قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
مدينة طيبة الأوليه في مصر الفرعونية


مدينة طيبة الأوليه في مصر الفرعونية
فى واقع الأمر، أن معلوماتنا تكاد تكون ضئیلة ومحدودة فیما يتعلق بطیبة الأولیة. وإسمھا بالمصرية القديمة: "واست" (اى: مدينة الصولجان "واس")؛ وھو يشمل كافة أراضیھا ومناطقھا . ومع ذلك، فإن ھذا الاسم ربما كان يومئ أساسا إلى ضاحیة صغیرة مغمورة . ولكن "طیبة " (الحديثة) أى أكبر مدن "مصر العلیا"، قد تكونت من خلال دمج الكثیر من القرى والضواحى، مثل : "أوبت الشمالیة" (الكرنك)، و"أوبت الجنوبیة" (الأقصر)، و"واست". أما عن الأسماء الأخرى لطیبة، أى "حت آمون" (قصر آمون)، و"نوت آمون" (مدينة آمون ) التى أشتق منھا إسم طیبة التوراتى (نو)، فتشیر جمیعھا إلى إله ھذه المدينة الكبرى . وعن الضفة الغربیة التى تتكون من جبانة طیبة، فقد سمیت "أواست" الغربیة. وفى نفس ذاك الموقع، توجد أكثر الأدلة عراقة وقدما عن أھمیة "طیبة"، باعتبارھا أكبر مدن الإقلیم؛ خاصة فى جبانة "ذراع أبو النجا"، حیث أكتشفت عدة مقابر خاصة ببعض حكامه: الأناتفة.
إن عظمة "طیبة" وتألقھا يرجع قطعا إلى أولئك الحكام . وبعد أن تم التوحید بین قطرى مصر بفضل الفرعون منتوحتب، أصبحت ھذه المدينة الكبرى عاصمة للدولة الحديثة . ولاشك أن فراعنة الأسرة التالیة، أى العاشرة، ھم الذين عملوا على تبوء آمون لمرتبة الإله الأعلى لطیبة؛ ثم، فیما بعد، أتخذ إلھا للدولة بأكملھا . وعندما، عادت "طیبة " ثانیا عاصمة للإقلیم بعد عھد الھكسوس، قام أمراءھا، للمرة الثانیة، بالتوحید بین أقطار مصر، بفضل الفرعون "أحمس": وھكذا، تزايدت وازدھرت عظمة ھذه المدينة الكبرى على مدى عھد الأسرة الثامنة عشرة بأكملھا. وربما أن الرعامسة، لأسباب ودواعى استراتیجیة، قد أقاموا مقارھم فى منطقة الدلتا، ومع ذلك، فقد بقیت "طیبة" على ما ھى علیه كعاصمة للدولة بأكملھا، حیث استمروا فى تجمیلھا وإثراءھا.
وبدأت طیبة تمیل نحو الأفول، بعد مرور حوالى ألف عام من الحكم الاستعمارى : خاصة عندما خلف الملوك اللیبیون سابقیھم التانیسیین. ومع ذلك، فقد احتفظت ھذه المدينة الھامة، بعظمتھا ومكانتھا الرفیعة فى نظر كافة الأمم المجاورة لمصر. ولكن سرعان ما ولى ھذا الازدھار والتألق عندما قام الآسیويون بغزوھا لمرتین متتالیتین، خلال القرن السابع قبل المیلاد. وحقیقة أن "طیبة" قد حاولت النھوض مرة أخرى؛ ولكن مما يؤسف له، أنھا كانت تخبو ببطء وتأنى وقد أحاطت بھا مظاھر ازدھارھا وتألقھا الماضى : فھذا ما تؤكده بالفعل نصبھا ومنشآتھا العظمى.
_________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
