المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الأناشيد والتراتيل في مصر الفرعونية القديمة

الأناشيد والتراتيل في مصر الفرعونية القديمة 
كانت التراتیل توجه للآلھة، والملوك وتیجانھم، ولمختلف المدن. وتبدو التراتیل الإلھیة ذات
سمة وبنیة تكاد لا تتغیر أبدا. فبداية، نجد عنوانھا قد أستھل بعبارة :
"تعبد " فى إحدى الآلھة .
ويلیه استدعاء لنفس ھذا الجوھر. وكمثال: "أتوجه بعبادتى إلیك، أيا "رع"، المشرق الضیاء عند
الفجر؛ لتصبح "أتوم" فى المغیب!". وأحیانا أخرى يقال : "سلاما علیك أيا أوزيريس، رب الأبدية،
ملك الآلھة جمیعا، المتعدد الأسماء". ثم يتبع ذلك، تعداد وذكر معابد ذاك الإله، وأسماءه وألقابه،
وأحیاناً، قد يشار إلى الصولات والجولات المیثولوجیة التى خاضھا ذاك المعبود . ويتجسد ھذا
المضمون تماما من خلال إحدى التراتیل الموجھة إلى أوزيريس، والمنقوشة فوق لوحة ترجع إلى
الأسرة الثامنة عشرة: إنھا تحكى، فى عبارات غنائیة منظومة أسطورة كل من أوزيريس وإيزيس
وحورس. وأحیانا، يعمل أسلوب الدمج والتركیب على دمج عدة أرباب بداخل ترتیل واحد؛ وكمثال،
ھذا الموجه إلى مین-حورس: "تعبد فى مین، وإبتھال لحورس الرافع ذراعه . سلاما علیك، أيا
مین، فى مختلف تجلیاتك. إنك من تعلو رأسك ريشتان عالیتان . أيا ابن أوزيريس، الذى ولدته
إيزيس، أيھا الإله الأعظم فى معبد إينوت، القوى البأس فى أبو (بانوبولیس)، وفى قفط أيضا . أيا
حورس الشاھر لسلاحك". وبجوار كل ھذه التراتیل والصلوات، والتى ترتكز على تقالید وأسس
فائقة الدقة والصرامة، تراءى نمط آخر يفیض بالتلقائیة والعفوية. وتعبر عنھا ھذه التراتیل الشھیرة
الموجھة لآتون: "ھا أنت تتألق جمالا وروعة فى أفق السماء. أيھا الخالد أبدا آتون أيا أول الأحیاء .
عندما تشرق بالأفق الشرقى تعم روعتك وتألقك على كافة البلدان والأراضى".
بعد ذلك، أعتبر "آتون" الإله الخالق الأعظم؛ ومن قبله، تراءى أيضا "آمون رع " من خلال
ابتھالات وصلوات أخرى. وھا ھما ترتیلان، يتمیزان بالمزيد من التصوف، وھما موجھان لآمون :
أحدھما منقوش فوق جدران إحدى مقابر طیبة، أما الآخر، فرسمه بعض الرسامین فى معبد
آمون: "إن قلبى يتوق ويصبو إلى النظر إلیك وتأملك، أيا رب شجرة البرسیا عندما تنفث من صدرك
بنسیم الشمال. إنك تشبع الجائع بدون أى غذاء. وأنت تعم بالنشوى دون حاجة إلى شراب . إن
قلبى يھفو ويرغب فى رؤيتك. قلبى يفیض سعادة وھناء. أيا آمون راعى البؤساء الفقراء . أنت أب
للیتیم، وزوج للأرملة […]" كذلك: "ھا أنا أشدو من أجلك، وقد انتشیت ببھائك وروعتك، ووضعت
يداى على قیثارتى لأغنى لك. إننى ألقن أطفال المغنین وأعلمھم كیف يترنمون ويتعبدون فى
روعة وبھاء وجھك".
أما عن الصلوات المتكررة المقاطع، فمن خلالھا يذكر إسم الإله فى بداية كل تعويذة؛
ويتلوه إيماء إلى مواقع عبادته، وأوصافه وسجاياه. وفى إطار ھذا النمط، يلاحظ أن بعض التراتیل ،
تمثل تلك التى كان يتغنى بھا سنوسرت الثالث: إنھا تسلسل من الأبیات، تبدأ جمیعا، بنفس
العبارة: "إن الآلھة تفعم بالسرور والفرح ": فأنت تعمل على إثراء قرابینھا وازدھارھا […]؛
والمصريون جمیعا تجتاحھم السعادة والسرور، فبقدرتك وسطوتك عملت على حماية حقوقھم
[…]. إن الإله الأعظم يشمل مدينته بالخیر والنماء؛ إنه بمثابة متراس وحصن جوشن. إنه المأوى
والملجأ الذى لا يلحق أى لاجئ بداخله ضررا واضطھاد" إنه يتماثل بالإلھة سخمت، التى تجابه
أعداء مصر المھاجمین لحدودھا!!

ـــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"