قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
تعاليم الاشمونين
8:48 م |
Posted by
حتشبسوت الصغيرة
الأله امون |
تعاليم الاشمونين
وهناك بعض التعاليم الخاصة بمدينة الاشمونين ومدرستها الدينية تعتبر ايضا من تخريج منف ولو انها لم ترد فى الوثيقة التى تحدثنا عنها فيما سلف .
ولقد اعتبر تا - تنن هو خالق الالهة الثمانية الاولى فيها كما انه اعتبر خالق البيضة التى انبثق منها اله الشمس , وبذلك اصبح " والد اباء " جد " كل الالهه , وبدأ كل من
كان فى البداية فهو صانع ما فى الكون . اما الالهه الثمانية فهى مقسمة الى اربعة ازواج من الضفدع والثعابين الزوج الاول هو نون ونونت ويجسدان العمق العظيم والزوج الثانى هو حوح وحوحت ويجسدان الانهاية والزوج الثالث كوك وكوكت ويجسدان الظلام المخيم اما الزوج الرابع فيجسدان اللارؤية ويسميان امون وامونت . وعلى هذا سميت المدينة " مدينة الثمانية " اى خمون ومنها حرفت الى الاشمونين . واذا تعذر علينا معرفة دقائق هذه التعاليم وكيف تصورها كهنة مدينة اشمون وذلك لقلة ما تخلف من معبدها .
كان فى البداية فهو صانع ما فى الكون . اما الالهه الثمانية فهى مقسمة الى اربعة ازواج من الضفدع والثعابين الزوج الاول هو نون ونونت ويجسدان العمق العظيم والزوج الثانى هو حوح وحوحت ويجسدان الانهاية والزوج الثالث كوك وكوكت ويجسدان الظلام المخيم اما الزوج الرابع فيجسدان اللارؤية ويسميان امون وامونت . وعلى هذا سميت المدينة " مدينة الثمانية " اى خمون ومنها حرفت الى الاشمونين . واذا تعذر علينا معرفة دقائق هذه التعاليم وكيف تصورها كهنة مدينة اشمون وذلك لقلة ما تخلف من معبدها .
فأننا فى الوقت نفسه نعرف الكثير عما تركته هذه التعاليم من تأثير فى مدينة اخرى اخذت عنها فى عصور تالية الا وهى طيبة : اذ حدث فى اواخر الالف الثالثة قبل الميلاد ان تسربت بعض معبودات اشمون الى طيبة واستقرت فيها ونخص بالذكر واحدا من الالهه الثمانية الاولى اى امون الذى تلألأ وعلا شأنه فى طيبة كما استقر ايضا فيها الكثير من تعاليم ديانة " اشمون " وحكمة كهنتها , وهكذا وصلتنا هذه الحكمة وعرفنا الكثير من تعاليم هذه الديانة عن طريق معابد طيبة فى العصور التالية .
واهم ما سعت هذه المحاولات الى ابرازه هو عدم الاكتفاء بالالهه الثمانية بل يجب محاكاة منف او يوضع اله قبلهم يكون هو الذى خلقهم . وبالفعل جعلوا امون الذى كان واحدا منهم هو خالقهم ويدل اسمه على انه " الكائن الخفى " . وعلى هذا النحو لم يكن لامون هنا اى اهمية لانه صور على هيئة ثعبان اسمه " كم - اتف " ويعنى هذا الاسم " ذلك الذى اكمل زمانه " وهكذا كان هذا اله غير ذى موضوع لهذه الدنيا فانتهى امره وانجب " كم - اتف " ولدا على هيئة ثعبان اسمه " اير - تا " خالق الارض الذى خلق بدوره الالهه الثمانية الاولى , ومنها نشأة الخليقة .
ولؤلئك البسطاء الذين لم يتعرفوا على هذه الحكمه ذات المعانى العميقة كان " كم - اتف " عندهم هو امون العظيم معبود الكرنك وهو ايضا امون اله التناسل وخالق الارض ومعبود الاقصر . وعندما خلقت الالهه الثمانية كانت الدنيا لاتزال فى ظلام دامس ولكن الالهه الثمانية اندفعوا مع تيار المياه الاولى ووصلت الى اشمون - وهناك من يقول انها وصلت الى منف او اى هليوبوليس - وهناك خلقت الشمس ومن ثم رجعت الى طيبة ولما كانت قد اتمت صنيعها بخلق العالم انتهى امرها ولحقت بالثعبان " كم - اتف " فى عالم الموتى بطيبه واستراحوا جميعا فى ذلك المكان حيث بنى المعبد الصغير بمدينة هابو , يتردد عليهم امون الاكثر مرة كل عشرة ايام ليقدم لهم القرابين واعتبروا لعالمنا هذا كالموتى يهرع اليهم الناس بما يقدمون اليهم على حين كانوا قوة لا يستهان بها فى العالم السفلى , فهما الذين يدفعون الشمس الى الشروق والنيل الى الارض واذا كانت فكرة موت الاله تبدو لنا غريبة فانها لم تكن كذلك لدى المصرى ولا غرابة فى ذلك فقد اعتقد ان الهه الكبير اوزيريس كان يحيا حياة بشرية ثم مات .
ولقد تمادى اهل المعرفة من رجال طيبة فى تنفيذ فكرتهم هذه حتى انهم جعلوا من اوزيريس اله هو " كم - اتف " الذى يتفق فى معنى اسمه " الذى قد اكمل وقته مع اوزيريس . ثم ليزيدوا فى احكام الحلقة جعلوا من امون " الروح " لاوزيريس وقالوا ان جسد امون يوجد فى الدنيا السفلى وانه اى امون كاله الشمس يزور جسده هذا عندما يتجول فى الدنيا السفلى اثناء اليل وليس من شك اننا فى عصرنا هذا لا نستطيع مطلقا تفهم دقائق هذه التعاليم ولكننا نكاد نعتقد ايضا ان اكثر الكهنة تعمقا فى هذه التعاليم لم يكن يعيرها اهميه ما اثناء حياته الكهنوتية العادية , فانهم لم يروا فى امون الكرنك الها ميتا بل كان هو اكبر الهتهم واقواهم , هو ملك الالهه الذى يسوى العالم ويتحكم فى مقاديره كما انهم فى واقع الامر لم يروا فى اوزيريس ذلك الاله الذى تظهر روحه باسم امون بل كان اله الموتى فقط .
___________________________________
الموضوع من كتاب / مختارات من الادب والدين المصرى القديم
الاستاذة الدكتورة / نهاد كمال الدين .
استاذ مساعد الآثار المصرية القديمة كلية الاداب جامعة المنصورة .
Labels:
الديانة الفرعونية