المكتبة
الطلاق عند المصري القديم
4:39 م | 
Posted by
Mahmoud
الطلاق عند المصري القديم
حقا، نحن لم نتوغل كثیرا بمشكلة الطلاق فى العصور القديمة. وتحكى لنا "قصة الشقیقین": أن شخصا يدعى "أنوبو" قد قتل زوجته التى ارتكبت جريمة الخیانة الزوجیة، ورمى أشلاء جسمھا إلى الكلاب الضالة. ومن خلال النص المعنون ب "نبؤة الحتحورات "، يتبین لنا أن زوجة المدعو "بیتاو" الخائنة قد لاقت حتفھا بطعنة خنجر . أما عن زوجة "أوبونیر "، فقد أحرقت وألقى برماد جثتھا فى میاه النیل.
ولكننا، نجد أن الاھتمام بالحفاظ على الممتلكات والإرث الخاص بالأبناء، خاصة عندما تراءى خلال الدولة الوسطى نمط من الملكیة الخاصة، قد استدعى التدخل القانونى فى مشاكل الطلاق. ولكن، كان الأمر يستدعى الانتظار حتى "العصر المتأخر "، وظھور العقود الديموطیقیة، لكى توجد بالفعل نصوص ووثائق فعلیة تتعلق بالزيجات. وبدا واضحا وقتئذ، أن الحق الشرعى، لم يكن يقحم لفض تلك المشاكل العائلیة الخاصة. ولكن، كان يطبق فقط القانون الشرطى : أى أن دور المحاكم، كان ينحصر فى مجرد تطبیق احترام بنود العقود التى تبرم بین الزوج وزوجته عند لحظة قرانھما. ولا يستبعد أبدا، أن العادات والتقالید، وربما المشرع، كانت تتدخل ويتراءى تأثیرھا،
من خلال مفھوم العقود ومضمونھا. ولذا، نجد، أنه بداية من العصر الصاوى وحتى منتصف عصر البطالمة، كان للزوج فقط الحق فى تقرير الطلاق. ولذا، والحال ھكذا، كانت الزوجة تعمل على الحفاظ على حقوقھا بواسطة العقود، التى تستتبع بالفعل خروج الزوج، بعد طلاقه لزوجته، خالى الوفاض تماما. وھكذا، كانت تقوم بتسجیل مھر صو رى، يتحتم على الزوج، فى حالة الطلاق، إرجاعه لھا، مضافا إلیه نفقة محددة فى عقد الزواج. وبالإضافة لذلك، يلزم الزوج، فى ھذه الحال، بدفع تعويض لمطلقته. ويزاد إلى ذلك رھن ممتلكاته لضمان حصول الزوجة على حقھا المنصوص علیه بالعقد المبرم بینھما، بالإضافة إلى مبلغ التعويض. وأخیرا، تستدعى الضرورة أن يتنازل الزوج عن ممتلكاته لصالح إبنه البكرى؛ ربما للتأكد من أن النفقة سوف يتم دفعھا بالفعل كل عام .
وخلال الحقبة التالیة، كانت تطبق عقود مشروطة مماثلة؛ ولكن بدأت الزوجة حینئذ، تحظى بحق طلب الطلاق. ولاشك أن الصیغ والنصوص الت ى تتصدر تلك العقود، قد تغیرت وتبدلت . فعلى سبیل المثال، بدلا من تلك الصیغة القديمة: "لو أننى نبذتك، وتزوجت بامرأة أخرى سواك، فإننى ملزم، فى ھذه الحال، بإعطائك ..."، كتب: "بداية من ھذا الیوم، يحق لك أنت طلب الطلاق، وسوف أمنحك ..". ولاشك انه قد لوحظ مدى المغالاة التى قد يتضمنھا مثل ھذا العرف: فھا ھو مثال يدل على ذلك؛ إنه والد بائس مظلوم لتوأمین؛ تمكنت زوجته، بمثل تلك البنود الشرطیة من تجريده تماما من كافة ممتلكاته؛ وكذلك الأمر بالنسبة لطفلیه . فھا نحن نرى إذن، أن التطرف والعنف البالغ فى عقوبة المرأة الخاطئة خلا ل العصر الكلاسیكى، قد أدى إلى مبالغة عكسیة سیئة ًالعواقب.
_________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني
