مصر مهد علم الطب

مصر مهد علم الطب :-
مصر مهد علم الطب
مصر مهد علم الطب

فى طفولة هذا العالم , كانت مصر رائده فى تطوير الطب و اليها يرجع الفضل فى رفع العلاج الى مستوى لم يبلغه أحد فى أى مكان آخر .
فقد أحرزت تقدما مدهشا سواء فى تشخيص الأمراض أو علاجها ,
حتى علم أسباب و أعراض الأمراض (الباثولوجى) أثار اهتماما واسعا لديها و تدلنا بردية ادوين سميث (Edwin Smith Papyrus)
على أن تشريح الجسم البشرى كان يزاول بصفة منتظمة فى تلك الأزمنة القديمة .
و أحرزت المدارس الطبية التى كانت ملحقة التحاقا وثيقا بكهانة مصر
و معابدها شهرة كبيرة واسعة .
فكان أطباؤها المتخصصون يستدعون لعلاج الملوك و الأثرياء فى بلاد بعيدة كما يحدثنا بذلك هيرودوت و كان تلقى أى طبيب أجنبى تعليما
فى مصر بمثابة جواز للنجاح , و هذه الشهرة يعترف بها هوميروس
اذ يقول فى الأوديسا (فى مصر الرجال ماهرون فى الطب أكثر من أى جنس بشرى آخر) .
و خصصت معظم الأجناس القديمة فى العالم مكانا فى أساطيرها الدينية لواحد أو أكثر من آلهة الطب و المصريون القدماء كغيرهم من الحضارات القديمة كانت لهم "نترو" (كائنات الهية) يعزون اليها اختراع مختلف الفنون و العلوم بما فيها الطب .
و من هؤلاء الذين يشار اليهم فى هذا الصدد "تحوت" الذى اشتهر باختراع الكتابة و الحساب و تأليف كتب دينية و علمية منها رسائل
فى الطب .
و كذلك "رع" و "ايزيس" صانعة المعجزات (ويريت حكاو) و ابنها "حور" (حورس) و" بتاح" رب ممفيس .
و لكن كل هؤلاء كانوا "نترو" (كائنات الهية) و حتى اذا كان البعض منهم مؤسسا على نموذج بشرى فى الأصل فانها تظل رغم ذلك مفتقرة الى الارتباط بشخصية بشرية معروفة و محدده .
و لذلك فان ايمحوتب الشهير يثير اهتماما فائقا يتجاوز الحد .
فهو قد ظهر لأول مرة على مسرح التاريخ كوزير و طبيب للملك "زوسر" مؤسس الأسرة الثالثه .
و استطاع أن يؤثر بشدة فى مواطنيه بمهارته فى علاج الأمراض الى درجة أنهم رفعوه فى النهاية الى مرتبة النترو (الكائنات الالهية) .
-----------------------------------------------------------------------------
مقتطف من كتاب (ايمحوتب اله الطب و الهندسه) للطبيب الانجليزي جاميسون هارى , ترجمة "محمد العزب موسى"
و الصورة من معبد كوم أمبو و هى توضح أدوات الجراحة التى كان يستخدمها الجراحون فى مصر القديمة