قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
فن النحت فى الدولة الوسطى
9:57 م |
Posted by
Cleopatra Egypt
نبذة عن فن النحت
كانت التماثيل بين أهم العلامات المميزة للفن المصري القديم ،وكانت للتمثال مهمة أساسية في المقبرة عبر العصور الفرعونية ؛وهي تمكين الروح من التعرف علي ملامح الشخص المتوفي،فلا تخطئه في الدار الاخرة .و ازدهر فن النحت في الدولة القديمة والوسطى والحديثة ،وأثمرعددا من
التماثيل بأنواع مختلفة ،واستخدم المصريون حجم التمثال للتعبير عن الوضع الأجتماعى.فحجم تمثال الفرعون كان يفوق الحجم الطبيعى، ويزن احيانا عدة أطنان. وكانت تماثيل الكتبة و موظفي البلاط بالحجم الطبيعي تقريبا. وأما تماثيل الخدم والعمال فكانت، رغم دقتها العالية، أصغر حجما، ولا يزيد ارتفاعها في العادة عن 50 سنتيمترا.وقد اظهرت تلك التماثيل الخادم في أوضاع العمل المختلفة. وهذا اضافة الي تماثيل الأوشابتى بالغة الصغر التى لا يزيد ارتفاعها علي بضعة سنتيمترات.وهذه يستدعيها صاحبها،في الدار الأخرة .لكى تؤدى عنه العمل الصعب الذى لابد و ان يقوم به .وكان هناك 365 من هذه التماثيل الصغيرة (الأوشابتى)؛أى بعدد أيام السنة.(1)والمسلات من المعالم الرئيسية المميزة للنحت المصرى،وقد اعتمدت في صناعتها علي تقنيات معمارية عالية؛اذ كانت المسلة تنحت من كتلة صخرية واحدة .وكانت المسلات من أبرز معالم العمارة القديمة، وتقام عادة علي جانبي مداخل المعابد .وكان للأعمدة وضع خاص في العصرين الفرعونى واليونانى. ويتكون العمود سواء كان رباعى الشكل او مستديرا،من ثلاثة أجزاء:قاعدة،وبدن،وتاج.واتخذت التيجان أشكالا شبيهة بالزهور وأوراق النبات ؛مثل النخيل ونبات اللوتس .ومن الاشكال الشائعة أيضا، شكل السلة المجدولة؛بأشكال حليات نباتية وعناقيد عنب في داخلها. (2)
وفي العصر البطلمى اكتشف الملوك والأباطرة أنوعا كثيرة من الرخام في جبال البحر الأحمر،واستخدموها بكثافة في التماثيل والأنشاءات.
وأصبحت الحركة وثنايا الملابس واضحة في أساليب النحت وعثر علي تماثيل كثيرة للملوك والأرباب .وظهر نوع خاص من التماثيل في ذلك العصر عرف بالتيراكوتا أوالطين المحروق،وهي تماثيل صغيرة مصنوعة من الفخار يتراوح ارتفاعها بين 20 و50 سنتيمترا.وقدعثر علي تماثيل كبيرة تصور الحيوانات؛مثل القط والقرد والثور والأسد والكلب الي جانب الأشكال الأدمية.(3)
وركزت الحضارة القبطية فقط علي نوعين محددين من النحت.الأول هو شاهد القبر،وهو لوح من الحجر الجيري يكون الجزء العلوى منه غالبا مثلث الشكل وبه رسوم.ويحمل شاهد القير صورة شخصية للمتوفي .وبيانا بتاريخ الوفاة .والنوع الثانى من النحت هو الأفريز،وهو عنصر زخرفي منحوت، يعلو الحوائط او يزين أسفلها:ويستخدم في زخرفة أبنية الكنائس و الأديرة . وتحمل الأفاريز عادة حليات بأشكال حيوانات؛وفي حالات خاصة، بأشكال أدمية . وأضيف شكل الصليب في منتصف الأفريز، منذ القرن السادس الميلادى.
ولم يكن للنحت سوى دور ضئيل جدا في عهود المسلمين؛حيث يرفض الأسلام جميع مظاهر الوثنية.ولذلك،عثر فقط علي تماثيل قليلة؛ لكنها لم تكن منحوتة ، وانما كانت تصب في قالب . وكانت تلك التماثيل الصغيرة في معظمها،لحيوانات؛ مثل الأرنب والغزال.(4)
* الفقرة 1,2,3,4من الموقع الالكترونىwww.eternalegypt.org.com
التماثيل في الدولة الوسطى
أشتهر عصر الدولة الوسطى بالتماثيل العظيمة .ونلحظ فيه ،منذ بداية الأسرة الثانية عشرة،مفهومين فنيين مختلفين:فتماثيل الجنوب تتميز لأول وهلة بواقعية معبرة عميقة،فيها خشونة،وفيها ألم وعذاب يصلان أحيانا الي حد العنف،الشىء الذى يتناسب مع فنانين من سلالة محاربين مظفرين قاتلوا عدة قرون،وتقلبت عليهم الأقدار، وخبروا التوفيق والفشل، حتى ظفروا بالسيطرة علي مصر.(1)
أما فنانو الشمال، وهم سلالة قوم أرق طباعا، بسبب ثقافتهم القديمة، ونتيجة سلطة قوية ومسالمة كانت تسودهم، منبثقة من ظهرانيهم،وتبعا لمعيشتهم في أرض غنية بحاصلاتها،فقد نحتوا أعمالا لم يكن فيها شىء من الخشونة، وانما كان يتفشاها طابع الليل ولون من الهدوء يشوبهما شىء من العامية،وفيها نظرة عين أرق واللين،وفم أقل افصاحا عن الألم والمرارة،وخدان أكثر أستدارة وامتلاء. ولم يتامل هؤلاء الفنانون الطبيعة مباشرة،بل كانوا يرنون اليها خلال تماثيلهم المنفية التى كانوا يستخلصون منها صيغات وأنماطا تترجم علي هيئة أجسام ممشوقة.(2)
وعاشت المدرستان في بدء الأمر جنبا الى جنب، أحداهما تنزع الي الواقعية والأخرى أكثر مثالية،وسوف ينتهى بهما الحال عاجلا الي التوافق والتهادن،وسوف تظهر في كلا المدرستين سمة عامة تتمثل في لون من الجمال المثالى،وفكرة ثابتة تتبع نهجا أكاديميا وطراز خاصا،وعلي الأخص في التفاصيل التشريحية للجسم،ثم تصبح هذه الأتجاهات سمات نهائية في المدرستين.(3)
* الفقرة1,2,3من كتاب الفن المصري القديم ل كريستيان ديروش
الأسلوب الفني المتميز للدولة الوسطى
ولم تتضح تماما معالم الأسلوب الجديد المميز للدولة الوسطى الا في حكم الملك (أمنمحات الأول)،ثم ازدادت وضوحا في عهد (سنوسرت الأول)،وهما من ملوك الأسرة الثانية عشرة.وقد وصلنا الكتب عن أعمال هذه الفترة تضم تماثيل من الحجر الصلب والحجر الجيري من مواقع من مصر العليا والسفلي.وتشتمل هذه التماثيل علي كثير من الموضوعات منها أبي الهول وتماثيل أخرى قائمة وجالسة شديدة الضخامة،ومنها تماثيل تقريبا حجمها من حجم الأنسان العادي أما النصوص المدونة في هذه الفترة و بالحنين للعودة الي عصر الدولة القديمة في الأسرة الرابعة باعتبارها فترة الأعمال العظمى.كذلك أعيد استخدام الشكل الهرمى في المقابر الملكية بدلا من المحفورة في الصخر.وبنى ثلاثة من ملوك الأسرة الثانية عشرة مقابرهم في دهشور وهو الموقع المقدس الذى بنيت فيه أثار سنفرو الحجرية العظيمة.ونسخ(سنوسرت الاول) تصميم وزخرفة معبد(بيبي الأول) الجنائزى عند مجموعته الهرمية باللشت.والشقافات المتبقية من نقوش بهو الدخول لهرم(سنوسرت الأول) التي تصور حاملي القرابين متاثرة الي حد كبير بالنقوش المماثلة في قدس أقداس(بيبي الثانى) بسقارة.وقد استخدام(سنوسرت) كما فعل والده من قبل،بعض القطع الأثرية من الدولة القديمة في بناء مجموعته الجنائزية باللشت أيضا. ونجح(سنوسرت الأول) في نسخ الأسلوب والمقاييس من أعمال النقش للدولة القديمة لدرجة انه أصبح من المتعذر أحيانا تحديد الوقت الذى أنتجت فيه من خلال الشقافات المتفرقة التى وجدت في منطقة أهرامات اللشت.(1)
* الفقرة 1 من كتاب الفن المصري القديم ل سيريل الدريد
التماثيل الملكية في الدولة الوسطى
عند اكتشاف المجموعة الجنائزية للملك منتوحتب الثانى،من الأسرةالحادية عشرة والمقيم بطيبة، ظهر للنور بعض تماثيل الملك.ولكن معظم تلك التماثيل كان دون رأس،والتمثال الوحيد الذى تم الحفاظ عليه كاملا،يصوره كشخصية قوية،له بنيان شديد،وطلعة مهيبة تتسم بالقدسية . (1)
من المؤكد ان تمثال منتوحتب الذى وجد في الدير البحرى في المكان المسمى (باب الحصان) قد صنعته يد فنان من الجنوب.ويبدو الجزء الأسفل من التمثال ثقيلا لا جمال فيه،ويكشف عن معرفة بدائية بصناعة النحت،يتمرس بها عامل بدأ بتعلمها و ليس عنده من المرونة او المقدرة ما ييسر له صوغ الأشكال من المادة التي في يده.ومع ذلك فان في أسارير الوجه شيئا يعبر عن العظمة والغطراسة والصرامة.(2)
وبفضل الدرس الذي ينبثق من روائع الفن المنفية،لا يلبث فن نحت التماثيل أن يتقدم ويزداد اتقانا.وليس من شك في ان الأجسام رشيقة أنيقة،بادية العضلات،وان الهيئة التقليدية لفرعون وهو جالس تتسم باليسر والمرونة،ويشيع في الوجه ذى الجمال الباسم،اللين،المألوف،طابع من اللطف أقرب الي السهولة من طابع العظمة الملكية التى تتسم بها تماثيل عصر خفرع.(3)
فاذا قدرنا أن رأس أبو الهول الكبير المحفوظ في اللوفر يحاكى في تقاطيعه وجه أمنمحات الثانى، وسلمنا فضلا عن ذلك بأن هذا العمل ينتسب الى عصر الدولة الوسطى،كان لزاما علينا أن نستنتج أن بعض الفنانين قد مزجوا ،منذ وقت مبكر، أتجاهات مدرسة الشمال بأتجاهات مدرسة الجنوب ،لأن تلك الرأس أنيقة ،فوق أنها صورة مجسمة ومكتملة لرأس صاحبها ،وبها تعبير مفعم بالذكاء والعظمة.(4)
وعلي الرغم من هذا الأمتزاج الوقتى العرضي، فان كلا من المدرستين قد واصل حياته الخاصة به،بدليل ذلك التمثال المتراخى،تمثال سيزوستريس الثانى الذى أكتشف في تانيس.وثمة تمثال أخر جالس لسيزوستريس الثانى نفسه،من تانيس،يثبت لنا مدى أختلاف المفاهيم الزخرفية في عصر الدولة الوسطى.والبون شاسع بين تمثال خفرع الذى يغطى رأسه بصورة بديعة صقر يحميها بجناحيه،وبين الصقرين اللذين يحملان التاج المزدوج ويمثلان حلية لظهر الكرسي ويعلوان الأسم الحوري الخاص بالملك.(5)
ولدينا علي الأخص تمثالان لأمنمحات الثالث،يبرزان لنا بصورة جذابة السمات المختلفة للمدرستين.ويعرض علينا التمثال الأول الذى وجد في هوارة صورة ملك شاب،جسمه مثال للأسلوب الأكاديمي،ولكن رأسه النبيلة الوديعة الرصينة لها سمة من الجمال الهادىء الوديع،تفوق في قمتها الفنية تماثيل سيزوستريس الأول في اللشت،وتنسب هي الأخرى الي مدرسة الشمال.أما التمثال الثانى،وقد استخراج من الكرنك،فانا نجده علي عكس الأول قويا وخشنا،فان بروز الفك الأسفل،والفم الملتوى الحزين،بعيدان ذكرى الواقعية الطيبة،وقد بولغ فيها الي حد القسوة العنيفة.حقا أن سن الملك المتقدمة من العوامل التى أسهمت في أبراز هذا المظهر،بيد أن كل ما في تقاطيع الوجه يشير الي الخصائص الرئيسية للمدرسة الجنوبية.وأنا لنلتقي من جديد،مع رأس وجدت في الفيوم،تمثل في الغالب هذا الملك نفسه، بمزيج موفق للغاية من سمات المدرستين،وأن ذلك النبل الرفيع الذى يتجلي علي الوجه،والجمال الصارم الذى يميز جانب الرأس،ويكاد يكون كلاسيا،وذلك التعبيرالذى يفصح عن العزة الملكية،الهادئة والمهيمنة في وقت واحد،والتشكيل النهائى للتمثال حيث تتداخل المقاطع في توافق وتناسق،كل ذلك يجعل من تلك الرأس عملا رائعا ليس هناك من سبيل الي انكاره.(6)
أما التمثال الخشبي للملك( حور)،الذى وجد في دهشور،فانه أنموذج مدهش، فيما يتألق به من شباب أنيق ورشيق، لذلك الجمال الساحر الذى عرفت مدرسة الشمال كيف تحافظ عليه.وهو الي ذلك نصر للأسلوب الأكاديمى الممتاز.ويعتبر هذا التمثال من الأمثلة النادرة التى عرفت الي يومنا هذا التى تصور رأس ملك فوق جسد عار.(7)
فقرة 1 من الموقع www.eternalegypt.org.com
الفقرات 2,3,4,5,6,7 من المرجع السابق ل كريستيان ديروش
وقد كان لأكتشاف مجموعة التماثيل،في القرن التاسع عشر،فاتانيس المعروفة بصان الحجر في شرق الدلتا،وقع المفاجأة علي المؤرخين،والمهتمين بالفن المصري. وهذا لما لهم من تكوين ومظهر غير معتاد.(1)
فقد كان لتلك التماثيل ملامح وأسلوب فنى غير معهود في مصر في العصور السابقة،مما دعا علماء الأثارللأعتقاد بأن هذه التماثيل يمكن أن تنسب الي حكام الهكسوس الأجانب،والذين تمركزوا في أواريس،المعروفة بتل الضيعة المجاورة لصان الحجر.(2)
فبدلا من الأشكال والملامح التقليدية المثالية المعروفة في الدولة القديمة،والنصف الأول من الدولة الحديثة، نلاحظ غرابة ملامح الوجه، التى ظهرت في بعض التماثيل،مثل وجوه شائخة ومتعبة،ذات عظام بارزة وتجاعيد،وأفواه ناتئة في عبوس،وآذان كبيرة.(3)
وكان من ضمن المكتشفات تماثيل أبو الهول،التى لهاعرف الأسد،بدلامن التاج الملكى(النمس)المعروف لتمثال أبو الهول في الجيزة ذلك علاوة علي شكل عتيق للشعرواللحية،ووجوه مجعدة ذات عظام بارزة،وأفواه عابسة.(4)
وقد أظهر فحص الملامح،هوية الأصحاب الأصلين لهذه التماثيل،وهم ملوك الأسرة الثانية عشرة،وتعنى تحديدا سنوسرت الثالث،وأمنمحات الثالث،رغم أن ملوكا أخرين قد اغتصبوا هذه التماثيل ،مثل بانحسي المنتمى لعهد الهكسوس ،ورمسيس الثانى ومرنبتاح،من الأسرة التاسعة عشرة،وسبوسنس من الأسرة الحادية والعشرين،الذين قاموا بوضع أسمائهم عليها،بدلا من أسماء الملوك الأصلين.(5)
الفقرة 1,2,3,4,5 من الموقع السابق
التماثيل في الأسرة الثانية عشرة
أعمال النحت في الدولة الوسطى أكثر دلالة علي أزدهارالفنون في ذلك العصر،وقد تبقي من هذه حتى الآن عدد كاف.ويبدو أن أول ملوك الأسرة الثانية عشرة كان في حاجة الي شيء من الدعاية والأعلان لتبرير اغتصابهم للتاج آخر ملوك آل(منتوحتب)،ولأقناع الجماهير بحقوقهم ضد منافيسهم. أداب العصر كانوا يصفون فراعنة الأسرة بأنهم حكام الأرض الأقوياء وأنهم آلهة ذوى الفضل والأنعام.وحيث أنهم رعاة الشعب فعليهم أن يحكموا القري بأيد حازمة لكنها عادلة.وأعلن الفرعون أن أي تمرد سوف يأتي بالقوة،وأنه لا يثق بأحد.وكرس أمهر الفنانين لخدمة هذه الدعاية.لذلك في الهيكل المحلي أن الفرعون ظهر ككائن متوسط بين الاله والانسان,له من القوة التأملية ما يمكنه من سحق كل من يتصدى لمقاومته.فتبدأ ب(أمنمحات الأول),و(سنوسرت الأول)وجدت في مواقع بالدلتا وهي الآن بمتحف القاهرة وهي تماثيل ضخمة جدا ذات تأثير غريب ليس فقط بسبب ضخامتها الشديدة,ولكن لمظهرها المتجهم وسطوحها البسيطة وكتلها البارزة التى تركز علي مفهوم واحد. الملك الحاكم القاسي.وهذا الاتجاه سبق ظهوره في تماثيل الملوك السابقين في العصر فتماثيل(منتوحتب)تتميز بتلك الصفة التي قد تبعث علي الفزع معظم أعمال فن النحت والتصوير في الدولة الوسطى.(1)
مثل هذه الأعمال قد توصف بأنها أعمال رسمية,والفوائد الجديدة يمكن أن تستشفها من التمثال الذى أقامه (سنوسرت الثالث)علي حدود مصر الجنوبية في (سمنة)التى تقع عند الشلال الثانى لارهاب النوبيين الخاضعين له,كما يمكن أن تستشفها أيضا من تمثال (أمنمحات الثالث)وهو تمثال ضخم يمثله جالسا.ويبلغ طوله 40 قدما (12 م)وهو منصوب علي قواعد فى (بياحمو)بالفيوم.ومعظم التماثيل الرسمية هذه صممت لتزود بها معابد الآلهة المحلية في انحاء مصر كلها,وقد بناها فراعنة الدولة الوسطى ليثبتوا أنهم أكثر نشاطا من الفراعين السابقين.(2)
والتمثالان العملاقان المصنوعن من الجرانيت(لسنوسرت الأول)ـاللذان وجدا في معبد الكرنك ونقلا اي متحف القاهرة(رقمي 38286,38287j)ـيعبران في حجمهما والعضلات المشدودة للملك فيهما عما كان عليه الفرعون من قوة وتحفزواستعداد لمواجهة أعدائه.وتمثال أبي الهول الخاص بالملك(أمنمحات الثانى)وهو في غاية الضخامة نراه يظهر نفس النظرة المهيبة المتيقظة في الرأس مع القوة المستترة في جسد الأسد الرابض.(3)
وهذا التمثال مع تمثال(سنوسرت الثالث)يبين أن ملامح وجه الفرعون اصبحت تحمل ضخامته علامات التأمل التى عبر عنها تعبيرا واقعيا,وهذا يظهر من طريقة نحت الوجه وغلظ جفون العينين وقسوة تشكيل الفم وصلابة الذقن وخطوط وطيات اللحم بين الحواجب وعلي حداف أركان الفم والأنف.وقد تمكن(سنوسرت الثالث) من توسيع نطاق سلطاته الملكية في مصر والنوبة ,وحطم قوة الحكام الأقطاعيين وعمل علي تحجيم سلطاتهم بحيث أصبحت لا تزيد علي سلطة أي حاكم محلي.وهناك تمثال(سنوسرت)من طراز أبي الهول مع شقفة من أحد رءوس تماثيله بمتحف نيويورك,كما أن هناك شقفتان من منطقة الميدامود بمتحف القاهرة حاليا(رقمى486g,32639j),تعتبر أكثر اثارة و تعلقا بالذاكرة من بين تصاوير الوجه المعبرة لهذا الحاكم المطلق من الذى سئم الحياة.وهذه الأثار عموما من أعظم روائع فن النحت بالدولة الوسطى.(4)
وخلال فترة حكم خلفه(أمنمحات الثالث)الطويلة حدث تعديل طفيف الا انه هام في هذا الأتجاه الواقعى,اذ ظهر اتجاه مواز لجعل المعالجة أيضا شكلية بحيث يشكل جذع الجسم تشكيلا مختصرا وتنصل عضلات الصدر معا في غدرون(شكل تموجى)زخرفى فقط,ويعمل شق في بطن التمثال لوضع السرة.واختفي في رأس التمثال حز قص الشعر وأصبحت أركان غطاء الرأس المستعار بارزة وذات قمم واضحة.(5)
الفقرة 1,2,3,4,5 من المرجع السابق ل سيريل الدريد
هذه الأساليب تعكس تغيرات كانت في الطريق الي الظهور تتعلق بالتركيب الأجتماعي والنظام السياسي.فقد حقق الملك مرة أخرى سلطاته الفردى وأصبحت عجلة الحكومة مستقرة وتحت سيطرته المطلقة.وصودرت ضياع حكام الأقاليم السابقين وألحقت بمعابد كبار الآلهة,وأصبحت تدار بوساطة مديري القصور.وكان من أثر ذلك أن سرح موظفوا هؤلاء ومنهم الفنانون,واصبحوا يبحثون عن العمل في أماكن أخرى.(1)
وقد بنى معبد آمون بطيبة في عصر الدولة الوسطى.وقد أصابه تدمير شديد يجعل من المتعذر الأستدلال منه علي شيء كثير. ولكن الشيء الواضح هو أن هذا المعبد كان من المعابد الواسعة الثراء حيث كان يتلقى الهبات بانتظام من حكام الأسرة الثانية عشرة,وخصوصا الملكين الأخيرين من هذه الأسرة لاشك فيه ان (استديوهات)معبد آمون كان عليها في مقابل ذلك أن يتقبل تماثيل الفرعون بها,وهو مبدأ انتشر تطبيقه فيما بعد. كذلك كانت (الاستديوهات) هي التي يلجأ اليها الملوك لتنفيذ مشاريعهم التى تحتاج الي بناء كبير نسبيا من التماثيل كمشاريع تشيد المبانى.وهذا الوضع ينشأ عادة في كل فترة لحكم أحد الفراعنة أو لبناء احدى ساحات الاحتفال اليوبيلى.وهذا الذى هوفي حقيقته مكمل لعمل (الاستديوهات)الملكية وقد يكون هو السبب في تنوع الاساليب في نحت التماثيل.(2)
ولابد أن فترة حكم(أمنمحات الثالث)الطويلة شهدت اعجاب أكثر من الفنانين العاملين في خدمة الملك,ولابد انهم أحدثوا تعديلات في النحت والتصوير.وتماثيل (امنمحات)من نوعية أبي الهول ,التي عثرنا عليها في تانيس,هي في الحقيقة أسود رابضة مركب عليها الاقنعة الملكية,وأجسامها لا يظهر عليها الشد العضلي الذى يظهرعلي(أبو الهول)المحفوظ باللوفر.وفي بعض التفصيلات الشعروالاضلاع والبراثن والاقتاب تظهر الاساليب الجديدة وهي تنمو لتصبح التشكيلات أشبه شيء بالمعادلات .وتشكيل (بورتريه)الوجوه الممتلئة كان عجيبا في توفقه مع أسلوب نحت أجسام الأسود,وتتكامل تكاملا ناتجا عن الاشكال الحيوانية والبشرية .وقد أصبح أسلوب نحت التماثيل وهذا الذى ظل في عهد (أمنمحات الثالث)وتلقي منه الكثير من الدعم خلال السنوات التى حكمها هو النموذج المحتذى في هذا الفن خلال الفترة المتبقية من الدولة الوسطى.(3)
ومع ذلك فخلال الاسرة الثانية عشرة كان هناك أسلوب في فن النحت مواز للاسلوب الرسمى وموجه نحو فن النحت الجنائزى .وهذا الاسلوب لتشيد الأثار الجنائزية الملكية للفراعنة. وفي هذا الاسلوب نجد أن فن النحت يتميز بشىء من الهدوء ,والأسلوب ينمو نحو المثالية مع زيادة تشكيل الجسم.وحيث ان هذه الأعمال النحتية استخدم في صنعها الحجر الجيري الناعم فانه يمكننا القول بأنها قد نمت نحو الأسلوب التقليدى المتبع في (استديوهات)منف.وكان الملك المتوفي في التشكيلات المثالية التي كانت سائدة في الدولة القديمة يصور باعتباره من الخالدين,وكان أثرأعمال النحت الخاصة بالأسرة الرابعة واضحا.فنجد أن يدي (سنوسرت الثانى)صورتا بنفس الطريقة التى استخدمت في تماثيل(خفرع)ـحيث تكون اليد اليمني مقبوضة ومرفوعة وليست مفرودة علي الفخذ.وهناك تمثال زوجى مهشم للملك(سنوسرت الأول)مع الربة (حتحور)وهى جالسه مقتبسا من التمثال الثلاثى(لمنكاورع)الذى يمثل الملك مع (حتحور)وأقليم(هير)الموجود حاليا في بوسطن .وفي بعض الأحيان تبعا لهذا المفهوم المثالي كان الملك يصور وهو مكفن بكفن الاله(أوزوريس)الذى بعث حيا,حيث أصبح لهذا الاله شأن عظيم في الدول الوسطى بعد أن أصبح الفرعون ينتمى اليه كما نرى في مجموعة التماثيل الاوزيرية بمتحف القاهرة(ارقام401c,3823.48851j).(4)
فاذا نحينا التماثيل المهشمة جانبا نجد ان الاسلوب الجنائزى واضح جدا في التماثيل العشرة غير الكاملة للملك وهو جالس .وهذه التماثيل التى عثر عليها بمجوعته الهرمية باللشت تظهرفيها سحنة الملك المميزة بلحيته ذات الشعبتين,وقد ذهبت عنه تلك اللملامح الحادة القاسية,واكتسبت بدلامنها تعبيرا لطيفا بعدمن أن خلت من الحواجب الافقية المجسمة .وبعض التماثيل الفردية في هذه المجموعة لا شك أنها من روائع فن النحت بالرغم من أنها في مجموعها قد لا تثير أعجاب المشاهد الحديثة.(5)
والتمثال الجنائزى الوحيد(لأمنمحات الثالث)الذى بقي سليما بشكل كبير تبدو فيه نفس الاساليب المثالية في التصوير,فعيناه فيهما نظرات تتسم بالتملق والنفاق,حسب ما جري عليه العرف في عهد والده,وشفتاه برغم عدم الابتسام لم يشكلا في قالب جاف كما حدث مع والده(سنوسرت الثالث).وقد تحقق في التمثال أكبر درجات التذكارية باراحة باطنى الكفين علي أعلا الفخذين,وهو واحد من ضمن أوضاع تصويرية كانت مستخدمة بكثرة في تماثيل النساء الجالسات منذ عهد الدولة القديمة ثم اقتبس في الدولة الوسطى للرجال,ثم أصبح الزاميا في اللباس الذى ظهر به الملك في التمثال.(6)
وتلك المثالية في الاسلوب نجدها في عدد من الرءوس الكوارتزية والجرانيتية قد تكون للملك(أمنمحات الثالث).وفيها نجد ابتسامة عفوية مرتبطة بالفم المسترخى ,وهوتعبير نجد نظيرا له علي ملامح تمثال لهذا الملك(الهرميتاج)بفيينا.وأصبحت هذه الابتسامة واضحة صريحة في الرأس من الشست لملك ما يعتقد المؤلف انه(أمنمحات الثالث).(7)
والتماثيل الثنائية للرجال والنساء في الاوضاع التصويرية المستوحاة من الدولة القديمة نادرة للغاية في الدولة الوسطى,وذلك لأن مقابر الافراد متواضعة جدا ,وأختفي منها سرداب حفظ التماثيل في مقاصير مقابرهم من التمثال الأكبر حجما والمحفوظ في الصخر في الموقع نفسه(كما في المقابر ببنى حسن)غير القليل,وكلها فقدت كسوة الجص التي كانت تغطيها.(8)
والتمثال الجماعي لحاكم المنطقة (اخ حتب)المحفوظ بهيكل (مير)تصوره واقفا مع زوجتين من زوجاته, وواحدة من بناته,والتمثال مدعم بقائم خلفي مسطح الشكل علي شكل لوحه.وجميع أجزاء التمثال متدثرين بأردية تؤكد الصفة التذكارية للتمثال.وبالغم من صغر حجمه فمن الواضح انه من التماثيل الجنازية, ويبين الي أي مدى انحطت قبور الحكام الاقطاعيين في عهد(سنوسرت الثالث),وهو الزمن الذى نحت فيه التمثال.(9)
فاذا انتقلنا الي تماثيل النساء الفردية سواء كن ملكات او نساء عادية ان هذه التماثيل شاعت في الدولة الوسطى عنها في الدولة القديمة.وهناك الجرانيت بالحجم الطبيعي لسيدة تدعي(سنو)وممتاز في صناعته.ولأنها كانت زوجة لحاكم من حكام الاقاليم وأمكن تصويرها جالسة, في وضع لا يصور فيه الا الرجال حسب العرف حيث يدها اليمنى ممسكة بقطعة من القماش ومضمومة فوق فخذها الايمن.والفنان الذى صنع التمثال قد امكنه بطريقة مقبولة أن يلطف من الاسلوب الفنى وهذه التماثيل المصنوعة من الحجارة الصلبة.كذلك امكن للتمثال ان يضفي علي السيدة قدرا أكبر من الانوثة باستغنائه عن القائم الخلفي,كما أنه تحرر بدرجة كبيرة من القالب الحجري.(10)
ومن صور التحرر الاخرى من الاسلوب الرسمى الصارم رأس تمثال من تماثيل(أبي الهول)الانثوية كان يعتبه الرومان احد الروائع فنقلوه لتزيين قاعة الفنون باحد قصور الامبراطورية في(تيفولى).ولم يعرف في مصر تشكيل تماثيل للنساء من طراز(أبي الهول)الا في عهد الاسرة الثامنة عشرة,وهي نادرة جدا.وهذا التمثال مصنوع من الحجر الاخضر وهو رشيق وجميل بصورة مؤثرة.وهو من حيث الاسلوب والتنفيذ ينتمى الي مجموعة تماثيل اللوفر حيث يتسم التشكيل بنفس مظاهر الاسترخاء التى تدل علي العظمة والسمو.(11)
الفقرات من 1 الي 11 من المرجع السابق ل سيريل الدريد
والتماثيل الجرانيتية للملكة(نفرتnefret)بالمتحف المصري مشكلة حسب الاسلوب التقليدي الصارم الذي عرف منذ اواسط حكم الاسرة الثانية عشرة عندما سيطرت روح الاسرة الرابعة علي الاتجاهات الفنية للمثالين للملكيين .وشعر الربة (حتحور)المنقوش الذى كان النمط المنتشر لتصفيف الشعر بين سيدات البلاط في هذه الفترة اخضع في معالجة لنفس التبسيط الذى عولجت به باقي كتل الجسم لطبيعة الحجارة الصلبة المصنوع منها التمثال,وكانت تمثل مفارقة لطيفة بالمقارنة مع الدقة الشديدة في ابراز المجوهرات والنقوش المحززة ببراعة. وفي التمثال نجد اليد مرتكزة علي المرفق في وضع تصويري مأخوذ من وضع يد الملكة في التمثال الثنائى لمنكاورع,مما يوحى بان التمثال كان يصاحبه تمثال مستقل لزوجها الملك(سنوسرت الثانى)وهو جالس ايضا.(1)
وكانت تماثيل الافراد علي عكس التماثيل الملكية متوسطة الجودة والحجم.وعلي الرغم من ان تمثال(أمنمحات)الجرانيتى ذا النقط الرمادية بالمتحف البريطانى قد صنعه مثال ممتاز,الا ان هذا الامتياز لا يمكن تقديره في مكان حفظه هذا الا تحت اضاءة مناسبة.ومن الجزء الاعلي العاري من الجذع ووضع اليدين يمكن ان نستدل علي ان التمثال صنع في النصف الاول من عهد الاسرة.ويمضى الزمن كان صاحب التمثال يصور وهو مغطى بعباءة او بمئزر طويل,مقرفصا او جالسا في اوضاع تجعل حجم الجسم نفسه ضئيلا.(2)
وكانت التماثيل التى تصنع في غاية الجودة ويختزل فيها حجم الجسم الي صورة ولكن يعتنى بتفاصيل الرأس,تسمى(التماثيل المصمتة)او (الكتلية).وهى تظهر صاحب التمثال جالسا علي الارض ويداه مبسوطتان علي ركبتيه المرفوعتين,وهو متدثر تماما بعباءة لا تظهر شيئا مكشوفا منه سوى اليدين, والرأس,واحيانا القدمين.وهذا النوع من التماثيل عرف في اول الامر في الاسرة السادسة وذلك في التماثيل الخشبية الصغيرة الجالسة تحت مظلة المراكب الجنائزية التى سوف تمكن الفقيد من اداء الحج بابيدوس وغيرها من الاماكن المقدسة .والتمثال الكتلي هو رمز الرجل الميت باعتباره قديسا ,ربما كنتيجة للهجرة المقدسة.وهذه التماثيل مرتبطة بصفة بابيدوس التى كانت مركز عبادة (اوزوريس)في الدولة الوسطى.(3)
واقدم التماثيل التى وجدت في هذا الموقع تمثال(سى حتحور)الكتلى وهو الان بالمتحف البريطانى وينتمى الى اواسط الدولة الوسطى.وقد كان في كوة لوحة أنشأه صاحبه في ابيدوس وهذا يؤدي الي ان صاحب التمثال كان حاضرا بروحه للعرض السنوى المسرحى السحري عند اعادة العرض بالمعبد.والتمثال من التماثيل التى وجد مثلها في اطلال معابد اخري.والتشكيل المبسط,في هذه التماثيل شكل الجسم والرأس مستوحى من تماثيل الفرعون المعاصر,مما ادي الي سهولة انتاجها انتاجا جماعيا بوساطة فنانين متجولين يبيعونها لزوار مقاصير آلهتهم اثناء الاجتماعات السنوية الكبيرة. وقد كان كثير من هؤلاء الاتباع من الفقراء,ولذلك يصعب الحصول علي اي تمثال من احد الاستديوهات يصلح لنقش اسمهم عليه بسهولة المكان المخصص لذلك بالتمثال, ثم يهدونه للمعبد كهبة نذرية حيث يتركونه في مكان في فناء المعبد.وفي بعض هذه التماثيل نجد بعض التوافق بين صورالوجه الاسلوبية واجزاء الجسم المبسطة,ولكن معظم هذه التماثيل كانت صغيرة جدا ومنخفضة الجودة,بل انها كانت فجة بشكل يرثى له(4)
الفقرات من 1 الي 4 من المرجع السابق ل سيريل الدريد
تماثيل الاسرة الثالثة عشرة
مثل هذا النقد لا يمكن توجيهه الي التماثيل الكوارتزية الاكبرحجما ومعظمها يرجع الي اوائل الاسرة الثالثة عشرة,اذ تخلل حكمها فترة قصيرة سمح فيها للافراد بالتعامل مع كبار المثالين.ومن روائع التماثيل التي انتجت في هذه الفترة تماثيل (سي كاحيكاsi-kahika)الجالسة(المتحف المصري رقم43928.j),وتمثال(رحمو عنخrehemu-ankh)بلندن(رقم1785bm)وتمثال(خرتى حتبkherti-hotep)ببرلين.وكل هذه التماثيل تتميز بتصغيرحجم الجسم قليلا كى يحدث تكامل مع الحجوم المبسطة و استخدم المآزرالطويلة او العباءات التى تلف الجسم .وأدى ذلك الي انتشار الوضع التصويري السلبي المتميز بالجمود وملامح الوجه المكدودة التى تعلوها علامات الشيخوخة والنظرة التأملية المحدقة بهدوء. (1)
وفي فترة الاسرة الثالثة عشرة تطورت صناعة التماثيل الملكية في اتجاهات جديدة ,فقد كان العهد عهد اضطرابات متزايدة بسبب تفشي الفيضانات غير المتوقعة .ومرة اخري ظهرت القوائم الملكية التي تحتوى علي كثير من الملوك الذين حكموا فترات قصيرة.وأدى ذلك الى تدهور في هيبة الفرعون,ظهر أثره في عمليات السلب الجماعية لحلي الدفن الملكية بما في ذلك القناع الواقي الملكى ذو الشعار الثعبانى ولم يكن لدى ملوك هذه الاسرة القدرة علي السيطرة علي الموارد اللازمة لبناء المقابر الهرمية التي كانت قد عادت للظهور في الاسرة الثانية عشرة لدفن الملوك.وأصبح هؤلاء الفراعنة يبحثون لأنفسهم وعائلاتهم عن مقابر اما في أفنية أهرامات أسلافهم العظام من الأسرة الثانية عشرة باللشت ودهشور أو علي مقربة منها.ومن ثم فان أحد تماثيل القرين(الكا)الخشبية يمثل الملك(أو ايب رع حور) وهو الملك الرابع عشر في الأسرة الثالثة عشرة قد عثر عليه في أحد الهياكل بفناء مجموعة هرم(امنمحات الثالث)بدهشور.ووجدت كذلك تماثيل لملوك مجهولين مدفونة بجوار مجموعة هرم(سنوسرت الأول)باللشت كان يعتقد أنها من تماثيل (سنوسرت).وحقيقة هذه التماثيل أنها تماثيل آلهة تحمل ملامح الفرعون الحاكم وهي مثل التماثيل الدينية التى وجدت في قبر(توت عنخ آمون).وبناء علي بعض الأسر الأسلوبية يبدو أن هذه التماثيل تنتمى الى عصر أول ملكين أو ثلاثة من الأسرة الثالثة عشرة,عندما أصبح شكل(أمنمحات الثالث)هو الشكل المثالى الذى يطور اليه خلفاؤه المباشرون.(2)
وقد خبا ضوء هذا الاتجاه في اواخرالأسرة.وبالتدريج بدأت التماثيل تتميز بالأسلوب المتألق المميز حيث يشكل الجسم ممتدا مستطيلا والأكتاف ثقيلة والخصر ضيق وأغطية الرءوس مجنحة عريضة او مرفوعة بطريقة مبالغ فيها عند الأركان العليا .وفي النهاية أخذت التماثيل تتضاءل في الحجم والجودة حتى وصلت الي كم من التفاهة والابتذال الذى نجده في تمثال (مرى غنخ رع)الواقف,المحفوظ حاليا في لندن(رقم65429bm)او تمثال (نفر حتب)ببولونيا(1799).(3)
وهناك اختلاف جوهري بين تماثيل الدولة الوسطى والدولة القديمة,مهما كانت الدرجة التى تأثر كل عصر فيها بالنماذج الأولية الفطرية التقليدية.فهذا السمو و التحفظ الذى تميزت به تماثيل الأسرة الرابعة واول الأسرة الخامسة, حل محله في الدولة الوسطى مظاهر عدوانية تنطوى علي التهديد والجبروت تحولت في المظهر الرسمى الذى ساد في الأسرة الثانية عشرة الي نظرة تأملية فاحصة لكنها مكدودة غير معبرة.(4)
الفقرات 1 من 4 من المرجع السابق ل سيريل الدريد
الجزء العلوى من تمثال لامنمحات الثالث في زي الكاهن
الجزء الأعلي من تمثال يفوق الحجم الطبيعي,من الجرانيت الرمادى,وهو يمثل الملك كاهنا أكبرمتشحا بجلد فهد.
وقد نسبت تلك القطعة علي امتداد أمد بعيد الي عصر الهكسوس,غير ان دراسة قسمات الوجه قد حسمت نسبتها الي الملك امنمحات الثالث,من الاسرة الثانية عشرة.
فعظام الخدين المرتفعة,والوجه المجعد,والفم المزموم,كلها سمات أرجعت تاريخ التمثال الي الاسرة الثانية عشرة,وليس السابعةعشرة.
وتعد دليلا علي اول تماثيل لملك حامل اللواء,الذى كثر نحتها في عصر الرعامسة.
العرض99سم,الارتفاع100سم (1)
تمثال جالس لامنمحات الثالث من الحجر الجيري
,جالسا علي عرشه في المعبد الجنائزى للفرعون بهوارة وهي المنطقة التى بني فيها الفرعون امنمحات الثالث هرمه الذى دفن فيه.
ويعتقد ان التمثال استخدم في مبنى الاحتفالات الكبير و الذى يعتقد انه تم بناءه للاحتفال بعيد(السد).
وقد لوحظ ان التمثال لا يوجد به مظهر القوة العضلي الذى يميز التماثيل الاخرى للفرعون,وقد خرج بهذا عن التقليد للفرعونى الذي يقدم للفراعنة انفسهم للشعب علي انه شريك في الالوهية.
ولكن خطوط الوجه توحى بالثبات والرسوخ وتبدو نظرته محددة وقاسية اما خطوط الجسم فهي قوية وحادة.
ويجلس الملك واضعا يديه علي نقبة مخططة ويشبه العرش في مجمله عروش الملك سنوسرت الاول والتى وجدت في اللشت.وقد زينت جوانب العرش بنقوش مماثلة من علامات (سماتاوى)والذى ترمز الي وحدة الشمال والجنوب,كما يوجد نقش لربي النيل حابي واقفين وتحيط بهما زهور البردى واللوتس اشارة الي مصر العليا والسفلي.ويرتدى غطاء الراس النمس,والحيي الكبري ويرتدى قلادة حول الرقبة
ارتفاعه157سم(2)
تمثال للملك منتوحتب الثانى
يعتبر منتوحتب الثانى هو مؤسس الدولة الوسطى,اذ أعاد توحيد البلاد ,بعد سنين من الفوضي والصراع.
هذا التمثال من الحجر الرملي الملون,وهو يعتبر خطوة نحو اعادة نهضة الفن المصرى,في مطالع الدولة الوسطى .اذ يري منتوحتب الثانى هنا جالسا متوجا بتاج مصر السفلى الاحمر,مشمولا برداء حب سد اي رداء الاحتفالات الابيض, الذى يصل حتى الركبتين,وهورداء اليوبيل.وقد مثل الملك اسود البشرة ,عاقدا ذراعيه علي صدره في هيئة اوزوريس,حيث اخرج الفنان التمثال متين البنية,ممتلىء الساقين والقدمين.
ولعل شكله هذا انما جاء عن رغبة ترجح تصوير الحاكم قوى المظهر,اكثر من الايحاء بشىء من عيب جسمانى.
العرض47سم,الطول101سم,الارتفاع203سم.(3)
تمثال الملك سنوسرت الاول
عثر علي هذا التمثال الخشبي الصغير لسنوسرت الاول في قبر خاص باحد كبار رجال الدولة.
ويتالف من قطع وصل بعضها ببعض بمسامير من الخشب.والملك هنا متوج بتاج الصعيد الابيض,ممسكا بيسراه صولجان الحاكم الحقا,بينما يمسك بصولجان السلطة السخم في يمينه.وتغطى رداءه طبقة من الجبس وطلاء ابيض.
العرض11سم,الطول26سم,الارتفاع56سم(4)
تمثال سنوسرت الثالث
عندما عثر علي هذين التمثالين في بادىء الامر كانا بدون راس,الا انه تم التعرف علي انهما يمثلان الملك سنوسرت الثالث من خلال النقش المحفورعلي الدعامة الخلفية لهما.
وبعد حوالي ثلاث سنوات,ثم العثور علي راسيهما وتم تركيبهما.والتمثلان متماثلان,وهما يمثلان الملك واقفا ومقدما ساقه اليسري ويرتدى الملك النقبة المعروفة باسم الشنديت وقلادة بها تميمة,كما يوضع اللحية المستعارة.
توج احد التمثالين بتاج الجنوب الابيض بينما يرتدى الثانى تاج الشمال الاحمر وذلك كناية عن وحدة الشمال والجنوب تحت حكم هذا الملك
الارتفاع280سم(5)
راس تمثال الملك سنوسرت الثالث
يضع الملك علي راسه غطاء الراس الملكى ذا الثنيات,المصنوع من الكتان ,ويزينه الصل المقدس او الثعبان المقدس الذى يحمى الجبهة.ونلاحظ ان الاذنين كبيرتان نوعا ما .كما ان العينين الصغيرتين مختبئتان خلف الجفون الثقيلة.
وللاسف فان الصل المقدس والانف مكسوران تماما.
الارتفاع30سم(6)
الفقرات 1 الي 6 من الموقع السابق
المراجع >>
الفن المصري القديم تاليف –كريستيان ديروش
ترجمة-محمود خليل النحاس و احمد رضا
السنة-1990
الفن المصري القديم تأليف-سيريل الدريد
ترجمة-احمد زهير
الموقع الالكترونى www.eternalegypt.org (فن النحت في الدولة الوسطى)
تحت اشراف د/ايمن
Labels:
الفن الفرعوني