المكتبة
طبقة الكھنة في مصر الفرعونية
11:13 م | 
Posted by
Mahmoud
طبقة الكھنة في مصر الفرعونية
حظى كل معبد من معابد مصر "بھیكله" الكھنوتى، الذى كان يكون ما يمكن أن يسمى بمجمع الكھنة أو معھد الكھنوت. وھم مسئولون عن مھمة إدارة المعبد وأداء الشعائر والطقوس الإلھیة. وفى إطار "الدولة القديمة" لم تكن ھناك ھیئة كھنوتیة بكل معنى الكلمة: فقد كان رجال الكھنوت مجرد موظفون يقومون بممارسة العمل الكھنوتى فى بعض المناسبات؛ ولم تكن الكھنوتیة بالنسبة لھم سوى مھمة مؤقتة. ولكن، فى أثر مواثیق وقوانین الحصانة التى خلعت على أملاك المعابد، بداية من أواخر "الدولة القديمة "، تكونت البنیة الكھنوتیة الفعلیة . ولكن، بمجئ "الدولة الوسطى" أصبح رجال الكھنوت يفتقرون إلى الأھمیة الأولیة على مستوى المجتمع المصرى.
ولقد بینت القوائم المتعلقة بمكافئات ورواتب الكھنة العاملین ببعض المعابد الھامة عن حصولھم، شھريا، على: بعض جرار الجعة، وكمیات من الخبز الأبیض الدارج الاستعمال بكمیات ضئیلة. ولكن، بظھور "الدولة الحديثة "، غمر الملوك معابد الآلھة بعطاياھم وھباتھم : وعندئذ، تكون، بالفعل، ما يمكن أن يسمى بالكھنوت القوى المسیطر. وھكذا، ففى "العصر المتأخر "، ھا ھو "ديودور الصقلى" يقول: أن مجمعات الكھنة كانت تحوز على النسبة العظمى من أراضى مصر. وأنھم معفون من الضرائب إعفاءا تاما. بل ويحظون بأسمى مظاھر التقدير والتبجیل . وكانت "إدارة ممتلكات" معبد ما . تعتبر من أھم أوجه نشاط "الھیئة الكھنوتیة " القائمة به، بل و "الكھنوت الأعلى" بصفة خاصة (ينظر : كھنة ). وبصفة مبدئیة، يعتبر حاكم الإقلیم ھو "الرئیس الأعلى للكھنوت" فى إقلیمه. ولكن، فى واقع الأمر، قلما كان حكام الأقالیم يقومون فعلیا بتلك المھمة .
فالذى يمسك بزمامھا حقیقة: ھو "النبى الأول"؛ وإلى مھمته الكھنوتیة ھذه، كان يضم أيضا أوجه نشاط متعددة خارجیة أخرى، منھا، الممارسة "السیاسیة": أو بالأحرى المكائد والدسائس فى إطار البلاط الملكى، لھدف وصوله إلى أعلى المناصب وأرفعھا شأنا. جملة القول، كان يقوم بدور خطیر الشأن، متعدد ومتشعب الجوانب، لدرجة أنه كان يضطر، فى كثیر من الأحیان، إلى ترك مھمة إدارة المعبد وشئونه "للنبى الثانى" مرؤوسه. وبالنسبة لھذا الأخیر، تركزت مھمته، بمصاحبة بقیة مجموع الكھنة، ومعاونة مكتب كامل من الكتبة، والموظفین، فى الاھتمام بالبناءات والمنشآت الإضافیة للمعبد؛ باعتباره "الرئیس الأعلى للأعمال "؛ وكذلك، الھیمنة على الشئون الإدارية، كمثل: الخزانة، وقطعان الثیران الخاصة بإله المعبد، وأراضیه وأملاكه، إلخ .. إلخ.
وعن المعابد الأقل حجما وأھمیة فى الأقالیم، كان عدد أفراد كھنوتھا أقل عددا : معبد أوزيريس فى أبی دوس: يتكون من "الكاھن الأكبر" (وعب )، و"القائم بأمر الخزينة "، و"كاتب"، و"كاھن مرتل"، ثم (متى إن سا)، أى: المھیمن على مجموعة من الكھنة الأقل تدرجا . وھذا يدعونا إلى الاعتقاد، بأن تلك الشخصیات الأربع المذكورة عالیا، تمثل ما يسمى بالكھنوت الرفیع المستوى. ويعاونه أربع مجموعات كھنوتیة أدنى مرتبة تخضع لرئاسة "الكاھن الأكبر".
ولكن، الأمر يختلف تماما، فیما يتعلق بالمعابد الكبرى: كانت تضم فى رحابھا جھازا ھائلا من الكھنة الفائقو العدد، يتسم بالتشابك والتعقید. ومن خلال "بردية ھاريس الكبرى "، نستطیع أن نلم بالعائد الھائل والثروات المتدفقة على المعابد خلال حكم رمسیس الثالث . وبذا، نرى أن أكثر الھیئات الكھنوتیة ثراءا وترفا ھو: كھنوت طیبة (أمون)، وھلیوبولیس (رع)، ومنف (بتاح). وتبین لنا تلك القوائم الضخمة الخاصة بممتلكات المعابد الكبرى وثرواتھا : أن الأنبیاء الأول لآمون، كانوا بخلاف مھامھم الكھنوتیة الضخمة، يشغلون وظائف أخرى علمانیة ودنیوية خطیرة الشأن .. لیصبحوا، فى نھاية الأمر الأسیاد والمسیطرين الفعلیین على مصیر مصر بأكملھا!.
________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
Labels:
