المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الضريبة في مصر الفرعونية القديمة


الضريبة في مصر الفرعونية القديمة 
تعنى ھذه الكلمة، بالمصرية القديمة : "ضرائب  " bakou  ومضمونھا : "ضرائب " أو عوائد . ولكنھا تستوعب أيضا مفھوم "العمل". وبالفعل، انقسمت ھذه الضرائب إلى نوعین اثنین: تحصیل الضريبة فى ھیئة عمل يؤديه "الممول"؛ وھى لا تعدو أن تكون نوع من السخرة؛ ثم ھناك الضريبة النوعیة. وبصفة مبدئیة، كان كل مواطن على أرض مصر، تابع للفرعون، أو بالأحرى "الإدارة العلیا "؛ ويتحتم علیه تقديم عمله وجھده له، وفى مقابل ذلك، يقوم الملك، أى "الإدارة العلیا " بإطعامه وإعاشته. ويبین الواقع الفعلى أن الحرفیین والفلاحین –أى الفئة المنتجة بین افراد الشعب كله –ھم فقط الخاضعون لسداد الضرائب. وبداية من العصر الثینى، دأبت الحكومة المصرية على عمل إحصاءات وتعدادات شعبیة، حتى تتمكن من السیطرة تماما على حسابات إيراداتھا المقبلة.

وبالتالى، كان يتم تقییم الإنتاج المحتمل من المحاصیل. وكذلك، فخلال فصل الحصاد، كان الكتبة الإداريون يتوافدون إلى الحقول، لحساب قیمة الضرائب وفقا لناتج المحاصیل. ولعلنا قد شاھدنا مرارا وتكرارا فوق جدران المقابر، تلك المشاھد الممثلة لجباية الضرائب الرسمیة فى نطاق حقول الفلاحین ومزارعھم. وغالبا، ما كانت ترافق ھذه العملیة، ضرب ساخن يناله الفلاح العاصى أو المتمرد، الرافض لدفع ضرائبه!!. ولكن، ربما أن الفنانین فى ھذه الأحوال، قد تطرفوا إلى حد ما عند رسمھم لتلك الصورة القاسیة لعملیة تحصیل الضرائب من الفلاحین .

فإن واقع الأمور كان يحتم على الموظفین المكلفین بجمع الضرائب، أن يؤدوا ھذه المھمة وفقا للوائح وأسس محددة ثابتة. أى أن قیمة الضريبة، لم تترك أبدا لتعسف وتعن ت الكتبة . وخلاف ذلك، كان ارتفاع مستوى فیضان النیل، ھو الشاھد الحق الوحید فیما يختص بناتج المحاصیل الزراعیة. فمن النادر تماما، أن يطالب الفلاح المصرى، بتسديد ضريبة لا يقدر علیھا أساسا . ومع ذلك، لا يستبعد أبدا أنه قد وجدت بعض التجاوزات فى ھذا المجال. ولذلك، فإن الفلاح الذى يرى أنه قد ظلم أو أضر، كان يحق له رفع شكواه إلى "الحاكم ". وھذا ما حدث بالفعل، ففى عھد رمسیس الثالث: كان المدعو "أمون إم وى "، المشرف على أحد المعابد، يجار بالشكوى لأن الضرائب تطالبه بمدفوعات باھظة للغاية؛ فى حین أنه لا يتلقى القوت والمؤن الغذائیة التى تلزم الدولة بتقديمھا له. وحقیقة أن الضرائب التى كان يقدمھا الممولون كانت تبدو فى صورة عینیة،

ومع ذلك، فإن الدولة كانت تقدرھا وتقسمھا بواسطة أوزان نحاسیة؛ قیمتھا ثمانیة "دبن ". أما العصا الخشبیة، أو القطع المرصعة فقیمتھا قطعة نحاسیة تعادل أربعة دب ن. ولكن الفأس يقابله قطعة نحاسیة قیمتھا إثنین "دبن ". وكمیة محددة من الغلال : اثنان "حقات " وخمسة أثمان . ومقدار معین من الدقیق، يقیم بربع حقات. واعتبارا أن الضرائب كانت تجبى بصفة عینیة؛ فإن كل مدينة من مدن مصر كانت تتضمن مخازن ومستودعات خاصة بإيراداتھا الضرائ بیة المحلیة . وتبین لنا بعض قوائم المدفوعات، عن تباين واختلاف واضح، بین أنواع وأصناف تلك الضرائب : غلال، تمر، دقیق، أسماك، فطائر، أخشاب مشغولة، جلود معالجة، بخور، مدقات، أدوات مختلفة الأشكال والأحجام، علب ذھبیة وبرونزية، وشعر مستعار، إلخ ..

ولاشك أن المعابد كانت تتلقى ھبات وھدايا كثیرة من الفرعون، وأحیانا تحظى باتفاقیة عدم سداد أية ضرائب، مثلما كان الحال خلال "الدولة القديمة ". ولكنھا، غالبا ما كانت تخضع لجبى الضرائب؛ وھكذا، تبین لنا البیانات الخاصة بإيرادات المعابد خلال حكم رمسیس الثالث، أن معبد آمون كان يخصص حوالى ( 744 ) أوزة من أجل "إدارة الضرائب". ومع ذلك، يلاحظ أن الفلاحین العاملین بأراضى المعابد، كانوا يسددون ضرائبھم لنفس تلك المعابد.

________________

الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه



إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"