المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

تخيل المصريين القدماء للسماء

السماء على هيئة بقرة يمسكها اله الهواء شو والهة اخرى وعلى بطنها النجوم وسفينة الشمس
تخيل المصريين القدماء للعالم 
اذا اراد رجل من عامة الشعب ان يفكر فى شىء لا يدركه ولا يستطيع فهم عناصره فهو لا يستعين فى تفكيره بالمنطق بل يعتمد على الخيال , فمثلا نراه لايحاول ان يبحث مدققا فى ماهية السماء وما هو كنة الارض , بل يعتمد بما له من شاعرية متوثبة ان يقارن السماء بشىء مما تعوده فى
بيئته دون ان يتساءل عما اذا كان هناك اى تقارب بينهما .
فهو يسمى السماء بالبقرة , وفى ذلك لم يفكر مطلقا ان يحقق هذه المقارنه تحقيقا دقيقا , بمعنى انه لا يتساءل اذا كانت السماء تشبه بطن البقرة , فاين الشعر الذى يكسوها , واين الثدى واين مكان ارجلها الاربع , بل اكثر من ذلك نجد ان هذا التشبيه قد ثبتت اقدامه فى اللغة وتعوده الشعب , ومن ثم تلقاه الفن واصبح الفنان لا يحاول رسم السماء الا على انها بقرة جميلة دون ان يفكر فى حقيقة هذا الفضاء اللانهائى والذى يبدو للرائى كقبة عظيمة , وبهذا اصبح من المعتاد التحدث عن السماء على انها بقرة , بل ورسمت باستمرار على هذا الشكل . وتعودت عقول البسطاء السذج على هذا التمثيل سواء فى اللغة او فى الفن , واعتقدوا بالفعل ان السماء هى البقرة دون ان يحاولوا السؤال عن الشعر الذى يغطى بطن البقرة , وعن مكان الثدى , ولماذا هذا التساؤل ؟ ومادامت المقارنه قد اعجبته , ومادامت البقرة تعتبر من اجمل الحيوانات التى يحبها المصرى , وهكذا اثرت شاعرية المصرى وغريزته الفنية على تصوراته الاخرى التى تخيلها عن العالم وعن الالهه التى تسكنه . 
ويرينا المثل الذى اوردناه فيما سبق الى اى حد تشبث المصرى بهذه التصورات .
واذا حدث ان تخيل اهل عصر صورة اخرى للسماء فتمثلوها على هيئة امرأة قد انحنت فوق الارض فانهم يعطونها راس بقرة او على الاقل يزينون راسها الادمى بقرون بقرة هذه هى ربة السماء " حتحور " .
ولما كانت تنقلات المصرى كلها بوساطة السفن فوق سطح نيله الفياض نراه وقد تخيل ايضا ان الشمس والقمر والنجوم تتحرك فى السماء فوق سفن وفى هذه الحاله لابد وان تكون السماء  بحرا ضخما " هى الماء البارد " او البحر الذى يجرى تحت بطن الالهة " نوت " وهكذا نرى كيف انسجمت هذه التصورات ببعضها , واذا كانت السماء عبارة عن بحر كبير فقد بقيت فى الوقت نفسه فى خيال المصرى القديم هى بطن البقرة او بطن الالهه , اما المطر فكان بطبيعة الحال من تلك " المياه الحية الموجودة فى السماء "
وهناك تصور اخر للسماء يمت الى العصور الحديثة ويتخيل المصرى فيه السماء قائمة فوق اربعة جبال كل جبل منها يقع فى ركن من اركان العالم الاربعة واحيانا يتصورها محمولة على اربعة اعمده او على اربعة قوائم , بينما توجد الارض مستلقية على ظهرها .
__________________________
الموضوع من كتاب / مختارات من الادب والدين المصرى القديم 
الدكتورة / نهاد كمال الدين .
استاذ مساعد الآثار المصرية القديمة بكلية الاداب جامعة المنصورة 

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"