المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

اللغة المقدسة

اللغة المقدسة :-
اللغة المقدسة
اللغة المقدسة

اللغة هى وعاء الفكر الانسانى و ما يحويه هذا الفكر من علوم
و فلسفات . و قد عبرت اللغة المصرية القديمة بكل بلاغة عن كل ما أراد المصرى القديم أن يدونه من علوم كونية .
كان قدماء المصريين يطلقون على لغتهم اسم "مدو – نترو"
(medu-neteru) أى الكلمات الالهية/المقدسة .
و كان الاغريق يطلقون على اللغة المصرية القديمة اسم
"Hieroglyphs" و تعنى أيضا الرموز /الالهية/المقدسة" .
كانت رموز الكتابة المصرية القديمة هى مفردات لغة الهية/كونية
لأن كل رمز من رموزها يحمل معنى قائما بذاته , بالاضافة الى
امكانية استخدامه للتعبير عن قيمة صوتية .
و بخلاف لغات البدو (العربية و العبرانية) التى لم تعرف من مستويات
التعبير سوى لغة الألفاظ المنطوقة , نجد أن اللغة المصرية القديمة
عرفت ثلاثة مستويات للتعبير : -
*** المستوى الأول للتعبير هو لغة الألفاظ المنطوقة , و نجد مثال
ذلك فى متون الأهرام . فكل نص من نصوص الأهرام يطلق عليه
(Utterance) أى كلمات تقرأ/ترتل . تنفرد "متون الأهرام" من بين
كل الكتب السماوية المصرية بأنها تعتمد بالكامل على لغة
اللفظ/النطق/الترتيل . و قد عبرت لغة متون الأهرام بكل بلاغة عما
تحويه هذه النصوص المقدسة من موضوعات مثل علم نشأة الكون
و تطوره و عن العالم الآخر و الدوات (العالم النجمى/البرزخ) ,
و عن الكائنات الالهية (النترو) و رحلة الروح فى العالم الآخر .
بل أن هناك أبحاث ظهرت حديثا تفترض أن متون الأهرام هى نصوص
علمية تصف المادة السوداء فى الكون و الفيزياء الكمية .
و لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع الشيق يمكنك قراءة
*** أما المستوى الثانى للتعبير فهو "لغة التصوير" .
تميزت لغة الحضارات القديمة أنها كانت تعتمد بشكل أساسى
على التعبير التصويرى , لأن الصورة أقدر على التعبير عن وعى
انسان الحضارات القديمة . يقول عالم النفس السويسرى كارل
يونج ان لغة الحضارات القديمة كانت أقرب الى لغة الأحلام
فرموزها هى نفس الرموز التى تظهر للانسان فى الأحلام و
الرؤى . كان وعى انسان الحضارات القديمة فى حالة أقرب الى
وعى الانسان النائم , فهو متصل بأكثر من عالم فى وقت واحد
يعيش فى العالم المادى , و فى نفس الوقت هناك جزء من وعيه
موجود فى العالم النجمى .
و قد دونت معظم الكتب السماوية المصرية بلغة التصوير , مثل
كتاب الطريقين (و هو أحد نصوص التوابيت) , و كتاب الخروج الى
النهار (كتاب الموتى) , و كتاب الأمدوات (وصف ما هو كائن فى العالم
الآخر) , و كتاب الأرض و كتاب نوت و كتاب البقرة السماوية .
و أشهر الأمثلة على بلاغة المصرى القديم فى استخدام اللغة
التصويرية هو مشهد المحاكمة الشهير الذى جاء فى كتاب الخروج
الى النهار . و هو مشهد يصور وقوف الانسان فى قاعة الماعت يوم
الحساب لكى يوزن قلبه و تقيم أعماله فى الحياة الدنيا . و المشهد
يعتمد بشكل أساسى على التعبير التصويرى فلا توجد فيه من
الألفاظ المنطوقة سوى القليل , و مع ذلك فالمشهد ينضح بالمعنى
بكل سلاسة ووضوح , لدرجة لا يختلف عليها اثنان .
لا يوجد اثنان فى العالم يختلفان على أن مشهد المحاكمة الذى جاء
فى كتاب الخروج الى النهار يصور وزن قلب الانسان يوم الحساب .
استخدم المصرى القديم لغة التصوير ببراعة للتعبير عن العلوم
الروحانية و الكونية فى كتب العالم الآخر مثل رحلة الروح فى الدوات
(العالم النجمى) , و وزن القلب , و ما يوجد فى العالم الآخر من
مناطق خطرة و أماكن أخرى آمنة و رائعة الجمال مثل حقول الرضا
(سخت – حتب) , و حقول الايارو .
كما عبرت لغة التصوير ببراعة عن أبعاد الكون الخفية و رحلة "رع" فى
الدوات كما جاء فى كتاب الأمدوات و كتاب البوابات . و عن عالم السماء
و ما فيه و من فيه كما جاء فى كتاب نوت و كتاب الليل و كتاب النهار .
و أيضا عن عالم باطن الأرض و أسرار خلق الأرض كما جاء فى كتاب
الأرض .
*** أما المستوى الثالث للتعبير فهو "المعمار" .
استخدم المصرى القديم الهندسة المعمارية كوسيلة لتدوين
ما لديه من علم .
يقول الكاتب الأمريكى "جون أنتونى ويست" ان المعبد فى
مصر القديمة لم يكن مجرد مكان لتلقين تعاليم دينية , و انما
كان المعبد هو نفسه "العلوم الدينية" .
كان المصرى القديم يستخدم الهندسة المعمارية للتعبير عن
ما لديه من علوم و خصوصا علم نشأة الكون . و ذلك باستخدام
تطبيقات معينة للقوانين التى نشأ بها الكون , و منها النسبة
الذهبية التى نجدها فى كل شئ فى الكون من المجرات الى
قواقع البحار , كما نجدها فى كل أجزاء جسم الانسان .
لم يعبر المصرى القديم عن قوانين النسبة الذهبية و علاقتها
بنشأة الكون و خلق الانسان باستخدام قوانين علمية جافة
كما يفعل العلم الحديث , و انما قام بالتعبير عن النظريات
العلمية عن طريق استخدام تطبيقاتها فى المعمار .
كانت كل معابد مصر هى وسيلة للتعبير عن ما توصل اليه
عقل المصرى القديم من قوانين كونية .
و بذلك يمكننا أن نقول أن معابد مصر كانت عبارة عن كتب
سماوية , دونت بأسلوب فريد هو أسلوب "التعبير المعمارى"
و كذلك كانت الأهرامات , حيث يعتبر هرم خوفو درة تاج
المعمار المصرى , و هو كتاب سماوى يحكى قصة الخلق
و القوانين التى تربط الانسان بعالم الروح و عالم المادة
و علاقة الانسان بالاله و الكون .

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"