قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
أغنیة عازف القیثار .. أشهر أغاني الحضارة الفرعونية القديمة
8:16 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
أغنیة عازف القیثار .. أشهر أغاني الحضارة الفرعونية القديمة
"إنھا تلك الأغنیة التى تتراءى أمام عازف القیثار، فى أجواء المعبد الجنازى الخاص بالملك
أنتف": وفقا لما ذكرته الكتابات القديمة. ولقد أحطنا بھا علما من خلال
بعض النسخ التى ترجع إلى الدولة الحديثة: ولكن، لاشك أن النص الأصلى كان قد سجل فوق جدران مقبرة أحد الملوك
الذين حملوا إسم "أنتف": إنھا أغنیة تفیض بالم یل إلى ملذات الحیاة، وبالنعومة والرقة التى
يشوبھا شئ من الأسى والشجن؛ واعتبرت بمثابة أحد المظاھر المستحدثة الجديدة المفعمة
بالتشاؤوم والمرارة، تلك المشاعر والأحاسیس التى نمت وتطورت فى الفترة الواقعة ما بین "عصر
الانتقال الأول" و "الدولة الوسطى": "فھا ھم بشر يتوارون ويصبحون ذكرى، لیحل مكانھم آخرون
جدد …وھكذا الأمر منذ بدء الخلیقة. والملوك المؤلھون الذين عاشوا فى الأزمنة الغابرة، يرقدون
فى مقابرھم (أغنیة الرياح الأربعة)؛ "ھاھو النبیذ قد امتزج بالذھب .. فمتع نفسك بالمرح
والسرور، ولا تبالى بالھموم .. فھا ھم ال راقصون والراقصات، مبتھجون فرحون، ويرقصون لكى
تقضى عیدا سعیدا". وكان المصريون يشدون أيضا بالأغانى العاطفیة الرقیقة : "إن وجھك يتألق
نورا وجمالا .. وأنا أراك قادمة إلىّ .. إن وجھك الساحر الفاتن يسلبنى لبى ويسكرنى، أيا
حتحور!!.. أيتھا الربة الذھبیة!!".. وكذلك، كانوا يترنمون بالترانیم الجنازية : "ھا ھو الراعى قد
انطلق بعیدا .. إنه يمر من جانبنا!!.. "ھل عساك تلتفت نحونا قلیلا؟ !..، "فلتمضى فى سلام،
إذھب فى سلام!.. توجه نحو الأمنتى، فلتباركك الآلھة.. إذھب سالما آمنا!" ..، وھا أنت تمضى
بعیدا حیث يصبح البشر فى وئام ووفاق". والملوك الذين يرقدون الآن فى أھراماتھم، وكذلك الحال
بالنسبة للأمراء والنبلاء وسعداء القوم، فقد احتضنتھم مقابرھم . وعن القصور والبیوت الفخمة
التى شیدونھا خلال حیاتھم الدنیوية، فقد تحولت إلى أطلال، وتلاشت نھائیا . فماذا عساھم
صاروا؟!.. لقد سمعت كثیرا أقوال وحكم كل من "إيمحتب " و "جدف حور " التى تناقلتھا الأجیال
جمیعا: فأين تراھما الآن؟.. لقد ھدمت منازلھما، وانمحت نصبھما، وكأنھا كانت مجرد سراب ..
وفى واقع الأمر أن لا أحد يعود من "العالم الآخر"، لیقول لنا، ما ھو مصیر من يمضون إلیه، وما ھى
متطلباتھم: فربما يعمل ذلك على تھدئة نفوسنا وطمأنة قلوبنا، حتى تجئ اللحظة التى ننطلق
فیھا نحن أيضا إلى حیث راحوا .. إذن، والأمر ھكذا، فلتنعم فى حیاتك باللھو والمرح، ولا تثقل
قلبك بالمشاكل والھموم .. وما دمت فى ھذه الحیاة الدنیا، لا تسمع سوى نداء قلبك .. فضمخ
شعرك بالعطور الروائح الطیبة، وارتدى الملابس الكتانیة الفاخرة، وتعطر بأرقى أنواع العطور التى
لا يستعملھا سوى الآلھة. وابحث دائما عن المرح والحبور .. ولا تجعل للغم والھم سبیلا إلى
! قلبك. واستمع إلى ما يقوله لك قلبك، وما تملیه علیه رغبتك . عش مصیرك المقدر فى ھذه
الحیاة الدنیا. ولا تجعل القلق يجتاح قلبك ووجدانك، حتى تجئ اللحظة التى تنطلق فیھا من
أجلك تأوھات الحزن والأسى الجنازية. فعلیك أن تعرف أن أوزيريس، ھذا الإله الھادئ البال
المطمئن السريرة، لا يولى أذانا صاغیة لأى نواح أو بكاء. وكذلك، لا يعمل الأنین والتأوه على إنقاذ
أحد من ظلمات القبر. وبذا، والحال ھكذا، عش يومك فى مرح وسرور دائم . واعرف أننا لا نأخذ
معنا أموالنا وممتلكاتنا .. وكل من وطأت أقدامھم أبواب "العالم الآخر" لم يرجعوا منه أبدا".
ــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني