قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
القصور الملكية في مصر القديمة


القصور الملكية في مصر القديمة
لقد انتشرت القصور الملكیة فى كافة أنحاء مصر . وربما أن الكثیر من الفراعنة كانوا يحتفظون بالقصور التى توارثونھا عن أجدادھم وأسلافھم، ويعملون على إصلاحھا أو توسیعھا .
ولكنھم، بالرغم من ذلك، كانوا يقیمون قصورا أخرى وفقا لذوقھم الخاص، أو لأى دواعى أخرى . وھكذا، نجد أن رمسیس الثانى، لكى يستقبل خطیبته إبنة ملك الحیثیین، قد شید قصرا فاخرا بالصحراء، على الطريق المؤدى إلى سوريا . ولأن ھذه القصور ا لدنیوية كانت تبنى على وجه السرعة بقوالب الطوب والخشب، فإنھا لم تصمد أمام مرور القرون وتعاقبھا. ولذا، فإن الإكتشافات الأثرية، لم تقدم لنا سوى قدرا يسیرا من عناصر ذاك المعمار الملكى العريق.
ولیس لدينا حالیا أية معلومات عن قصور "الدولة القديمة". ولكن، على أ ية حال، ھا ھو البروتوكول الملكى يسمح لنا بتخیل مدى إمتداد مساحة قصور ھؤلاء الملوك المؤلھین؛ ھؤلاء الذين كانوا يشرقون بوجوھھم، فى لحظات الفجر وكأنھم الشمس المشرقة، أمام أفراد رعیتھم الممیزين. بل ويعیشون وسط بلاط مكون من العباد والأنصار . أما عن قصور "الدولة الوسطى "، فھى الأخرى غامضة تماما بالنسبة لنا. ولكن، ربما أن تلك الخاصة "بالدولة الحديثة"، قد كشفت لنا عن حقیقتھا بفضل عدة آثار لقصور كان قد أقامھا الملوك على مقربة من معابدھم الجنازية، وبعض العناصر المتبقیة من قصور أمنحتب الثالث، ورمسیس الثانى فى "قنطیر " بالدلتا، وسیتى الأول بأبیدوس، ومرنبتاح فى "منف"، وبوجه خاص رمسیس الثالث بمدينة ھابو، وأخناتون بالعمارنة. وغالبا، تتكون تلك القصور من عدة تجمعات من المبانى. وھى تنقسم إلى ثلاثة أحیاء : مساكن الخدم والمعاونین، وھى مجرد بیوت ضئیلة الحجم تتقارب شبھا بمنازل العمال بقرية دير المدينة؛ ثم ھناك المقر الخاص بالفرعون؛ وبعد ذلك، توجد قاعات الاجتماعات الرسمیة.
وكان ھذا المقر الملكى الخاص، يتضمن عددا من الأجنحة الخاصة بالفرعون، وحريمه، حیث تقیم الملكة، والزوجات الملكیات، والأبناء الملكیون الذين يلقون الرعاية والعناية من جانب جھاز ضخم من كبار الموظفین والكتبة. ولكن، لم يكن ھناك أى وجود للخصیان والأغاوات فى ذاك المجتمع .
وعن قاعات الاجتماعات الرسمیة، فكانت تضم عددا كبیرا متشابكا متصلا من الفناءات والممرات، والدھالیز، وقاعات الأساطین، والأبھاء، وغرف الاستقبال الكبرى الفخمة . وفى نطاق "تل العمارنة"، كان من الممكن دخول الحى الرسمى الخاص بالقصر الجنوبى، من خلال مدخل ھائل، يسمى "وبن آتون" (روعة آتون )، يؤدى إلى فناء واسع المدى، تصطف على كل من جانبیه الشرقى والجنوبى تماثیل عملاقة للملك والملكة. وبالجھة الجنوبیة، تؤدى بعض الأبواب إلى ع دد كبیر من القاعات الضخمة، وقد زين معظمھا بالأعمدة؛ ومنھا يمكن الدخول إلى قاعة التتويج المترامیة المدى، ومجموعة من القاعات المعمدة، تراصت بأكبرھا مساحة أعداد كثیرة من الأعمدة ( 17 صف، كل منھا به 32 عمود). وبكل قصر شرفة فسیحة تطل على فناء كبیر : إنھا شرفة التجلى. وبھا يظھر الملك بمرافقة أفراد عائلته، لرؤية رعاياه؛ ولیوزع المكافآت والمنح والرتب الرفیعة.
_______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه