياه" , فقد أبدى رغبته فى الذهاب الى كبير كهنة هرموبوليس (و هى مدينة تحوت)
و القيام بزيارة مكتبة بيت الحياة بهذه المدينة المقدسة لقراءة
لفائف البردى المحفوظة بها و الاطلاع على أسرار "حابى"
(رب النيل) و علاقته بمنابع النيل .
كان الصرح المعمارى لبيت الحياة فى مصر القديمة هو عبارة عن
نموذج مصغر للكون (microcosm) , يقول الكاتب (Dimitri Meeks)
واصفا بيت الحياة :-
*** كان بيت الحياة فى نظر المصرى القديم نموذجا مصغرا للكون
"microcosm" . ففى مركز الصرح المعمارى لبيت الحياة كان هناك دائما
رمز الحياة , ألا و هو أوزير . أما أركانه الأربعة فكانت تحرسها ايزيس و نفتيس و حورس و تحوت . و كان "جب" هو أرض بيت الحياة و نوت
هى سماؤه ***
و فى كل عام كان الكهنة فى بيت الحياة يقومون بأحد الطقوس المقدسة التى ارتبطت ارتباطا وثيقا بوظيفة هذه المؤسسة العلمية , حيث كانوا يصنعون دمية صغيرة لأوزير على هيئة مومياء مكفنة فى لفائف الكتان , و يضعون هذه الدمية داخل تابوت صغير يحمل علامة العنخ (مفتاح الحياة) . و كان التابوت يحمل أحد ألقاب أوزير التى تصفه بأنه "الذى كان موجودا من قبل" .
يقوم الكهنة فى هذا الطقس بمحاكاة ما فعله تحوت فى الزمن الأول عندما نطق بكلمات الهية مقدسة أعادت أوزير الى الحياة مرة أخرى .
و هذا الطقس الخاص ببيت الحياة يوضح لنا المعنى الحقيقى لمصطلح
بيت الحياة , وهو "الحياة الأبدية / الخلود" . فبعث أوزير و عوته الى الحياة
مرة أخرى ليس معناه العودة الى نفس الحياة السابقة و انما المعنى المقصود هو الحياة الأبدية / الخلود .
كان بيت الحياة فى مصر القديمة هو بيت الكتابة و الكتب و الكلمة المكتوبة و الكلمة المكتوبة لها قدرة سحرية و هى التى تكسب الطقوس الدينية قوة التأثير على العالم المادى .
و فى الأدب المصرى القديم كانت كل الكتب المقدسة المحفوظة بمكتبة
بيت الحياة توصف بكلمة واحدة هى "تجليات رع" , و هو مصطلح يشير
الى الكائنات الالهية التى خرجت من الاله الواحد الخالق فى الزمن الأول
من كل هذا ندرك أن الكتب و الكتابة كانت تحظى بالتقديس و التبجيل فى مصر القديمة لأن الكتاب المقدس هو "تجليات الخالق" .
-------------------------- -------------------------- -------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) , للكاتب البريطانى
(Alan F. Alford)
بيت الحياة بيت العلم |
لم يكن بيت الحياة فى مصر القديمة مجرد مكتبة يستمد منها ملوك مصر
نصوص العالم الآخر المسجلة على جدران مقابرهم , و انما هو مصدر كل
العلوم التى يحتاجون للاطلاع عليها للوصول الى "الحكمة" التى كانت أهم الصفات الواجب توافرها فى من يستحق عرش مصر .
يقول الملك رمسيس الرابع انه قرأ كل الكتب الموجودة فى بيت الحياة ,
و بذلك اطلع على أسرار أوزير .
أما "خا-سخم-رع" (Khasekhemre-Neferhotep) فيقول انه قرأ كل
كتب "آتوم" الموجودة بهليوبوليس و بذلك اطلع على أسرار خلق الانسان و كيف خلقت الكائنات الالهية و لماذا اختارت تلك الصور المعينة لتظهر بها فى العالم المادى (الصقر لحورس , و طائر الايبيس لتحوت ,
و ابن آوى لأنوبيس , الخ) .
كما يروى لنا الأدب المصرى أيضا أن مكتبة بيت الحياة كانت ملاذا
لملوك مصر يستمدون منها المشورة وقت الأزمات و يبحثون فيها عن
حلول للمشاكل . فقد حدث فى عصر الملك زوسر (من الأسرة الثالثة)
أن تأخر فيضان النيل لمدة 7 سنوات متتالية مما هدد بحدوث مجاعة .
فماذا كان رد فعل الملك زوسر و كيف تصرف حيال هذه الأزمة ؟
كان الحل فى نظر الملك موجودا فى "مكتبة بيت الحياه" , فقد أبدى رغبته فى الذهاب الى كبير كهنة هرموبوليس (و هى مدينة تحوت)
و القيام بزيارة مكتبة بيت الحياة بهذه المدينة المقدسة لقراءة
لفائف البردى المحفوظة بها و الاطلاع على أسرار "حابى"
(رب النيل) و علاقته بمنابع النيل .
كان الصرح المعمارى لبيت الحياة فى مصر القديمة هو عبارة عن
نموذج مصغر للكون (microcosm) , يقول الكاتب (Dimitri Meeks)
واصفا بيت الحياة :-
*** كان بيت الحياة فى نظر المصرى القديم نموذجا مصغرا للكون
"microcosm" . ففى مركز الصرح المعمارى لبيت الحياة كان هناك دائما
رمز الحياة , ألا و هو أوزير . أما أركانه الأربعة فكانت تحرسها ايزيس و نفتيس و حورس و تحوت . و كان "جب" هو أرض بيت الحياة و نوت
هى سماؤه ***
و فى كل عام كان الكهنة فى بيت الحياة يقومون بأحد الطقوس المقدسة التى ارتبطت ارتباطا وثيقا بوظيفة هذه المؤسسة العلمية , حيث كانوا يصنعون دمية صغيرة لأوزير على هيئة مومياء مكفنة فى لفائف الكتان , و يضعون هذه الدمية داخل تابوت صغير يحمل علامة العنخ (مفتاح الحياة) . و كان التابوت يحمل أحد ألقاب أوزير التى تصفه بأنه "الذى كان موجودا من قبل" .
يقوم الكهنة فى هذا الطقس بمحاكاة ما فعله تحوت فى الزمن الأول عندما نطق بكلمات الهية مقدسة أعادت أوزير الى الحياة مرة أخرى .
و هذا الطقس الخاص ببيت الحياة يوضح لنا المعنى الحقيقى لمصطلح
بيت الحياة , وهو "الحياة الأبدية / الخلود" . فبعث أوزير و عوته الى الحياة
مرة أخرى ليس معناه العودة الى نفس الحياة السابقة و انما المعنى المقصود هو الحياة الأبدية / الخلود .
كان بيت الحياة فى مصر القديمة هو بيت الكتابة و الكتب و الكلمة المكتوبة و الكلمة المكتوبة لها قدرة سحرية و هى التى تكسب الطقوس الدينية قوة التأثير على العالم المادى .
و فى الأدب المصرى القديم كانت كل الكتب المقدسة المحفوظة بمكتبة
بيت الحياة توصف بكلمة واحدة هى "تجليات رع" , و هو مصطلح يشير
الى الكائنات الالهية التى خرجت من الاله الواحد الخالق فى الزمن الأول
من كل هذا ندرك أن الكتب و الكتابة كانت تحظى بالتقديس و التبجيل فى مصر القديمة لأن الكتاب المقدس هو "تجليات الخالق" .
--------------------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) , للكاتب البريطانى
(Alan F. Alford)