قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الطير في مصر الفرعونية القديمة


الطير في مصر الفرعونية القديمة
تعتبر أرض وادى النیل ومستنقعات الدلتا من أكثر البقاع ثراءا بالطیور المتباينة الأنواع والأشكال. ولقد قدمت لنا الرسوم المصرية القديمة الكثیر من مشاھد ھذا العالم الصغیر الزاخر بالطیور المتألقة الرائعة الألوان، التى تطیر وتحلق مرفرفة ما بین أغصان الأشجار والبردى . ولكن، فى مستوى أعلى؛ أى فى آفاق السماء الدائمة الزرقة، كانت تحلق الطیور الجارحة والكواسر الضارية. وعلى قمتھا، نجد الصقر، ويعنى: "حارو"، الذى تجسد حورس من خلاله. وبجواره، ھناك أيضا الحدأة والباز. وغالبا ما كان ھذا الأخیر، يُخلط بینه، من خلال الرموز الھیروغلیفیة، وبین النسر المصرى، الذى يتمیز بوضوح، عن النوع الدارج المعتاد من النسور، رمز الإلھة "موت".
أما ساعات الظلام، فلاشك أنھا، بلا جدال عالم البوم، والوطواط. وفى أجواء المستنقعات، كانت تعیش طیور البشاروش الوردى اللون، والبلشون (مالك الحزين)؛ وكذلك الكركى والبط والأوز البرى الذى يقبل الصیادون كثیرا على صیده أو قنصه. أما البجعة السوداء، فقد اختارھا المصريون القدماء رمزا للروح : "ب ا"، من خلال رسومھم ورموزھم الھیروغلیفیة . وعن "الآخ" فیمثله طائر الإبیس ذو المعرفة. أما الإبیس المقدس، فمن خلاله يتجلى الإله "تحوت". والطیور التى تخشاھا حدائق الفاكھة والبساتین، فھى : الدورى، والصفارية. أما الحمام المسمن، والبط البرى، والسمان، الذى كانت أسرابه الھائلة تأتى مھاجرة إلى مصر فى بعض المواسم، فكانت تعد،كطعام مفضل بالنسبة للذواقین. ثم ھناك أيضا ما عرف بإسم "النح “neh وھو، على ما يبدو، الدجاج السودانى أو الحبشى. وتجدر الإشارة أيضا إلى طیور مھاجرة أخرى، كمثل طائر الخطاف، وطیور "بونت" المعطرة برائحة المر والصبر، التى كان الصیادون يستعینون بالشباك لاقتناصھا.
وبالنسبة للنعامة، فیتم مطاردتھا وصیدھا فى قلب الصحراء؛ وتتمیز خاصة بجمال الريش الذى يزين ذيلھا. وإلى ھذه القائمة، التى لا تعتبر مطولة أو زائدة عن الحد، يتحتم ذكر الھدھد ذو القنبرة، والغربان المألوفة. ولن ننسى طبعا الطیور المدجنة فى الحظائر، والتى سوف نتحدث عنھا فى مجال آخر.
_________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
