قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الإحتفالات العامة في مصر الفرعونية القديمة
6:57 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
أسرار .. الإحتفالات العامة في مصر الفرعونية القديمة
سُمیت بھذا الإسم تلك الأعیاد، التى كانت، من ناحیة، تتألق بمظاھر الاحتفالات العامة
الشعبیة، حیث يجرى خلالھا إحیاء ذكرى مناقب الآلھة ومفاخرھا، وتتم محاكاتھا وتمثیلھا تمثیلا
صامتا؛ وحیث تؤدى،
من ناحیة أخرى شعائر وطقوس غامضة فى غیاھب المعابد وظلماتھا.
وغالبا، كانت ھذه الأعیاد تكرس لذكرى آلام ومآسى أوزيريس، ولعملیة البحث التى
قامت بھا إيزيس، وكذلك، وبصفة خاصة؛ للصراع الذى تفجر بین كل من حورس وست. ولقد أحطنا
بھا خاصة، من خلال ما قدمه عنھا الكتاب القدامى، وعلى رأسھم "ھیرودوت ". فقد عرض ھذا
الكاتب عدة عناصر، بالرغم من أنه، كإنسان ورع متدين، قد أبدى تحفظا واضحا أمام الأمور
والمظاھر الإلھیة. فھا ھو يقول: "فوق میاه ھذا النھر (المجاور لمعبد الربة نیت فى سايس )،
يؤدى المصريون عروضا تمثیلیة صامتة عن الوقائع الفعلیة التى يطلقون علیھا عبارة: أسرار خفیة .
وأنا، من ناحیتى أعرف كنھھا ومضمونھا، وأحیط بكل ما يتعلق بھا. ولكن الضرورة تحتم التزام صمتا
ورعا حیال ھذه الأمور".
وفى مدينة "بوزيريس"، كان المصريون ينصبون العمود "جد" ويضحون بثور ويقدمون الكثیر
من القرابین الغذائیة الأخرى التى يستھلكونھا بعد ذلك كطعام . وكانت مظاھر السرور والبھجة
الغامرة تعم الحشود الغفیرة المتجمعة عندئذ .. (تبین بعض المشاھد مجموعات ضخمة من
المحتفلین وھم يمرحون ويرقصون. ومن كل صوب وحدب،كانت "تل بسطة " تستقبل العائلات
المصرية العديدة. فیرى الرجال وھم يعزفون على الناى؛ أما النساء، فكن يقمن بھز الصلاصل
الرنانة ويشدون بأغنیاتھن، ويصفقن . بعد ذلك، تقدم الأضحیات، ويحتسى المحتفلون كمیات
ضخمة من الشراب. وربما أن ھذا الاحتفال، كان يكرس، بوجه خاص بمناسبة البحث الذى كانت
تقوم به الربة إيزيس فى جبیل وكافة أنحاء مصر. أما فى "سايس"، فكان يحیى "عید المصابیح ":
حیث، تتم إضاءة المصابیح فى كافة أنحاء ھذه المدينة طوال اللیل. ويبدو، أن ھذا العرف قد أتبع
فیما بعد، فى جمیع مناطق مصر. أما مبرر ھذا العید، فھو ينبع أساسا من الأساطیر المقدسة،
المتعلقة بالآلام التى عاناھا أوزيريس. وفى "بابريمس"، وھى إحدى المدن الأخرى المكرسة ل
"ست" فى منطقة الدلتا، كان تمثال ھذا الإله يحمل، من خلال موكب ھائل مھیب فوق مركبه
خاصة. وعند وصوله إلى معبده، تقف لاستقباله مجموعة من الكھنة وھم مسلح ون بعصى
غلیظة لمنعه من الدخول. وعندئذ، كان الشعب يھب لنجدته ومساعدته؛ وھنا تقوم معركة وھمیة
منسقة مسبقا بتمثیل تلك الأسطورة: مقاومة الخدم له ومنعه من الدخول عند أمه، وتمكنھم من
دحره؛ وبذا، فھو يتوجه لطلب النجدة من أجل إقتحام المعبد. وفى مدينة "أمبوس"، الواقعة تحت
حماية "ست" فى مصر العلیا، كانت تدور معركة مماثلة (وھمیة ) ضد أھالى "دندرة "، مدينة
حتحور، التى تماثلت ھنا بإيزيس. وبأبیدوس، إحدى مدن أوزيريس، ينظم موكب ضخم آخر تحت
قیادة "أوبواووت "، أى "فاتح الطريق " وھو إله –ذئب بمنطقة الدلتا، وكان يصاحب "حورس "
ويناصره فى معاركه. وسرعان ما يتجابه ھذا الموكب بحشد مكون من أنصار "ست "، الذى وقف
معترضا دخولھم إلى المعبد . ولكن، فى نھاية الأمر، تمكن أفراد الموكب، بعد معركة حامیة
(مفتعلة) من اقتحامه.
وكانت تمثل أيضا حادثة وفاة أوزيريس، ثم بعثه من جديد، الذى يتجلى من خلال ع ودته
على متن مركب مقدسة. وعندئذ، كانت مشاعر البھجة والسرور تعم بین كافة أفراد الشعب .
!
وعلى ما يعتقد، أن ھذه الأساطیر، كانت تقوم، بدئیا، بتمثیلھا أو تقلیدھا، بالإشارة مجموعة من
الممثلین المحترفین، فى صورة عروض تقدم بداخل المعابد. ففى مدينة "إدفو " عثر على لوح ة
خاصة بأحد الممثلین، كان، على ما يبدو، ضمن فرقة متجولة تجوب أنحاء مصر لتقديم عروض
تمثیلیة عن مفاخر ومآثر الآلھة: فھى تعتبر بذلك، بمثابة مسرح لعرض "الأسرار الخفیة".
ــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیةتألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني