قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
صید السمك في مصر الفرعونية


صید السمك في مصر الفرعونية
منذ عھود غابرة، وجد المصريون القدماء فى صید الأسماك وسیلة فعالة للحصول على قوتھم. وبذا ترك لنا "العصر الحجرى الحديث" الكثیر من حراب الصید والسنار المصنوع من العظام أو الأصداف. وقد عملت "الإدارة العلیا" على تنظیم مجال صید الأسماك فى ھیئة كیان اقتصادى : يتم اصطیاد السمك بواسطة شباك ضخمة مترامیة المدى، ثم يجفف ويحزم أو يلف فى ھیئة ربطات أو حزم؛ بعد ذلك، يوزع على كافة أنحاء مصر. وھكذا يصبح من المواد الغذائیة الأساسیة بالنسبة لعامة الشعب. ووفقا لما ذكره الكتاب الإغريق، يتبین أن مراكز صید الأسماك "ببحیرة موريس" كانت تدر يومیا للدولة ما يوازى "تالنت" واحد فضى. وخلاف ذلك، عمل الملوك الفراعنة على إقامة وتنظیم مستوطنات استثمارية لصید الأسماك يعمل بھا ما قد يزيد عن ثمانیة آلاف عامل. وكان بعض أفراد الشعب يستعینون بشباك صید بسیطة أو مزدوجة: يغطسونھا فى المیاه وھم على متن قواربھم. ثم يترقبون لحظة امتلاءھا بالأسماك، لیسحبونھا برفق وحذر .
وعلى ما يبدو، أن سمك الفرخ النھرى، كان فائق الضخامة، لدرجة أن الصیادين كانوا يحاولون اقتناصه بالحربة بعد مراقبته وتتبعه، وھم واقفون فوق مركب خفیفة مصنوعة من نبات البردى. أما أسلوب الصید المعروف باسم ال ،“senne” فكان يتم بواسطة مركبین، تجر بینھما شبكة ھائلة مستطیلة وقائمة الزوايا تعمل على دفع الأسماك فى اتجاه الشاطئ: وكانت تبدو مثقلة ومتخمة إلى درجة بالغة؛ وبذا كانت الضرورة تستلزم عددا كبیر من الرجال لدعمھا من خلال شدھا بالحبال . ولكن الصید بواسطة الصنارة كان يبدو أكثر ھدوء واسترخاء . ولكن، قبل ابتكار أسلوب الصید بالعصاة خلال الدولة الحديثة، كانت الضرورة تحتم الإمساك بالحبل المصنوع من لیف القنب بأطراف الید، ثم سحبه سريعا وضرب السمكة فورا ضربة قاضیة قبل محاولتھا الإفلات.
وربما ان الكثیرين من الأحیاء لم يعملوا فى مھنة الصید : ولكن، بالنسبة للموتى، كان الأمر يختلف تماما. فھا ھو الفصل الثالث بكتاب الموتى، يبین : أن الأرواح الصائدة، تقف متربصة متحفزة فى مكان ما، وتنصب فخاخ مصايدھا وشباكھا وصناراتھا لكى توقع بھا شیاطین جھنم . وحتى لا يقع ھو الآخر فريسة صید سھلة مع ھؤلاء الأبالسة، نجد أن المتوفى وھو يتوغل فى تلك المناطق الجھنمیة، يعلن جھرا أنه ھو أيضا صائد سمك.
________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه