المكتبة
الطهارة " الختان " عند المصري القديم
4:36 م | 
Posted by
Mahmoud
الطهارة " الختان " عند المصري القديم
مارس المصريون القدماء أسلوب الطھارة (الختان) منذ أقدم العصور . ومع ذلك، فقد بدا واضحا، أن ھذا العرف لم يكن ذو ضرورة ملحة خلال "الدولة الحديثة ": فقد لوحظ أن فراعنة تلك الفترة أنفسھم لم تجرى لھم عملیة الختان. ونحن لا نعرف بالتحديد دواعى وأسباب مثل ھذه الممارسة. ولكنھا، بكل تأكید قد انتشرت بین كافة الشعوب السامیة. وبالتالى، ربما قد إقتبسھا المصريون عنھم منذ عصر ما قبل الأسرات.
وھا ھو "ھیرودوت" يؤكد: أن جمیع الكھنة المصريین قد أجريت لھم عملیة الختان؛ وذلك لدواعى التطھر والنظافة. ولكننا نرى أن علم بحث أصول السلالات البشرية ،(Ethnalogie) يؤكد أن الاھتمام بعامل النظافة والصحة العامة، خلال العصور الأولیة الموغلة فى القدم، لم يكن ضمن العادات والتقالید وقتئذ، وبذا، نجد أن الكثیرين قد فسروا، بأوجه مختلفة ومتباينة، دواعى وأسباب الختان: ربما التخفیف من حدة ووحشیة بعض الأضحیات البدائیة فى الأزمنة السحیقة بالمولود الأول. وھى، كما نرى، غیر ممكن الإقرار بھا ومساندتھا . ويرى آخرون، أن تلك الممارسة كانت تعد بمثابة تكريس الطفل الولید للآلھة . وعلى عكس الیھود الذين كانوا يجرون عملیة الختان للطفل حالما يخرج من بطن أمه؛ نجد النقوش البارزة المتعلقة بقدماء المصريین تبین لنا أنھا كانت تجرى على الأطفال عند بلوغھم سن العاشرة (بأحد النقوش البارزة فى معبد خونسو بالكرنك )؛ وربما أيضا، بعد تعديه ھذه السن: وفقا لما بینته بعض النقوش فى عدد من المصاطب.
وربما يجعلنا ذلك نعتقد أن تلك العملیة كانت بمثابة شعیرة تدل على وصول الصبى إلى سن البلوغ، وإدماجه بإطار الذكور البالغین: وبالتالى، يسجل ذلك، فوق جزء من جسده، تسجیلا لا ينمحى أبدا. بعد ذلك، ولنزوح المد الأجنبى الھائل إلى أرض مصر، عبر العصور المتعاقبة، وأيضا لتراخى بعض العادات والتقالید المصرية البدئیة، خاصة خلال الدولة الحديثة، تلاشى، بعض الشئ مفھوم ومضمون تلك الممارسة. وبالتالى، أھملت فى كثیر من الأحیان . بل أن بعض الفراعنة أنفسھم، لم يتم ختانھم. والجدير بالذكر، فى ھذا الصدد، أنه فى أ ثر بعض المعارك الحربیة (وبالتحديد فى عصر رمسیس الثالث )، كان الجنود المصريون المنتصرون يقومون بإخصاء جثث القتلى غیر المختونون، لإحصاء أعداد أعدائھم الصرعى.
_________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
التاريخ الفرعوني
