قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
آسيا قديما ونظرة المصريين القدماء لها ..
7:19 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
آسيا قديما ونظرة المصريين القدماء لها ..
بالنسبة للمصريین عامة، أعتبرت آسیا بمثابة المنطقة الكبرى التى تبدأ من حدود سیناء
وتنتھى نحو المشرق. وقد ارتبطت
مصر بآسیا بعلاقات وثیقة من ذ عصر ما قبل الأسرات .كما
عملت فئات الغزاة السامیة على تنقیح اللغة المصرية القديمة بسماتھا النھائیة . ويبدو تأثیر
الثقافات الأسیوية ملموسا واضحا إبان عصر ما قبل الأسرات خاصة. ولكنه بدا دائما فى ھیئة وارد
من جانب الغزاة، ولیس عملیة تداخل وامتزاج بواسطة التبادلات التجارية.
!
وبصفة عامة، اتصفت علاقات مصر فى الفترة التاريخیة بقارة آسیا، بسمات عسكرية
بحتة. ولذا، عمد المصريون خلال الدولة القديمة إلى الإنغلاق بداخل واديھم الخصب الثرى بالنماء،
لیقوا أنفسھم شر جیرانھم القائمین بالمشرق. خاصة، أن أرض وادى النیل ھذه كانت دائما وأبدا
المطمع الرئیسى المشتھى فى عیون كافة جیران مصر الفقراء أو المتضورين جوعا.
وبالرغم من ذلك، فقد أعتبرت آسیا بالنسبة لمصر كأمر حیوى وھام للغاية. وذلك بسبب
خیراتھا الطبیعیة الكامنة فى أراضیھا؛ والتى انسابت إلى مصر وغمرتھا بعد الفتوحات المصرية
الكبرى، من سوريا وفینیقیا على سبیل المثال: أخشاب الأرز من لبنان، وأحجار كريمة، ومعادن
فائقة الأھمیة كمثل النحاس، والبرونز، والفضة؛ والحديد فى وقت متأخر. والمناطق الأسیوية التى
عرفھا المصريون خلال الدولة القديمة، ھى سیناء والشريط الذى كان يعیش به الكنعانیون. ونجد
ان ملوك الدولة الوسطى لم يحاولوا مطلقا مد رقعة علاقاتھم مع آسیا؛ ولذا، فإن مصر، لم تتعرف
على الحضارات الكبرى الأخرى ببلاد ما بین النھرين، إلا من خلال الوسطاء والسفراء.
والھكسوس الذين قضوا على الدولة الوسطى لیكونوا دولة مستعمرة فى قلب مصر
وفلسطین، ما ھ م سوى شراذم من الغزاة الأسیويین . وبمجئ الدولة الحديثة واستقرارھا،
استطاع المصريون أن يلموا إلماما واسع المدى ومباشرا بقارة آسیا، من خلال غزواتھم الكبرى .
وبذا، تحولت فلسطین إلى ولاية تابعة لمصر. وخضع الفینیقیون والسوريین تماما لسلطة الفرعون
ونفوذه. وھكذا، صارت الكثیر من الشعوب النائیة عن مصر، الحديثة أو القديمة، بمثابة جیرانھا
وحلفاؤھا المباشرين. فالحیثیون شمالا، والمیتانیون، إرتبط معھم فراعنة الأسرة الثامنة عشرة
بزيجات ملكیة متعددة؛ وكان ھناك أيضا الأشوريون والبابلیون شرقا.
وعلى ما يبدو، أن الحیثیین والمیت انیین سرعان ما تلاشوا واختفوا من الساحة
السیاسیة. ولكن السوريون، والأشوريون بوجه خاص، والبابلیون لعبوا دورا فائق الأھمیة فى إطار
تاريخ مصر: فمن أعماق آسیا جاء "الأسیويون الأنجاس الأدنیاء" الذين احتلوا أرض "تانیرى"
(="الأرض المحبوبة": أحد أسماء مصر ) منذ قیا م الدولة الحديثة بطیبة . وبظھور الفرس، ازداد
اتساع مدى العالم الآسیوى وفاقت ضخامته كل الحدود. ولم تعدو مصر وقتئذ أن تكون سوى ولاية
تابعة لتلك الإمبراطورية الممتدة الأطراف؛ ثم استعادت انتعاشھا واستقلالھا من جديد، خلال حكم
الأسرات الأجنبیة، التى تمصرت بكل معنى الكلمة … إنھم البطالمة.
ــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیةتألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني