المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الأشجار في الحضارة الفرعونية


الأشجار في الحضارة الفرعونية 
لعلنا لاحظنا بالفعل مدى غزارة وثراء وتنوع النباتات فى بعض جوانب ارض وادى النیل .
ولكننا، نجد، مع ذلك، أن الأشجار، بصفة خاصة، لم تمثل تمثیلا ضخما وافرا . ويبدو واضحا، أن

ھناك نوعان دارجان من الأشجار الكثیفة الأوراق، وھما: شجرة الجمیز، والسنط. ولقد دأب
المصريون على زراعة أشجار نخیل الدوم، والبلح من أجل الاستفادة بفاكھتھما . وتعد أشجار
"اللبخ"، والصفصاف، بالإضافة إلى ما ذكر آنفا، بمثابة الأنواع الوحیدة المعروفة فى أرض مصر.
ولكن، على مدى العصور المتتالیة، استطاع المصريون، جلب أشجار الرمان، واللوز،
واللیمون، والزيتون: ولكنھا جمیعا، كانت تستزرع فقط فى أجواء البساتین الخاصة، حیث تستلزم
عناية ورعاية فائقة.
ومن بلاد "بونت"، جلبت مصر أشجار الجمیز الضخمة، ذات الرحیق العطرى . وإبان عصر
الملكة - الفرعون حتشبسوت، استطاع الضابط الأعلى المدعو "نحسى"، بقیادته لحملة تجارية
ضخمة إلى بلاد بونت، أن يحضر منھا ما لا يقل عن واحد وثلاثین نوعا من الأشجار المنتجة للبخور
والروائح العطرية. وقد تم زراعتھا ثانیا فوق أسطح المعبد الجنازى الخاص بالملكة حتشبسوت فى
الدير البحرى. ولقد اقتضى الأمر حینئذ حفر صخور ال جبل لإعداد حُفر متعددة لملأھا بالطین
الخصبة الصالحة لاستقبال ھذه الأشجار المستوردة.
وقد دأب المصريون على الاستعانة بأخشاب أشجار اللبخ لصناعة مقابض وأيدى بعض
الأدوات والآلات الزراعیة. أما الخشب الذى تقدمه أشجار الجمیز الھائلة الضخامة، فكان يستعان
به، سواء فى إبداع التماثیل والأشكال، أو توابیت عامة الشعب، أو الأثاث الدارج الاستعمال، أو
الأبواب بمختلف أنواعھا. ولكن مقابض الأسلحة، وسارية السفن ودفتھا، فكانت تصنع من خشب
شجرة اللبخ. وخصصت استعمالات خشب النخیل لتكون بمثابة أعمدة وعروق فى نطاق المعمار
!
البدئى الأولى.
وفى ذات الحین، كانت مصر تستورد من الخارج بعض أنواع الأخشاب الراقیة الرفیعة
المستوى. فمن سوريا، استوردت أشجار الأرز لإتخاذ أخشابھا فى الصناعات البحرية الضخمة،
والتوابیت الفخمة الرائعة، وبوابات ھائلة للمعابد الكبرى والقصور الملكیة، والسوارى التى تعتلى
قمم الصروح الھائلة. ومن أعمق أعماق قارة إفريقیا، حصلت مصر على الخشب الأسود اللون
الذى عرفناه فى عصرنا الحالى بإسم "الأبنوس". وقد استعان به المصريون فى " hében "حبن
صناعة الأثاث الفاخر الرفیع القیمة.
اتسمت بعض الأشجار فى مصر بسمات مقدسة . فھكذا الأمر بالنسبة لكل من
الصفصاف، والجمیز، التى كانت تظلل بظلالھا الوارفة على ممرات المعابد وساحاتھا . وقد إعتادت
كل من الربتین حتحور وإيزيس أن تتجلیا من داخل إحدى أشجار الجمیز . وقد مُثل الإله تحوت
بالأشمونیین 0 فى ھیئة شجرة نخیل الدوم يبلغ طولھا حوالى ستین ذراع. وترمز أشجا ر النخیل
أيضا، باعتبارھا شعار مقدس، إلى كل من مقاطعتى ھیراقلیوبولیس وكروكوديلوبولیس. أما شجرة
التربنتین، فھى رمز لمدينتى لیكوبولیس (أسیوط ) وقوص بمصر العلیا . وأخیرا، فلعلنا نعرف أن
العمود "جد" ما ھو فى واقع الأمر، سوى شجرة جردت من أوراقھا وفروعھا : تطابقا مع تلك
الشجرة السورية المنبت الذى خبئ بداخلھا جثمان الإله أوزيريس.


ــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه


إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"